الغرض من وضع الملصقات التحذيرية على علب السجائر هو تعريف المدخنين بالأمراض والمخاطر الجسيمة التي يعرضون أنفسهم لها. ولا يعرف الكثيرون أن واحدة من التحذيرات المدونة على هذه الملصقات هي إمكانية أن يسبب التدخين الإصابة بمرض السكري نوع 2، وإذا كنت مصاباً بالفعل فإن السيجارة ستزيد الخطر وتفاقم الحالة.
ليس من الصعب تماماً توقع النتائج الصحية السلبية بالتدخين. ولهذا السبب تظهر 11 علامة تحذيرية مختلفة على علب السجائر للتأكيد على المخاطر الصحية التي تأتي مع إشعال السيجارة. ويربط أحد هذه التحذيرات التدخين بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهي حالة لها تأثير بالغ في حياة الشخص وآثار صحية طويلة المدى. كما يؤدي التدخين أيضاً إلى تفاقم آثار مرض السكري إذا كنت مصاباً بالمرض.
دعونا نلقي نظرة فاحصة على العلاقة بين التدخين ومرض السكري.
كيف يرتبط التدخين بمرض السكري؟
لنبدأ ببعض الأرقام. الأشخاص الذين يدخنون هم أكثر عرضة بنسبة 30% إلى 40% للإصابة بمرض السكري من النوع 2 مقارنة بأولئك الذين لا يدخنون السجائر، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وكلما دخنت أكثر زاد لديك مستوى خطر الإصابة بمرض السكري. لذلك فإن العلاقة بين التدخين والسكري قوية جداً.
نبين فيما يلي أسباب هذه العلاقة:
آثار النيكوتين
البنكرياس هو غدة صماء تفرز مادة تسمى الأنسولين، مما يساعد خلايا الجسم على امتصاص السكر في الدم. يعد الحفاظ على مستويات السكر في الدم متوازنة أمراً ضرورياً لكي يظل جسمك يعمل بشكل صحيح وصحي.
يعطل النيكوتين هذه العملية عن طريق تغيير الطريقة التي تتفاعل بها خلاياك مع الأنسولين، مما يرفع نسبة السكر في الدم إلى مستويات غير صحية.
مرض السكري، كما تعلمون، هو مرض يصيب البنكرياس. عندما يصاب شخص ما بمرض السكري، فإن البنكرياس إما لا يصنع الأنسولين، أو لا ينتج كمية كافية من الأنسولين، أو أن الأنسولين لا يعمل بشكل صحيح.
المواد الكيميائية في السجائر
يؤدي تدخين السيجارة إلى إطلاق أكثر من 7000 مادة كيميائية، بما في ذلك بعض المواد السامة. تضم قائمة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للمكونات الضارة ومحتملة الضرر في السجائر 93 مدخلاً. وغني عن القول، فإن جسمك لا يستجيب بشكل جيد لهذه المواد الكيميائية. إذ تدمر هذه السموم خلايا الجسم إلى درجة أنها قد تتوقف عن الاستجابة للأنسولين.
السيجارة تفاقم مخاطر السكري
التدخين ليس هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. هناك قائمة طويلة من عوامل الخطر المرتبطة بالوراثة والتاريخ الطبي ونمط الحياة.
ولكن إذا كان لديك أي من عوامل الخطر الإضافية هذه وكنت تدخن... فإن احتمال إصابتك بمرض السكري يتصاعد بسرعة نظراً للضغط الذي يسببه التدخين في جسمك.
عوامل الخطر لمرض السكري من النوع 2 تشمل:
كيف يمكن للتدخين أن يفاقم مرض السكري؟
التدخين يمكن أن يجعل إدارة مرض السكري أكثر صعوبة. كما ذكرنا سابقاً، يزيد النيكوتين بشكل طبيعي من مستويات السكر في الدم. لذلك، إذا كنت تدخن وتعاني مرض السكري، فربما تحتاج إلى جرعات أكبر من الأنسولين لإدارة نسبة السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التدخين إلى تفاقم المضاعفات المحتملة لمرض السكري مثل:
وبطبيعة الحال، التدخين في حد ذاته أمر سيئ بالنسبة لك، وهي حقيقة لا جدال فيها إلى حد كبير في هذه المرحلة. يمكن أن تؤدي هذه العادة إلى الإصابة بالعديد من أنواع السرطان والسكتة الدماغية والنوبات القلبية والمزيد من المشكلات الصحية.
هل الإقلاع عن التدخين سيحدث فرقاً؟
قطعاً! في الواقع، تشير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن الأنسولين يمكن أن يصبح أكثر فاعلية في خفض نسبة السكر في الدم خلال ثمانية أسابيع بعد إطفاء سيجارتك الأخيرة. أضف ذلك إلى قائمة الأشياء المدهشة التي تحدث لجسمك بعد الإقلاع عن التدخين.
تشير بعض الأبحاث زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني على المدى القصير بعد التوقف عن التدخين. ويرتبط هذا على الأرجح بزيادة الوزن خلال تلك الفترة، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري. لكن هذه الزيادة في الوزن ليست كافية لإبطال فوائد عدم التدخين على القلب والأوعية الدموية، حيث بإمكانك اتباع نهج أكثر شمولية للإقلاع عن التدخين عن طريق إضافة النشاط البدني وتناول الطعام الصحي، وهما أمران ضروريان قد يساعدانك في منع زيادة الوزن أيضاً.
هل سيكون من السهل التخلص من عادة التدخين؟ لا، فالنيكوتين الموجود في التبغ يجعل الشخص يدمن على التدخين بدرجة كبيرة. ولكن يمكن أن تنجح في الإقلاع عن التدخين من خلال خطة ونظام دعم قوي ورغبة في التمتع بصحة أفضل. تحدث إلى مقدم الرعاية الصحية حول برنامج الإقلاع عن التدخين. وهناك خدمات عبر الإنترنت أيضاً للإقلاع عن التدخين.
وأخيراً، صحيح أنه لا يمكن تغيير بعض عوامل خطر الإصابة بمرض السكري مثل العمر والتاريخ العائلي والعرق، ولكن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر.