سن اليأس هي المرحلة ربما الحرجة لكل امرأة، إذ يتعرض الجسم، وحتى الحالة النفسية، لتغيرات تسبقها أعراض معينة، وينتج عنها تأثيرات مختلفة.. واحدة من هذه التغيرات المجهولة للكثيرات والتي يجب معرفة تفاصيلها هي ما يحصل للبشرة.
نسمع كثيراً عن هبات الحرارة والأرق وتغير المزاج، كجزء من أعراض انقطاع الطمث والدخول في سن اليأس، ولكن ما لا يعرفه الكثير من النسوة هو ما يحدث للبشرة في هذه المرحلة. لذلك، من خلال فهم ما يجري فعلاً للبشرة بسبب سن اليأس سيكون لدى المرأة الأدوات اللازمة التي تضمن لها العناية ببشرتها والحفاظ على تألقها.
ظهور التجاعيد
الحقيقة المزعجة هي أنه في السنوات الأولى من سن اليأس، تخسر المرأة حوالي 30 بالمئة من الكولاجين (الذي يجعل الجلد ممتلئاً)، ويستمر في التناقص بحوالي 2.1 بالمئة في كل سنة بعد سن اليأس، لفترة تصل إلى 15 عاماً. بطبيعة الحال، تلعب العوامل الجينية والبئية دوراً في هذا الأمر، ولكن فقدان الكولاجين والايلاستين (بروتين الألياف المرنة) والرطوبة هي أكبر ثلاثة تغييرات تجعل الجلد جافاً وأرقاً. ولكن الخبر الجيد أن بإمكانك مواجهة هذه التغييرات، إلى حد ما، عن طريق منتجات رعاية فعالة للبشرة.
جفاف الجلد
من التأثيرات الرئيسية في البشرة الناجمة عن دخولك في سن اليأس هو سلب الرطوبة من بشرتك، والسبب أن الاستروجين، الهرمون الأساسي الذي يستنفد أثناء سن اليأس، يتصيد الماء ويستهلك الرطوبة من بشرتك.
لذلك فإن المحتوى الغني بالماء يعزز سمك بشرتك ومستويات عوامل الرطوبة الطبيعية، التي توازن كيفية حفاظ بشرتك على الماء. وبما أن الاستروجين يقل، فإن محتوى بشرتك من الماء هو الآخر يقل، فينتج عن ذلك جفاف الجلد وتناقص مرونته، اللذان يظهران للعيان من خلال الخطوط الرفيعة والتجاعيد.
الحساسية المفاجئة
إذا ما سببت لك المنتجات التي تستخدمينها عادة تهيجاً أو جعلت لون جلدك يبدو أحمراً أو تشعرين بالحرارة أو الوخزات، فهذا أمر تعانيه كثيرات غيرك. وتقول موكتي، مؤسسة شركة موكتي أورغانيك للعناية بالجلد، والتي عانت الكثير من الحساسية الشديدة بعد فترة سن اليأس، «أصبحت فجأة غير قادرة على استخدام أي منتج يحتوي على مواد (نشطة) من دون أن أنهار أو أشعر بالحساسية».
وعلى إثر ذلك، عملت على ابتكار مجموعة من المنتجات التي تساعد المرأة على مواجهة مثل هذه المشاكل. وتؤكد أن بإمكاننا إلقاء اللوم على التذبذبات الهرمونية، وفي الحالات القصوى حتى لمسة الضوء يمكن أن تجعلك تشعرين بالألم.
من جانبهم، يبين الخبراء أن نقص الاستروجين وفقدان البروجستيرون يمكن أن يؤثر في حدة مرض الوردية. فجفاف الجلد في سن اليأس يعيق أيضاً شفاء الجروح، لذلك من المحتمل جداً أن تلاحظي ظهور الرضوض بسهولة وعدم شفائها من القطع أو الخدوش بالسرعة التي اعتدت عليها سابقاً. وعليك أن تتذكري بأن جلدك هو أكبر عضو في الجسم، يعمل الكثير من أجلك، وهو معك في كل الأحوال والظروف، ولكن مع قدوم سن اليأس، يجب أن تملكي من المعرفة والحكمة لفعل شيء ما له.