انطلقت، ليلة أمس الثلاثاء، فعالية «ليلة المتاحف» من أمام المتحف الوطني، بدعوة من وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، بهدف منح الفرصة للناس لاكتشاف كنوز المتاحف اللبنانية مجاناً، من الساعة السابعة، وحتى الحادية عشرة ليلاً.
وقد شكّل فتح أبواب المتاحف بلا مقابل حدثاً لافتاً للبنانيين الذين وجدوا في هذه الأمسية فرصة نادرة للقاء تاريخهم وحضارتهم من جديد، بعيداً من الأعباء الاقتصادية، والضغوط اليومية، واعتبر كثر أنّ هذه الخطوة أعادت المتاحف إلى دورها الطبيعي كفضاء جامع للذاكرة الوطنية، ومتنفس ثقافي يفتح أبوابه للجميع، كباراً وصغاراً، من مختلف المناطق، والانتماءات.
واشترك عدد كبير من المتاحف في هذا الحدث الذي غاب مدة ست سنوات، ليعود ويؤكد أن لبنان سيظل نابضاً بالتاريخ والثقافة، ومحبة الناس لبلدهم، وكنوزه.
وشاركت متاحف بيروت، جونية، جبيل، صيدا، وطرابلس، في هذا الحدث، وأبرزها المتحف الوطني في بيروت، متحف سرسق، متحف الجامعة الأمريكية في بيروت الأثري، متحف الجيولوجيا في الجامعة الأمريكية في بيروت، متحف المعادن في جامعة القديس يوسف، متحف ما قبل التاريخ في جامعة القديس يوسف، متحف المكتبة الشرقية، متحف بنك لبنان، المعهد الفرنسي في لبنان، معرض للفنان سيرج بلوخ، فيلا عودة ومجموعة فسيفساء خاصة، وجناح نهاد السعيد، وفي جونية متحف جامعة الروح القدس الكسليك، وفي جبيل متحف آرام بيزيكيان، ومتحف موقع جبيل، ومتحف الحفريات البحرية، وفي طرابلس متحف قلعة سان جيل، وفي صيدا قصر دبانة.
واستُهلّت الأمسية بتحية مؤثرة للفنان الراحل زياد الرحباني الذي كُرّم في هذه الليلة، حيث كُتب اسمه مضاء فوق المتحف الوطني، وعلى أنغام أغنيته «عايشة وحدا بلاك»، ترافقت مع مشهدية بصرية لافتة، تلتها كلمة وزير الثقافة غسان سلامة الذي قال: «أنا لا أصدّق عيني، أتنقّل من متحف إلى متحف وأرى آلاف اللبنانيين، وربما عشرات الآلاف، يتنقّلون من متحف إلى آخر، خصوصاً أمام هذا الصرح العظيم الذي هو المتحف الوطني، حيث يحتشد الآن الآلاف منهم بانتظار دورهم لزيارة الآثار، والتراث الذي هو جزء من هويتنا.
وأضاف وزير الثقافة اللبناني «ليلة المتاحف هي فكرة أطلقناها منذ أكثر من 20 عاماً، ولكنها توقفت لستة أعوام، بسبب الأحداث التي تعلمون بها، وهي الحرب، كورونا، والضائقة المالية، ولكن اليوم فإن كل متاحف لبنان مفتوحة أمام اللبنانيين، من دون أي مقابل، والانتقال إليها مجاني أيضاً، من خلال حافلات النقل المشترك. وإنني أرى في هذا الجمع العظيم استجابة اللبنانيين الواسعة الصادقة والمتحمّسة لتراثهم، وآثارهم، ومتاحفهم، وهذا الأمر من شأنه أن يثلج صدور الكثيرين». وعن تكريم الراحل زياد الرحباني، قال سلامة «من البديهي أن تكون لنا التفاتة إلى زياد الرحباني، لا بدّ أن نبدأ سهرتنا بتحية إلى الحبيب زياد الرحباني».
* تصوير: عباس سلمان