هل تغسلين الدجاج قبل طبخه؟ هل يجب عليك؟ فقد انتشرت بعض الفيديوهات على مواقع التواصل تدّعي أن شطف الدجاج بالماء يساعد على إزالة البكتيريا الضارة التي قد تكون موجودة عليها. بيد أن خبراء الصحة العامة يحذرون من هذا الفعل. لماذا؟
وفقاً للخبراء في هذا الشأن، فإن غسل الدجاج ليس ضرورياً. هذا ما يؤكده، مثلاً، الدكتور دارين ديتويلر، مؤلف ومستشار وأستاذ السياسة الغذائية في كلية الدراسات المهنية بجامعة نورث إيسترن، الذي يقول إنه لا يقتصر الأمر على عدم الحاجة إلى غسل الدجاج فحسب، ولكن القيام بذلك قد يسبب ضرراً أكثر من نفعه، فكل ما تفعله هو تلويث بقية مطبخك بمسببات الأمراض، وأنت لا تفعل في الواقع أي شيء يضيف قيمة لسلامة الغذاء.
طهي الدجاج النيّئ هو الطريقة الأكثر أماناً
في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، تشير تقديرات مركز السيطرة على الأمراض إلى أن نحو مليون أمريكي يصابون بالمرض كل عام بسبب الدواجن الملوّثة. وتعتبر السالمونيلا مصدر القلق الأكبر عندما يتعلق الأمر بهذه الأمراض المنقولة بالغذاء.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن أن تعزى كل هذه الأمراض إلى الدجاج، إلا أن السالمونيلا تسبب نحو 1.35 مليون إصابة، و26500 حالة دخول إلى المستشفى، و420 حالة وفاة في الولايات المتحدة، سنوياً، أكثر من أي بكتيريا أخرى.
ويمكن أن تستمر أعراض عدوى السالمونيلا أربعة، إلى سبعة أيام من الإسهال، والحمّى، وآلام في المعدة. ولكن في حالات نادرة، يمكن للبكتيريا أن تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدم، أو المفاصل، أو الدماغ، وتسبب مرضاً شديداً.
ويشير ديتويلر إلى أنه من المفهوم سبب رغبة الناس في اتخاذ تدابير احترازية، مثل غسل الدجاج، لتجنب التسمم بالسالمونيلا، ولكن شطف الدجاج لن يقتل أيّاً من مسببات الأمراض، فالآمن جداً طهيه فقط، وإذا قاموا بطهي الدجاج على درجة حرارة 165 درجة، فمن المفترض أن يقتل ذلك جميع البكتيريا.
شطف الدجاج يزيد خطر التسمم الغذائي
أظهر الباحثون أن غسل الدجاج ينشر مسببات الأمراض في جميع أنحاء حوض الغسل، وحول الصنبور، والمقبض، والجوانب الأخرى في المطبخ.
وفي دراسة رصدية أجرتها وزارة الزراعة الأمريكية، طُلب من المشاركين إعداد دواجن نيّئة وسلطة حديقة. وجد الباحثون أن 60% ممن قرروا غسل دجاجهم كانت لديهم بكتيريا في أحواضهم، و26% ممن غسلوا دواجنهم انتهى بهم الأمر إلى التسبب بتلوث متبادل، فقد وصلت البكتيريا من الدواجن إلى الخس. لذلك فإن غسل الدجاج النيئ يسبب مشاكل، أكثر مما يحل مشكلة متوقعة.
ويوضح الخبراء أن فكرة غسل الدجاج تبدو كأنها تنبع من طرق الطهي التي تعلّمها الناس من الآباء والأجداد. فقد وجدت دراسة استقصائية صغيرة أجريت عام 2021 أن هذا صحيح، حيث قال المشاركون إن «طرق إعداد الدجاج الخاصة بهم تتأثر في المقام الأول بممارسات العائلة». فمنذ أجيال مضت، كان من الضروري غسل الدجاج قبل تحضيره، حيث كان الناس في كثير من الأحيان يذبحون دجاجهم بأنفسهم. ومع ذلك، في عصرنا الحديث، أصبح هذا أمراً عفا عليه الزمن إلى حد كبير، فنحن نشتري الطيور التي تم تحضيرها وتعبئتها إذا صح التعبير، حتى نتمكن من إخراجها حرفياً من الكيس ووضعها في الفرن.
ويرى باحثون آخرون أن الاحتمال الآخر هو أن الناس يفعلون ذلك بدافع العادة، حيث يقومون بخلط الدواجن النيّئة مع المكونات الأخرى الموجودة في متاجر البقالة والتي يتم غسلها عادة، حتى تصبح نظيفة. لذلك يعتقدون أن الدجاج ربما يقع في الفئة نفسها، مثل الفاكهة، أو الخضار التي ستغسلها بالتأكيد، لأنه يمكنك غسل الأوساخ وأشياء من هذا القبيل. لكن لا، لا يمكنك غسل البكتيريا.
نصائح مهمة لصحتك عند طهي الدجاج
إضافة إلى عدم شطف الدجاج، هناك خطوات أخرى يمكن للناس اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالتسمم الغذائي من الدواجن:
وعلى الرغم من أن هذه الخطوات قد تكون مملة بعض الشيء، إلا أنها يمكن أن تقطع شوطاً طويلاً في مساعدة الناس على البقاء في صحة جيدة.