
تؤمن دولة الإمارات بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ بالإنسان، لذلك جعلت من تمكين الشباب وإشراكهم في رسم ملامح المستقبل المستدام محوراً أساسياً في مسيرتها التنموية، من خلال دفع الشباب لصناعة الغد، وتحويل مفهوم الاستدامة إلى واقع حيّ يتجلى في سلوكهم اليومي، ومسؤوليتهم تجاه المجتمع والبيئة، من أجل تحقيق رؤية الإمارات لاقتصاد أخضر، ومجتمع أكثر وعياً واستدامة.

وفي هذا الإطار، أطلقت فوربس الشرق الأوسط، مبادرة رائدة تمثلت في تأسيس «مجلس فوربس الشرق الأوسط للشباب»، خلال فعاليات اليوم الأول من قمة قادة الاستدامة 2025 التي استضافتها أبوظبي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، برئاسة الدكتورة آمنة الضحاك، وزيرة التغيّر المناخي والبيئة، في دولة الإمارات. وتأتي هذه الخطوة تأكيداً لدعم وتمكين الشباب في المنطقة، حيث يهدف المجلس إلى إعداد جيل جديد من القادة وصنّاع القرار في مجالات حيوية، مثل الاستدامة، الابتكار، ريادة الأعمال، الاقتصاد الرقمي، الإعلام، والعلوم والتكنولوجيا. ويُعد المجلس منصة استراتيجية لتطوير مهارات الشباب القيادية والمعرفية، وتعزيز مشاركتهم في المبادرات والمشروعات الريادية، إلى جانب تشجيعهم على تبادل الخبرات، وبناء شبكات تواصل مؤثرة تسهم في رسم ملامح مستقبل أكثر ازدهاراً وتنوعاً، من خلال ترسيخ الوعي بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية بين الشباب، وتشجيعهم على تقديم حلول مبتكرة للتحديات، المحلية والإقليمية.
وفي حديثهم «لكل الأسرة» عبّر أعضاء المجلس الشباب عن سعادتهم بهذه التجربة الأولى التي تجمع بين الإلهام والعمل الفعلي في مجال الاستدامة. وأكدوا أن مشاركتهم في القمة تشكّل فرصة ثمينة للتعلّم وتبادل الأفكار، وتعزيز حضور الشباب في الحوارات العالمية حول مستقبل البيئة، والتنمية المستدامة.

حلقة وصل بين الشباب والمجتمع
من جهته، قال محمد الشحي، نائب رئيس مجلس الشباب في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني: «تسعدنا اليوم المشاركة في قمّة قادة الاستدامة في أبوظبي، ونطمح، بإذن الله، إلى تعزيز التعاون مع مجلس شباب فوربس الشرق الأوسط، لنكون حلقة وصل حقيقية بين الشباب والمجتمع، ونمكّنهم من أداء دور فاعل في بناء المستقبل».

تسليط الضوء على مبادرات الشباب
أما زهرة السويدي، فهي تعمل في بنك الإمارات دبي الوطني ضمن قسم الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية، وأوضحت «يركز قسمنا على تعزيز مفهوم الاستدامة والترويج له بالشراكة مع البنك، وقد شاركت في منتدى مخصص للاستدامة والشباب بعد دعوة من مجلس الشباب، بهدف تمثيل البنك وتسليط الضوء على مبادراته في تمكين الشباب، وحماية البيئة والموارد البشرية. ويضم قسم الاستدامة ثلاثة محاور رئيسية: التمويل المستدام الذي يعنى بالقروض والسندات الخضراء، والاستراتيجية والحوكمة التي نعمل فيها على مقارنة أدائنا مع المؤسسات العالمية في مجال تقييمات ESG، ومحور المجتمعات الذي يركّز على العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية، ويحظى فريقنا بدعم كبير من الإدارة العليا، ما يشجعنا على المشاركة في المبادرات والفعاليات المختلفة».

الاستدامة سلوك يومي
أما الدور الذي يمثله إسماعيل البلوشي، مهندس ميكانيكي، في القمة فيتمحور حول التحدث عن الوظائف في المجال الأخضر، أي مجال الاستدامة، وتقديم نصائح للشباب تشجعهم على الالتحاق به، وأكد «المجال الأخضر يشمل كل ما يتعلق بالطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وهو مجال مفتوح أمام الجميع. حاولت أن أوضح للشباب أن الاستدامة ليست وظيفة محدّدة، بل سلوك يمكن أن يطبّقه كل فرد في حياته اليومية، وفي عمله، فعلى سبيل المثال، إطفاء الأنوار عند مغادرة المكتب سلوك بسيط يعكس الوعي البيئي. ففكرة الاستدامة تقوم أساساً على تصرفات الفرد، ومسؤوليته تجاه البيئة. وعندما يتحول هذا الوعي إلى أسلوب حياة، ينعكس إيجاباً على كل مجال يعمل فيه الإنسان. من يعمل في المشاريع البحرية مثلاً، إذا تبنّى فكر الاستدامة، سيحرص تلقائياً على حماية الحياة البحرية والحفاظ على توازنها الطبيعي. لذلك يمكن القول إن الاستدامة ليست مجرّد مجال عمل، بل نهج وسلوك حياة متكامل».
تعزيز دور الشباب
كما عبّرت فرح العسال عن فخرها بتجربتها قائلة: «أنا سعيدة جداً بمشاركتي في النسخة الثالثة من قمة قادة الاستدامة، وسعيدة كذلك بتولّي مهمة إدارة إحدى الجلسات المخصصة للشباب، التي سلّطت الضوء على دورهم في دعم الاستدامة وحماية البيئة».

الشباب هم الثروة الحقيقية
وفي كلمتها خلال الإطلاق، أكدت خلود العميان، الرئيسة التنفيذية ورئيسة التحرير في فوربس الشرق الأوسط، أن «إطلاق مجلس فوربس الشرق الأوسط للشباب يحمل رسالة مستوحاة من نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي آمن بأن الشباب هم الثروة الحقيقية، وأرسى قيم العطاء والعمل الإنساني والمجتمعي».
وأضافت العميان أن المجلس سيسعى ليكون منصة لبناء القدرات، وتعزيز مهارات القيادة والابتكار، ودعم المشاريع الناشئة، وتمكين الأجيال الشابة من إيجاد حلول جديدة ومستدامة لتحدّيات مجتمعاتهم.