اتجاهات السفر 2026... الإماراتيون يبحثون عن رحلات تعبّر عن شغفهم وشخصيتهم

بينما يستعد عشاق السفر لوضع خططهم لعطلات العام الجديد، يكشف تقرير «اتجاهات السفر لعام 2026» الصادر عن منصة «سكاي سكانر»، عن ملامح جيل جديد من الرحلات، يتجاوز فكرة الاستجمام، إلى تجارب تعبّر عن الشغف والاهتمامات الشخصية، من الإقامات التي تتحول إلى وجهة بحد ذاتها، إلى عشاق الجمال، والقراءة، والرحلات العائلية، ويبدو أن مسافري الإمارات على موعد مع عام يوازن بين المتعة والهدف.

فقد كشف التقرير السنوي لاتجاهات السفر لعام 2026، عن أبرز التوجهات التي ستحدد خيارات المسافرين من الإمارات، في العام المقبل، والتي تعكس تحولاً واضحاً نحو السفر الواعي والشخصي. فالمسافر اليوم لا يبحث عن فندق فخم، أو وجهة مشهورة فقط، بل عن تجربة تلهمه، وتُعبّر عن شغفه.
وبحسب التقرير، فإن عام 2026 سيكون عاماً أكثر خصوصية، إذ يصمم المسافرون رحلاتهم لتناسب اهتماماتهم، سواء كانت الاسترخاء في فندق فريد التصميم، أو زيارة مرتفعات تمنحهم سكينة الطبيعة، أو حتى الانغماس في ثقافة المكان، عبر التسوّق المحلي، وتذوّق المأكولات الأصيلة. ويؤكد أيوب المأمون، خبير السفر في «سكاي سكانر»، أن «المسافرين من الإمارات يبحثون اليوم عن تجارب غنية، ومعبّرة عن الذات، سواء بالتسوّق لمنتجات الجمال، أو الاستمتاع بالقراءة، أو قضاء وقت ممتع مع العائلة، ما يجعل من كل رحلة تجربة ذات معنى».

التقرير رصد سبعة اتجاهات رئيسية تشمل:

- الإقامة كوجهة بحد ذاتها، إذ اختار 76% من المسافرين وجهتهم بناء على الفندق نفسه.
- تزايد الإقبال على السياحة الجمالية، حيث اشترى 55% منتجات تجميل أثناء رحلاتهم، ويخطط 45% لعلاجات تجميلية في عطلاتهم المقبلة.
- زيارة المتاجر والأسواق المحلية، أصبحت جزءاً من التجربة الثقافية، إذ يرى 83% أن استكشافها يمنحهم لمحة عن هوية البلد.
- الوجهات الجبلية: تحظى بشعبية كبيرة، مع 92% يخططون لرحلات نحو المرتفعات في الصيف، أو الخريف المقبل.
- القراءة والسفر الأدبي يجذبان عشاق الكتب، حيث فكر 78% في زيارة وجهات مستوحاة من أعمال أدبية.
- السفر للتواصل والتعارف، مع الآخرين، حيث يعبّر 82% عن رغبتهم في خوض تجارب اجتماعية جديدة.

وأخيراً، السفر العائلي الذي يتصدر المشهد بزيادة الرحلات متعددة الأجيال.

بدورها، استطلعت «كل الأسرة» آراء عدد من عشاق السفر في الإمارات، حول خططهم للسفر في فترة العطلات المقبلة، حيث أوضحت هند عبد الله (طبيبة)، أنها تحب أن تجعل رحلاتها فرصة لتجديد نفسيّ «السفر ليس للراحة والتسوق فقط، بل للعناية بجمالي أيضاً. أجرب منتجات محلية، وعلاجات جديدة، وأعود دائماً بإطلالة مختلفة، وطاقة إيجابية».

السفر العائلي
من جهتها، تقول عبادة إبراهيم (صحفية): «أحب السفر مع عائلتي لأنه يمنحنا فرصة رائعة للابتعاد عن ضغوط العمل، وضوضاء الحياة اليومية. في السفر نستمتع بقضاء أوقات مميزة في أحضان الطبيعة، بعيداً عن الهواتف المحمولة، والأجهزة الإلكترونية، لنستعيد دفء التواصل الحقيقي بيننا. ونحرص خلال رحلاتنا على الجلوس معاً، نلعب، ونضحك، ونتبادل الأحاديث، ونستمتع بالتسوّق، واكتشاف أماكن جديدة، وزيارة المواقع التاريخية التي أعشقها، ما يجعل كل لحظة مملوءة بالمرح والذكريات الجميلة، فالسفر بالنسبة إلينا ليس مجرّد انتقال من مكان إلى آخر، بل هو فرصة لتجديد الطاقة، وتعزيز الروابط الأسرية، والاستمتاع بجمال الحياة بكل تفاصيلها».

السفر للمغامرة

أما علي النعمان، صانع المحتوى والمغامر بطبعه، فيرى أن السفر بالنسبة إليه ليس مجرّد استراحة، بل أسلوب حياة يعبّر من خلاله عن شغفه بالاكتشاف «المرتفعات هي ملاذي المفضل، الهواء النقي والمناظر الطبيعية تجعلني أشعر بالتحرر من ضغوط المدينة. أبحث دائماً عن الوجهات التي تجمع بين المغامرة والهدوء؛ كرحلات التسلق بين الجبال، أو الإقامة في أكواخ تطل على الوديان. تلك اللحظات التي أتنفس فيها الصمت بين الطبيعة تمنحني طاقة متجدّدة، وتساعدني على إعادة ترتيب أفكاري وإلهام محتواي الجديد».