ربما تعيش في منطقة تعج بالأصوات ليلاً، أو تعجز عن التغلب على شخير الشخص النائم إلى جوارك، أو تظل تتقلب على الفراش بعد أن جافى النوم جفنيك، فتهرع إلى سماعات الرأس أو سماعات الأذن لعلها تحجب عنك كل ذلك وتنعم بليلة هادئة.. ولكن، هل وضع السماعات على أو في أذنيك أثناء النوم هو أمر آمن؟ أم أنك تخاطر بإلحاق الأذى بأذنيك أو بصحتك عموماً؟
يقول بعض اختصاصيي السمع أنه يمكن أن يكون النوم باستخدام سماعات الرأس آمناً طالما لديك النوع المناسب من سماعات الرأس وتحافظ على مستوى الصوت عند الحد الأدنى، علاوة على شروط أخرى ضرورية.
لماذا يختار الناس النوم مع سماعات الرأس؟
إذا كنت تحاول تحسين جودة نومك، فهناك عدة أسباب قد تدفعك إلى ارتداء سماعات الرأس أثناء النوم، بما في ذلك:
يبين الخبراء أن الأشخاص الذين يعانون طنيناً في آذانهم (طنين الأذن) هم الأكثر اهتماماً بالنوم بسماعات الرأس لأنهم يريدون أن يتوقف هذا الرنين حتى يتمكنوا من الحصول على راحة كاملة طوال الليل دون انقطاع.
هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تسبب طنين الأذن، بما في ذلك:
كما يمكن أن يسبب الضغط العاطفي طنيناً في أذنيك، لهذا السبب قد يرغب الكثير من الناس في النوم وهم يستمعون إلى شيء مهدئ أو مريح فقط لتخفيف التوتر.
هل سماعات الرأس تساعد على نوم أفضل؟
من الممكن تحسين نومك باستخدام سماعات الرأس، أو على الأقل تحسين الطريقة التي تستقر بها في روتين وقت النوم. لكن الأمر المهم هنا يتلخص في ارتداء النوع المناسب من سماعات الرأس وكيف تنوي استخدامها.
تجنب سماعات إلغاء الضوضاء في حالة الطوارئ
ماذا لو رن هاتفك لأن شخصاً ما يحاول الوصول إليك، أو أن هناك حالة طوارئ أخرى تحدث من حولك؟ هل ستكون قادراً على سماع هذه الأشياء؟
حافظ على مستوى الصوت عندما يزيد قليلاً على النصف أو أقل.
قاعدة جيدة: إذا كان شخص ما يقف على مسافة ذراع منك، فلا ينبغي أن يكون قادراً على سماع ما تستمع إليه ويجب أن تكون أنت قادراً على سماعه وهو يتحدث إليك دون إزالة سماعات الرأس.
في المتوسط، يستطيع معظم الأشخاص الاستماع إلى أصوات بقوة 85 ديسيبل لمدة تصل إلى ثماني ساعات دون أي تأثير سلبي. ولكن إذا كنت تستمع إلى أي شيء أعلى من 85 ديسيبل، فيجب عليك تقليل وقت الاستماع إلى النصف مقابل كل 3 ديسيبل تضيفها. لذا، على سبيل المثال، إذا كنت تستمع إلى شيء ما بقوة 88 ديسيبل، فمن الآمن القيام بذلك لمدة أربع ساعات فقط.
إذاً العامل الأساسي هنا هو مستوى الصوت وطول المدة التي تستمع فيها. يمكنك الاستماع إلى الموسيقى طوال اليوم إذا كانت بمستوى آمن، ولكن إذا كنت تستمع إلى مستوى عال جداً، فقد تتسبب في تلف سمعك في أقل من 15 دقيقة.
في إحدى الدراسات التي شملت عادات السمع والاستماع، تبين أن أولئك الذين استمعوا إلى الموسيقى لأكثر من ثلاث ساعات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالطنين في آذانهم. إذ أفاد 10% أنهم يستمعون إلى الموسيقى التي تتراوح قوتها بين 90 و100 ديسيبل لفترات أطول، حتى أثناء النوم، مما قد يزيد من خطر إصابتهم بضعف السمع في المستقبل.
