تتعدد علاجات طب الأسنان التجميلي، ودائماً ما يبحث المرضى عن الجديد من التقنيات الحديثة في هذا المجال، وصولاً إلى الراحة النفسية التي تحققها ابتسامة تعيد ثقة الإنسان بذاته، لكن يظل الاهتمام بالصحة العامة للأسنان هو الضامن الوحيد لتجنّب كثير من الأمراض.
د.ريم الأنصاري
تجيبنا عن كثير من التساؤلات المتعلقة بالعلاجات المتاحة والتقنيات الحديثة في مجال تقويم الأسنان، وكيفية الحفاظ على نظافة الفم، الدكتورة ريم الأنصاري، عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لتقويم الأسنان، واستشارية وأستاذ مشارك في قسم تقويم الأسنان في جامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية، قائلة «أحدثت تقنيات علاج تقويم الأسنان تغييراً جذرياً في مجال طب الأسنان التجميلي، وتطورت الأساليب والتقنيات التي نستخدمها بشكل كبير، ومع ذلك، كما هو الحال مع أي علاج صحي، هناك آثار جانبية يجب على المرضى أخذها في الاعتبار، وبصفتنا أطباء يجب علينا التأكد من توعية كل مريض بشكل شامل قبل بدء أي علاج.
فبعض المرضى الذين يخضعون لعلاج تقويم الأسنان قد يعانون ظاهرة بقع بيضاء على الأسنان، وهو ما يحدث عندما تتأثر الطبقة السطحية من المينا في الأسنان بفقدان المعادن، وقد يحدث ذلك غالباً بسبب سوء النظافة الفموية، وتراكم البلاك، والبكتيريا، والأحماض، ومع ذلك فإن التدابير الوقائية، مثل الاهتمام بنظافة الفم، يمكنها أن تقلل من حدوث هذه الظاهرة. وهناك أيضاً حالات أخرى مثل انحلال جذر السن، وامتصاص الأنسجة المحيطة به، أو تحرك الأسنان خارج مواضعها، إذ يمكن أن تحدث هذه الحالات نتيجة استخدام علاج تقويم الأسنان التقليدي لفترات طويلة، من دون داع، أو تحريك الأسنان بسرعة كبيرة بشكل مفرط، لذا من الضروري على المرضى اختيار أخصائي تقويم أسنان متمكّن».
مميزات وعيوب تقويم الأسنان الشفاف
وعن تقويم الأسنان الشفاف، وأهم مميزاته وعيوبه، وما إذا كان أفضل من التقويم التقليدي، تجيبنا الدكتورة ريم الأنصاري «تتمتع تقويمات الأسنان الشفافة بالعديد من المزايا:
مع ذلك يمكن أن يكون الامتثال صعباً لبعض المرضى، إذ يتطلب وضعه لفترات محدّدة يومياً، ويحتاج الأطباء المختصون في تقويم الأسنان إلى مراقبة هذا الجانب، وتوعية المريض في الاستشارة الأولية، للتأكد من مناسبة هذا العلاج، وتحديد الجوانب الإضافية، مثل الملحقات الصغيرة المطلوبة في بعض الحالات.
فعند مقارنته بالتقويم التقليدي، يعتمد الاختيار بين النظامين على حالة كل مريض، إذ إنني أستخدم كليهما في عيادتي، وأوصي بالأفضل بناء على احتياجات وراحة المريض، فمثلاً الذين يعانون العضة المفتوحة، على سبيل المثال، قد تكون المصففات الشفافة الخيار الأمثل، فأخصائي تقويم الأسنان يجب أن يشرح بوضوح، التوقعات المحتملة للمرضى حول العلاجات المتاحة، ويحدّد الفوائد والعيوب، لضمان العلاج الفعّال والشفاف».
مميزات تقنية «الفينير»
وعن تقنية «الفينير»، التي يراها البعض قادرة على أن تعيد ثقة الإنسان بابتسامته، توضح د. ريم الأنصاري «تُعد تلك التقنية وسيلة ممتازة لتحسين مظهر الأسنان، وزيادة ثقة الشخص بابتسامته، خاصة الذين يعانون تشوّهات، أو تغييرات لونية في أسنانهم، والتي لا يمكن علاجها بالتبييض، أو التنظيف العادي، لكن يجب التركيز أيضاً على التثقيف، وزيادة الوعي حول العلاجات البديلة الممكنة قبل اتخاذ قرار استخدام قشرة الأسنان، فعند استخدامها لمعالجة الازدحام، أو انحراف الأسنان، يمكن أن يتضمن تحضير الأسنان تصغيرها، وفي المقابل عند استخدام علاج تقويم الأسنان مثل المصففات الشفافة، تستطيع الأسنان الحفاظ على سلامتها، والحصول على ابتسامة طبيعية، وجذابة، من دون ضرر، ما يقلّل من مخاطر حدوث مشاكل طويلة الأمد».
