يتابع مليون و600 ألف مشترك حساب الدكتورة نوال مصطفى على تطبيق إنستجرام. إنها طبيبة نفس وأعصاب أمريكية من أصل عربي. تثير الاهتمام بفضل ما تنشره من معلومات حول القلق.
اعتدنا أن نسمع عبارة مفادها أن أسباب القلق كثيرة، وأن القلق هو مرض من أمراض العصر، مثل الضغط، والسكري، والسمنة، وآلام الظهر. إن من يعيش في زماننا الراهن يصاب بالقلق شاء أم أبى. أنا أقلق إذاً أنا موجود. لكن هذا الشعور قد يقود إلى ما هو أصعب، أي إلى الكآبة. ومع هذا فإن القلق ليس قدراً لا فكاك منه.
تشرح لنا الدكتورة نوال عدداً من العادات والأفعال السيئة التي يمكن تفاديها للتخلص من القلق والوسواس. ولكن كيف نتعرف إلى تلك المسببات ونتأكد من وجودها في حياتنا؟ إن بعض العادات يربك نظامنا العصبي، فتتحفز كل خلايا الجسم لمواجهة الخطر المفترض. وهذا ما يسمى بلغة العلم: غريزة البقاء.
من العادات الضارة البقاء في الأماكن البعيدة عن ضوء الشمس. إن الشمس هي العافية. وكذلك التعرض للضوضاء باستمرار. وسوء التنفس، أي عدم استنشاق الهواء النقي في شهيق طويل وزفير خارج من الأعماق. التنفس الجيد يحفّز «النظام العصبي الطيب». ويبدو أن هناك في أجسامنا أعصاباً طيبة وأخرى شريرة.
ما العادات التي تنصحنا الدكتورة نوال بأن نحاول تجنّبها؟
أولاً معاقرة وسائل التواصل ليل نهار دون أن نمنح أنفسنا استراحة منها. وثانياً البقاء داخل البيت وفي الحجرات المبردة كل الوقت دون الخروج إلى الهواء الطلق. ثالثاً ترك التلفزيون يلعلع في البيت بصوت عال أو قنوات الأغاني والموسيقى الصاخبة. رابعاً قمع انفعالاتنا وعدم التعبير عن ما نشعر به. خامساً قلة الحركة وعدم ممارسة نشاط عضلي.. الحركة بركة. سادساً معاشرة الأشخاص الذين يجلبون لنا التوتر والسوداوية والأحاسيس السلبية.
وبخصوص هذه النصيحة الأخيرة فقد صرنا نسمعها كثيراً في السنوات الأخيرة. ونحن نعرف أنها صحيحة ونعقد العزم على تطبيقها لكننا نفشل. كيف نقاطع قريباً دائم التجهم، أو صديقة تعيش أزمات متتابعة ولا تجد من تشتكي له؟ تقول الخبيرة الأمريكية إن الكآبة مرض معدٍ. وعِشرة المكتئب تجعلك مكتئباً. في حين أن الصديق البشوش ينقل لك سروره وراحة نفسه. فهل بيننا من يملك القدرة على محو الأصدقاء السوداويين، دون إشفاق أو تأنيب ضمير، من صفحة يومياته؟