يمكن أن تسبب سماعات الرأس عدم الراحة والالتهابات البكتيرية
قد لا يكون توصيل سماعات الأذن البلاستيكية الصلبة، مثل AirPods، في أذنك أمراً سيئاً على المدى القصير، ولكن النوم معها قد يزيد من عدم الراحة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لسماعات الأذن أن تحبس الرطوبة في قناة أذنك، خاصة إذا كنت متجهاً إلى السرير بعد الاستحمام مباشرة، فيؤدي ذلك إلى نمو البكتيريا والتهابات الأذن الخارجية على مدى فترات طويلة. ومن المحتمل أيضاً تراكم كمية كبيرة من شمع الأذن، فسيكون من المزعج، وربما الأكثر خطورة، أن تلتف حولك أسلاك السماعات أثناء نومك أو حتى ترفع مستوى الصوت عن طريق الخطأ إلى مستوى عال جداً. بشكل عام، سماعات الرأس اللاسلكية توضع فوق الأذن ويمكن أن توفر المزيد من الراحة لأنها لا تسد قناة الأذن، حتى أن هناك عصابات رأس تحتوي على سماعات رأس تلتف حول رأسك لمزيد من الراحة.
آثار جانبية لوضع سماعات الأذن أثناء النوم.. يجب الحذر منها
يمكن أن تشمل بعض الآثار الجانبية لارتداء سماعات الرأس إتلاف الأذن الخارجية والداخلية، بما في ذلك فقدان السمع.. ونستعرض هنا بعضاً من هذه الآثار الجانبية:
تراكم الشمع في الأذن
لديك غدد في قناة الأذن الخارجية تفرز الشمع للحفاظ على رطوبة أذنيك حتى لا تسبب الحكة أو الجفاف. كما أن هذا الشمع يمنع سقوط أي شيء في أذنك والوصول إلى طبلة الأذن. ولكن عندما تدفع أشياء داخل أذنك، مثل أعواد القطن أو سماعات الأذن، فإنك في الواقع ستدفع هذا الشمع إلى الخلف أكثر، مما يؤدي إلى ضغطه. إذا حدث ذلك، فقد تشعر بطنين في أذنيك، أو فقدان طفيف للسمع، أو تشعر بأن قناة أذنك مسدودة.
عدوى «أذن السباح»
عندما ينحصر الماء في قناة الأذن، يمكن أن تنمو البكتيريا بمرور الوقت مما يؤدي إلى عدوى تسمى عادة «أذن السباح». يمكن أن يحدث هذا إذا كنت تسبح بانتظام، بالطبع، ولكن يمكن أن يحدث أيضاً إذا احتجزت الرطوبة في أذنك لفترات طويلة من الوقت من خلال ارتداء سماعات الرأس أو سدادات الأذن. إذا كنت تعاني «أذن السباح»، يمكن أن تبدو أذنك حمراء ومثيرة للحكة ومؤلمة. في بعض الحالات، قد ترى صديداً يسيل من أذنك وقد تشعر بأن سمعك مكتوم قليلاً. في هذه الحالات، من المهم الحفاظ على قناة الأذن جافة وزيارة طبيب الأذن والأنف والحنجرة الذي يمكنه توفير قطرات الأذن للمساعدة في علاج العدوى.
التنخر
إذا لم تكن سماعات الرأس مناسبة لك من حيث الحجم، فقد يؤدي ذلك بمرور الوقت إلى تلف الجلد في قناة الأذن وبالتالي نخرها. تحدث هذه الحالة عندما يكون هناك تدفق قليل للغاية للدم نتيجة للإصابة أو الصدمة، لذلك تموت خلايا الجلد، تاركة وراءها بقعاً أو أنسجة سوداء وبنية.
إذا شعرت بأي ضغط أو ألم أو امتلاء في أذنك، فقد يشير ذلك إلى أن سماعة الأذن الخاصة بك لا تناسبك بشكل جيد، هناك وسائد مخصصة لسماعات الأذن لجعلها أكثر راحة، ولكن إذا كنت تنام على جانبك، فقد لا تكون مريحة بما فيه الكفاية.