04 يونيو 2025

«متحف القمر».. تجربة تفاعلية تجمع بين الفن والتعلم

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

يعود معرض «متحف القمر» إلى دبي ليمنح زواره رحلة استثنائية إلى أعماق الفضاء عبر مجسم قمري يستضيفه «متحف أولي أولي» مقدماً تجربة حسية تعليمية غامرة تعزز الوعي لدى الأطفال والعائلات وتغرس في نفوسهم شغف الفضول والاستكشاف، وتفتح أبواب التأمل والمعرفة بطريقة علمية ترفيهية مبسطة وملهمة.

مجلة كل الأسرة

يعد المتحف أحد أبرز العروض الفنية المتنقلة على الساحة العالمية، التي تقدم للزوار والمهتمين بالأجرام السماوية نافذة ساحرة على عالم الفضاء، عبر رؤية جديدة تمزج بين الإبداع الفني والدقة العلمية. كما لا يتوقف العمل، الذي أبدعه الفنان البريطاني لوك جيرام، على كونه عملاً بصرياً باهراً، بل يشكل رحلة حسية ومعرفية تدعو زواره لإعادة اكتشاف القمر كما لم يروه من قبل. حيث يزين المعرض مجسم قمري ضخم بقطر خمسة أمتار معلق في الهواء، تم تصميمه باستخدام صور فوتوغرافية عالية الدقة والجودة تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لسطح القمر عن قرب.

مجلة كل الأسرة

تقنيات وعروض مستوحاة من الفضاء

يضاء المجسم بتقنية خاصة يشعر فيها الزائر كأنه يقف تحت ضوء القمر، ما يمنحه الفرصة للانغماس الكامل في التجربة. ومع تناغم الإضاءة والعروض الصوتية والموسيقية المستوحاة من الفضاء يتحول المجسم إلى تجربة تأملية تبعث على التأمل والانبهار. يساهم هذا الاقتراب غير المسبوق في تحفيز الخيال العلمي للزوار ويخلق رابطاً حسياً مع أحد أكثر الأجرام السماوية تأثيراً على حياة البشر.

لا يتوقف «متحف القمر» عند كونه عرضاً فنياً، فهو يشكل مساحة تعليمية تفاعلية تستهدف جميع أفراد الأسرة، ويمنح الأطفال اهتماماً وأولوية خاصة، من خلال أنشطة مبتكرة يوفرها مثل رسم تصميمات مختلفة بالرمل داخل صناديق مضاءة، حيث يتحول التعليم إلى تجربة حسية إبداعية تحفز التفكير وتدعو للاستكشاف، ضمن بيئة تعليمية ترفيهية تعزز مهارات الأطفال وتفتح أمامهم أبواب الفضول العلمي بطريقة ممتعة. كما يشكل المعرض فرصة لتعزيز الحوار بين الفن والعلم، حيث يلتقي الإلهام الجمالي بالمحتوى المعرفي في تجربة تثري الزوار بصرياً وذهنياً.

مجلة كل الأسرة

محطات عالمية مختلفة

يؤكد القائمون على المعرض أن هذه التجربة تأتي في إطار جهد عالمي لتعزيز الوعي بالفضاء ودور الفن في تبسيط المفاهيم العلمية المعقدة، وجعلها في متناول الجميع. ولتعزيز هذه التجربة الفريدة طاف المتحف العديد من أبرز المدن العالمية، من بينها نيويورك، ولندن، وميونيخ، حيث استقطب مئات الآلاف من الزوار ونال إعجاب الكثيرين، بفضل طابعه الفريد الذي يجمع بين الإبداع الفني والدقة العلمية. وقد شكلت محطاته السابقة تجارب ثقافية بارزة، ساهمت في تقريب علوم الفضاء من مختلف شرائح الجمهور، وأثبتت قدرة الفن على تبسيط المفاهيم المعقدة وتحويلها إلى تجارب مؤثرة وملهمة.

مجلة كل الأسرة

عرض يزامن إنجازات الإمارات في مجال الفضاء

تعد مشاركة «متحف القمر» تجربته في دبي احتفاءً فنياً وعلمياً بإنجازات دولة الإمارات في مجال الفضاء، وتأكيداً لريادتها المتسارعة في هذا القطاع المستقبلي. حيث يهدف إلى تبسيط علوم الفضاء وتقديمها للعائلات والأطفال في قالب تفاعلي باهر يعزز روح الفضول العلمي ويشجع على الاكتشاف، وتماشياً مع رؤية الدولة الطموحة نحو استكشاف الفضاء وفهم أوسع للكون. يمنح المعرض الزوار فرصة التفاعل مع مفاهيم علمية معقدة بطريقة سلسة ومحفزة، تربط الحاضر بالمستقبل وتغرس في الأجيال الناشئة شغف المعرفة والاستكشاف. تشير آشا رامشانداني، الشريك المؤسس لمتحف أولي أولي – دبي، إلى أن «اجتماع العمل والفن يخلق لحظات مدهشة من التأمل، لذلك حرصنا على أن يمنح المعرض، الذي يمكن أن يتشارك فيه الأطفال وعائلاتهم التجربة، فرصة التفكير بشكل أوسع حول الكون ومكاننا كبشر فيه، في وقت تتقدم فيه دولة الإمارات بخطى واثقة نحو استكشاف الفضاء».