
لم تعد «الرؤية» اليوم حكراً على الإنسان. فبفضل الطفرات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت الأجهزة الإلكترونية ترى، تحلل، وتستجيب لما تراه بذكاء يفوق، أحياناً، قدراتنا، فقد استضافت فعاليات «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، أخيراً، قمة الآلات التي يمكنها أن ترى (Machines Can See)، التي نظمتها مجموعة «بولينوم»، برنامجاً متكاملاً من فعاليات القمة التي تشكل حدثاً رائداً في مجال الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية في الشرق الأوسط، منذ عام 2023.
وقد جمعنا في هذا المقال عدداً من الأجهزة التقنية التي ترى،

عيون إلكترونية تحرس وتوجه
الكاميرات الأمنية التقليدية تحوّلت إلى أنظمة مراقبة ذكية قادرة على التمييز بين حركة قطة في الحديقة، واقتحام فعلي للمنزل. وأجهزة مثل كاميرات «رِينغ» (Ring)، أو «أرلو» (Arlo)، لا تراقب فقط، بل تنبه المستخدم فور حدوث شيء غير اعتيادي، وبعضها يربط مباشرة بخدمات الطوارئ. هذه الأجهزة تعتمد على تقنيات «الرؤية الحاسوبية»، وهي فرع من الذكاء الاصطناعي يتيح للآلة «فهم» ما تراه.

مساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة
في الجانب الإنساني، تسجل التكنولوجيا الذكية إنجازات لافتة. نظارات مثل «أوركام ماي آي»، تمثل ثورة لفاقدي البصر، حيث تتيح لهم «رؤية» العالم من خلال أذنهم: الجهاز يقرأ النصوص، يتعرف إلى الوجوه، ويصف الأجسام القريبة، وكل ذلك عبر كاميرا صغيرة، وبرمجيات ذكية ناطقة.
كذلك توجد تطبيقات مخصصة للمكفوفين مثل «Be My Eyes» الذي يربط المستخدم بمتطوعين، أو بذكاء اصطناعي للمساعدة على التعرّف إلى الأغراض، أو قراءة المستندات.

السيارات ذاتية القيادة
من الابتكارات الأكثر إثارة، تلك المرتبطة بالمركبات ذاتية القيادة. تعتمد هذه السيارات على مجموعة من الكاميرات، الحساسات، والرادارات لرؤية الطريق، وتحليل حركة المرور، والتفاعل مع المشاة. شركة مثل «تسلا» طورت نظام «القيادة الذاتية الكاملة» الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير تجربة قيادة آمنة، ومستقلة.

المتاجر الذكية.. بدون طوابير أو صناديق دفع
دخلت الرؤية الحاسوبية أيضاً عالم التسوّق. في متاجر «أمازون غو»، تدخل، تأخذ ما تريد، وتخرج من دون المرور على «الكاشير». الكاميرات الذكية تتابع كل حركة تقوم بها، تسجل المنتجات التي تضعها في حقيبتك، وتُخصم قيمتها تلقائياً من حسابك عند الخروج. تجربة تشبه الخيال العلمي، لكنها واقعية تماماً.

روبوتات التوصيل ذاتية التشغيل
من جهتها، تُقدم شركة «يانغو تك أوتونومي» أحدث أساطيل روبوتات التوصيل ذاتية التشغيل القادرة على التنقل في الشوارع، والوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، وتوصيل المنتجات بسرعة، وبطريقة مستدامة. صُممت هذه الروبوتات للعمل في ظروف جوية وتضاريسية متنوعة، ما يدعم تحقيق لوجستيات حضرية أكثر نظافة. ومن خلال إبرام شراكة استراتيجية، أخيراً، مع شركة روتس (Roots) المتخصصة في تقنيات الأغذية، أصبحت هذه الخدمة متاحة الآن في مجمع «شوبا هارتلاند» بدبي، ما يُتيح عمليات توصيل سريعة وصديقة للبيئة، للميل الأخير.

أجهزة ذكية تخدم الإنسان أولاً
لا يقتصر دور الأجهزة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على الرؤية فقط، بل يمتد إلى مساعدات يومية تلامس حياة الإنسان من جميع الزوايا. في المنازل، نجد المساعدات الصوتية مثل «أليكسا»، و«غوغل هوم» التي تنفذ الأوامر، تضبط الإضاءة، تتحكم في درجات الحرارة، وتذكّر بالأدوية، أو المواعيد. هذه الأجهزة أصبحت جزءاً من الروتين اليومي لكثيرين، خصوصاً كبار السن، أو الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الحياة اليومية
من أبرز الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأجهزة المنزلية الذكية ما قدمته شركة دريمي (Dreame)، لتحسين نمط الحياة عبر أجهزة تجمع بين الأداء العالي، والتصميم الذكي لأدوات التنظيف، والعناية الشخصية، يقودها الابتكار بالذكاء الاصطناعي.


روبوتات التنظيف.. أكثر من مجرد مكانس
في مقدمة هذه الأجهزة، تبرز مكنسة Dreame X50 Ultra Complete، التي تعدّ الأولى عالمياً، بأرجل قابلة للتمدّد، تتيح لها تجاوز العوائق مثل السجاد، أو الوصول إلى الأماكن الضيقة. تعتمد على خوارزميات ذكاء اصطناعي لرسم المسارات، وتجنب العقبات، ما يضمن تنظيفاً شاملاً، دون تدخل بشري.
مسح ذكي بلا فجوات
يأتي جهاز H15 Pro كخطوة متقدمة في عالم التنظيف، مزود بذراع روبوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تنخفض تلقائياً لتغطي الزوايا، وتمنع الفجوات التي كانت تُهمل سابقاً. يجمع بين كفاءة الشفط، والتنظيف بالماء الساخن، والذكاء الاصطناعي، لتوفير تجربة تنظيف خالية من المجهود.
محرك ذكي يكتشف مستويات الغبار
للأعمال السريعة، تبرز مكنسة Z30 اللاسلكية ذات القوة العالية، والمزودة بمحرك ذكي يكتشف مستويات الغبار، ما يجعلها مثالية للمنازل الكبيرة، أو التي تضم أطفالاً، وحيوانات أليفة. تجمع بين الكفاءة والتصميم الذكي، ما يُسهّل استخدامها في أيّ وقت ومكان.

مستشعرات ذكية تتابع جودة الهواء
لا يكتمل المنزل
منازل المستقبل تبدأ الآن
مع التوسع الكبير لشركات التكنولوجيا في المنطقة، ودخول الذكاء الاصطناعي في أدق تفاصيل حياتنا، يتغير مفهوم المنزل من مكان للإقامة، إلى نظام ذكي يتفاعل مع ساكنيه، يوفّر عليهم الوقت، ويحسّن نمط معيشتهم.