خل التفاح موجود منذ آلاف السنين. ففي العصور القديمة، تم استخدامه علاجاً للسعال والالتهابات، بينما يقال عنه اليوم إنه يساعد على إنقاص الوزن وعلاج ارتجاع المريء، وفوائد أخرى سنتعرف إليها.. ولكن، مع آثار جانبية يغفل عنها الكثيرون ويجب الحذر منها.
هل خل التفاح مفيد لك؟
خل التفاح هو عصير تفاح تم تخميره مرتين. من المعروف أنه يدعى حمض الأسيتيك، الذي يتشكل أثناء عملية التخمير، ويعتقد بأن له مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية.
وإذا ما نظرنا إلى ملصق معلومات التغذية، فإن خل التفاح لا يحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات أو المعادن أو حتى السعرات الحرارية، لكن فوائده الصحية المحتملة موجودة في المواد التي لا تدون عادة على هذا الملصق.
جميع الفوائد الصحية المحتملة لخل التفاح لها علاقة بكيفية صنعه، عن طريق خلط التفاح المسحوق مع الخميرة أو السكر أو أي نوع آخر من الكربوهيدرات، وفي النهاية يكون لدينا حمض الأسيتيك ثم خل التفاح.
يحتوي خل التفاح الخام على ما يلي:
يباع كل من الخل المبستر وخل التفاح في المتاجر، لكن للأغراض الصحية يستخدم معظم الناس خل التفاح، النوع الذي يكون قاتماً بعض الشيء، حيث تحتوي الرواسب العكرة في قاع الزجاجة، والتي تعرف أحياناً باسم «الأم»، على المزيد من البكتيريا الطبيعية والخمائر.
الفوائد الصحية لخل التفاح
تشير بعض الدراسات إلى أن خل التفاح يمكن أن يعزز صحتك، لكن يرى بعض الخبراء أن معظم الدراسات صغيرة وتحتاج إلى مزيد من البحث لإثبات هذه الادعاءات. ومع ذلك، يجدر الحديث عن الفوائد المحتملة لخل التفاح:
يخفض سكر الدم
واحدة من أكبر الادعاءات الصحية لخل التفاح تتعلق بمرض السكري وإدارة السكر في الدم. فحينما تكون مصاباً بداء السكري من النوع 2، لا تستطيع خلايا جسمك أن تحصل على السكر (الجلوكوز) بشكل صحيح من الأطعمة التي تتناولها.
وجدت بعض الدراسات الصغيرة أن تناول خل التفاح بعد الوجبة يمكن أن يساعد على خفض نسبة السكر في الدم، وهو ما يمكن أن يكون مفيداً للأشخاص الذين يعانون مرض السكري، وكذلك الذين لا يعانونه. لكن لا تتوقع أن الخل وحده هو الذي يبقي مستويات السكر في الدم تحت السيطرة.
يحذر بعض الأطباء من أن خل التفاح قد يخفض نسبة الجلوكوز لديك قليلاً، لكن ليس بدرجة كافية. لذلك، للوقاية من مرض السكري أو إدارته، من المهم حقاً اتباع نظام غذائي صحي وخطة تمارين رياضية. وإذا كنت تتناول دواء لخفض نسبة السكر في الدم، فتأكد من مراجعة طبيبك قبل أن تدمج خل التفاح في نمط حياتك اليومي.
يهدئ الارتجاع المعدي المريئي
الارتجاع المعدي المريئي، ارتجاع المريء، هو مرض مزعج للغاية. وإذا حدث لك ذلك بشكل منتظم، فمن المحتمل أنك في حاجة ماسة إلى العلاج.
بعض الناس يؤكدون أنهم تحسنوا باستخدام خل التفاح. الفكرة هي أنه نظراً لأن خل التفاح هو بروبيوتيك، فمن الممكن أن يدخل البكتيريا «الجيدة» في أمعائك ويؤدي إلى توازن الجهاز الهضمي الذي يقلل من أعراض ارتجاع المريء. ولكن يرى بعض الأطباء أنه لا يوجد علم حقيقي لدعم هذه الادعاءات، لكن إذا قال مقدم الرعاية الصحية الخاص بك أنه من المناسب لك أن تتناوله، فمن المحتمل ألاّ يكون هناك أي ضرر أيضاً.
يساعد على إنقاص الوزن
يدعي بعض الناس أن خل التفاح ساعدهم على إنقاص الوزن، لكن الأدلة العلمية ليست قوية.
اعتقد الباحثون ذات مرة بأن حمض الأسيتيك يمكن أن يساعدك على حرق المزيد من الدهون وتغيير هرمونات الجسم المحفزة للشهية. لم يعد يعتقد بأن هذا صحيح (ولا توجد دراسات لإثبات ذلك)، لكن بعض الدراسات الصغيرة تظهر أن خل التفاح يمكن أن يساعدك على بقاء إحساسك بالشعور بالشبع لفترة أطول، مما قد يحد من الرغبة في تناول وجبة خفيفة لمدة ساعتين تقريباً بعد تناول الطعام.
الآثار الجانبية المحتملة لخل التفاح
خل التفاح شديد الحموضة، لذلك ربما يسبب لك بعض المشاكل.
يمكن أن تؤدي حموضته إلى تآكل مينا الأسنان، وهو الدرع الواقي على السطح الخارجي لأسنانك، التي بمجرد أن تتلاشى، لا يمكنك استعادتها. يمكن لحمض الخليك الموجود في خل التفاح غير المخفف أن يحرق المريء أيضاً.
وللمساعدة على منع هذه المشاكل، قم بتخفيف خل التفاح عن طريق إضافة ملعقة كبيرة إلى كوب من الماء الدافئ، فهذا يقلل من كمية الحمض التي تصيب أسنانك وحلقك.
تشمل الآثار الجانبية المحتملة الأخرى ما يلي:
يجب أيضاً الحفاظ على خل التفاح النقي بعيداً عن متناول الأطفال حتى لا يتمكنوا من شربه أو ملامسته لبشرتهم.
ما هي الكمية المناسبة من خل التفاح؟
لا توجد جرعة قياسية من خل التفاح، لذا اسأل مقدم الرعاية الصحية عن مقدار ما هو آمن لك وتأكد دائماً من اتباع الإرشادات الموجودة على ملصق المنتج.
تشير الأدلة حتى الآن إلى أن كمية صغيرة من خل التفاح آمنة لمعظم الناس، لكن ضع في اعتبارك أنه لم تتم الموافقة عليه لعلاج أي حالات صحية.
ولكن بإمكانك أن تتناول خل التفاح بأن تضع ملعقة كبيرة منه في كوب شاي دافئ لتخفيف الطعم، أو أن تضيف القليل منه إلى الصلصة المفضلة لديك، أو تتبيلة السلطة.