وتشير د.ريم الأنصاري «أحياناً تظهر الأسنان بشكل غير طبيعي من شدة بياضها، إذ غالباً ما يعتقد البعض أن الأسنان البيضاء تعني صحة أفضل، ولكن هذا ليس دائماً صحيحاً، فالسبب لاختيار هذا الأمر قد يعود إلى تفضيلات الشخص، أو الضغوط الاجتماعية، أو حتى معايير الجمال المتغيرة، ونحن كأخصائيين في تقويم الأسنان، ملتزمون بضمان توعية المرضى بجميع الخيارات والعلاجات المتاحة، وعلى الرغم من حق المريض في اختيار ما يريده، إلا أن من المهم ألا يشعر الأطباء بالالتزام بتلبية طلبات قد تتعارض مع معاييرهم الطبية، لتحقيق أفضل النتائج لصحة الفم، وجماله».
وحول الكيفية التي يستطيع الإنسان الحفاظ على أسنانه لتفادي أمراض بعينها تضطره للبحث عن حل عند طبيب الأسنان، تجيب د. ريم الأنصاري «أفضل نصيحة يمكنني تقديمها هي «التنظيف، ثم التنظيف، ثم التنظيف»، فيجب تنظيف الأسنان مرتين يومياً على الأقل، لمدة 30 ثانية لكل ربع، أي دقيقتين في المجمل، فكثير من الناس لا يعلمون ذلك، أو يتناسون، لذا قوموا بتشغيل أغنيتكم المفضلة أثناء تنظيف أسنانكم بالفرشاة، وإلى جانب تنظيف الأسنان في المنزل، من الضروري زيارة أخصائي صحة الأسنان للحصول على تنظيف احترافي في العيادة كل ستة أشهر، والذي يهتم بإزالة تراكم الجير، والترسبات التي لا يمكنكم رؤيتها».
التحوّل الرقمي في طب الأسنان
وتعلّق د. الأنصاري على تساؤلنا في ما يرتبط بالابتكارات الجديدة وتقنياتها «تتواصل الابتكارات في مجال طب الأسنان، بخاصة من خلال اعتماد التقنيات الرقمية، ويفضل أن يستفيد كل من المرضى وأطباء الأسنان، على حد سواء، من الابتكارات المتاحة حالياً، إذ أسهم التحول الرقمي في طب الأسنان في زيادة الكفاءة والدقة وتحسين تجربة المرضى.
فبالرغم من بعض التردد الذي صاحب ذلك التطور، إلا أنه لاقى ترحيباً، ومثالاً على ذلك، طب الأسنان عن بُعد الذي يعتبر فرصة رائعة لتوسيع نطاق تعليم الناس في مجال صحة الفم من دون الحاجة للانتقال للعيادة في كل مرة، إذ يمكن استخدام التقنيات الرقمية للمتابعة، والإجابة عن الاستفسارات من منازل المرضى، فهذه التقنيات أصبحت مقبولة وتستخدم على نطاق واسع، ويستشعر أطباء الأسنان الفوائد المترتبة على دمج التقنيات الرقمية في ممارساتهم، ما ينعكس إيجاباً على تحسين الصحة العامة لفم مرضاهم».
وعن أفضل الممارسات اليومية للحفاظ على الأسنان، توضح «إضافة إلى التنظيف المنتظم خلال اليوم، أوصي كذلك بتنظيف الأسنان بالفرشاة بعد كل وجبة إن أمكن، ويفضل ألا يكون ذلك بعد أكثر من 20 دقيقة بعد تناول الطعام، لذا احرص على حمل فرشاة أسنان في حقيبتك إذا خرجت، وخيط الأسنان مهم أيضاً، إما باستخدامه، وإما جهاز تنظيف الأسنان بالماء، إذ يجب أن يتم ذلك على الأقل مرة واحدة في اليوم، للوصول إلى المناطق الواقعة بين الأسنان التي قد لا تصلها الفرشاة. وبطبيعة الحال، فإن زيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر خطوة مهمة للتأكد من معالجة أي مخاوف وإعطاء أي علاج ضروري في الوقت المناسب».
ما سبب تسوّس أسنان الأطفال؟
وفي ما يتعلق بسبب تآكل طبقات الأسنان عند الأطفال، توجز استشارية طب تقويم الأسنان «السبب الرئيسي لتسوس الأسنان يعود إلى عدم الحفاظ على نظافة الفم السليمة، أو ببساطة، عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة بشكل صحيح. فعند ترك بقايا الطعام في الفم، وعلى الأسنان لفترة من الوقت، تتغذى البكتيريا غير الضارة على هذه البقايا، وتتحول إلى بكتيريا ضارة، وهذا يؤدي إلى التسوّس على المدى الطويل.
كما يجب الانتباه إلى أن إزالة الأطعمة اللزجة والسكرية من الأسنان يكون صعباً، لذا من الأفضل تقليل استهلاكها، أو تجنّبها تماماً إن أمكن، حتى بالنسبة إلى البالغين، ونصيحتي من خلال تجربتي كأم، هي المراقبة الفعالة عند تنظيف أسنان الأطفال بالفرشاة».