تبكي عندما تكون في حالة من الحزن أو السعادة أو الإحباط، ولكن هل تعلم أن البكاء له آثار إيجابية في الحالة النفسية والجسدية؟
في التالي بعض الفوائد التي تعود على الجسم والعقل نتيجة ذلك الانفعال العاطفي الذي كثيراً ما نمر به في حياتنا:
1- تنظيف الجسم من السموم
أجرى عالم الكيمياء الحيوية ويليام فراي بعض أبحاث البكاء الرائدة في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي، وأشارت النتائج إلى أن الدموع تساعد في تخليص الجسم من السموم. قارن الباحث بين الدموع المزعجة (مثل الدموع الناجمة عن تقطيع البصل) بالدموع العاطفية، ووجد بعض الاختلافات الكيميائية في تركيبتها. تبين أن الدموع الناتجة عن الانفعال العاطفي بها محتوى عال من بعض البروتينات، والتي قد تكون بسبب إطلاق نواتج الإجهاد.
2- تعقيم طبيعي
من الفوائد الأخرى المرجحة للبكاء أنه يساعد على قتل البكتيريا، فالدموع تحتوي على الليزوزيم، وهو بروتين يمكنه تدمير الجزيئات الضارة. لا يعني ذلك تعمد البكاء كوسيلة للاستشفاء حيث لا يوجد دليل قوي على ذلك.
3- ترطيب العين
تعمل الدموع على ترطيب العيون والحفاظ عليها بصحة جيدة. فالوظيفة البيولوجية للدموع هي الحفاظ على رطوبة العين أو حمايتها من الأبخرة أو الحطام الذي يدخل إليها. والعيون التي لا يتم ترطيبها بالدموع يمكن أن تصاب بالجفاف ما قد يسبب الألم وربما فقدان البصر. وقد أجريت دراسة على المرضى الذين يعانون حالة جفاف العين «متلازمة سجوجرن»، وهي حالة مزمنة من أمراض المناعة الذاتية تتميز بانحلال الغدد اللعابية والغدد الدمعية مما يؤدي إلى جفاف الفم والعينين، ووجدت الدراسة أن لديهم مقدرة منخفضة على التعرف إلى مشاعرهم.
من ناحية أخرى فإن البكاء المفرط يمكن أن يهيج العينين فتصابان بالاحمرار والانتفاخ بعد البكاء لفترة طويلة.
4- تخفيف التوتر
قد تكون إحدى فوائد البكاء أنه يساعد في تخفيف التوتر الجسدي الناتج عن الشعور بالضيق، فهو يبدأ بعد ذروة الاستثارة الفسيولوجية مباشرةً، حيث يبدأ نشاط الجهاز العصبي الودي في الانخفاض ويزداد نشاط السمبتاوي، مما يساعد على إعادة الجسم إلى التوازن. بعبارة أخرى يحدث البكاء أثناء عودة الجسم من حالة التهيج إلى حالة الراحة والهدوء.
5- تعديل المزاج
تعتمد تلك الفائدة على كيفية تفاعل الآخرين مع بكاء الشخص، فذلك هو أحد أهم العوامل التي تحدد ما تشعر به بعد ذلك إذا تفاعلوا بالتفهم والعون، فمن الأرجح أنك سوف تشعر بتحسن نتيجة ذلك التفهم ولكنك لن تشعر به إذا تعاملوا مع بكائك بالسخرية، وسوف تشعر بالحرج. في كثير من الحالات يكون المزاج أفضل بعد البكاء نتيجة لتلقي الدعم العاطفي والراحة.
6- تحسين التواصل بين الطفل والأم
ليس من المستغرب أن يتطور البكاء لدى البشر أولاً كطريقة للرضيع لجذب انتباه أمه، فالأطفال الرضع هم أكثر الكائنات التي لا حول لها ولا قوة، فهم لا يستطيعون التشبث بالفراء مثل الرئيسيات الأخرى، أو متابعة أمهاتهم مثل البط. تضيف دموع الأطفال والرضع عنصرًا مرئيًا إلى الصراخ حتى تنتبه الأم لما يشعر به الطفل ولا يستطيع التعبير عنه.
7- تقوية الصلات
عندما نتواصل مع الآخرين من خلال البكاء فإننا نكشف عن ضعفنا ويمكن أن يخلق ذلك شعورًا متزايدًا بالارتباط والتواصل.
في العادة يبكي الشخص أمام من يثق به، لذلك فإن البكاء هو إشارة إلى أننا نشعر بأننا قريبون من شخص ما، وهذا يعزز بدوره الاستجابة العاطفية والتواصل العاطفي.
8- يساعد على النوم
وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2015 أن البكاء يمكن أن يساعد الأطفال على النوم بشكل أفضل. ما إذا كان البكاء له نفس التأثير المعزز للنوم في البالغين لم يتم بحثه بعد. مع ذلك يترتب على ذلك أن تأثيرات البكاء المهدئة والمعززة للمزاج وتخفيف الآلام قد تساعد الشخص على النوم بسهولة أكبر.
9- دموع السعادة تساعد الجسم على الاسترخاء
تماماً كما هي الحال مع المشاعر السلبية يمكن أن يؤدي مستوى الإثارة المتزايدة بسبب المشاعر الإيجابية إلى البكاء. بالرغم من أن البكاء من المشاعر السلبية مثل الحزن والإحباط والغضب هو أكثر شيوعًا لكنه قد يحدث أيضًا أثناء المشاعر الإيجابية الشديدة، مثل السعادة والشعور بالامتنان، ومن فوائده أنه يجعل الجسم في حالة من الاسترخاء.
اقرأ أيضًا: لماذا تبكي النساء في مطعم الشيف هيلين؟