من «فيسبوك» إلى «تيك توك»، مروراً بـ«سناب شات»، و«إنستغرام»، و«إكس»، يجب أن نعترف بأننا «قد أصبحنا مدمنين!»، فإذا كانت هذه المنصات الاجتماعية منحتنا فرصة غير مسبوقة للتفاعل الاجتماعي، وتبادل المعلومات، فإنها، ومن دون شك، قد أحدثت اضطراباً كبيراً في حياتنا، وخللاً في أوقاتنا، واحتلت مكانة في أولويّاتنا.
كيف يمكننا التخلص من هذا الإدمان واستعادة السيطرة على نظام حياتنا؟
ماذا نعني بالإدمان على مواقع التواصل؟
يتميّز إدمان مواقع التواصل الاجتماعي برغبة قوية لا تُقاوم في التواصل، والتفاعل عبر هذه الوسائل. فيؤثر ذلك في الأنشطة والعلاقات اليومية. وفي حال انقطاع الإنترنت، أو عدم القدرة على الوصول إلى هذه المنصات، يشعر المستخدم بضيق وانزعاج، وتظهر عليه أعراض الانسحاب.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الدماغ
1- إطلاق هرمون الدوبامين
مثلها مثل أيّ مادة تسبب الإدمان، تتسبب مواقع التواصل بإطلاق الدوبامين، أو هرمون السعادة، في الدماغ، ويحدث ذلك كلما تلقى المستخدم إعجابات، وتعليقات، ومشاركات على منشوره، فيتولد لديه إحساس بالإشباع، ويزداد الشعور بالرغبة في مواصلة التفاعل.
2- تقلص المادة الرمادية
يؤدي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، بسبب الانفعال والتركيز والاجتهاد في اتخاذ القرارات، إلى تقلص المادة الرمادية في بعض مناطق الدماغ.
3- تراجع القدرات المعرفية
يؤدي الاستخدام المتواصل لوسائل التواصل الاجتماعي إلى تراجع القدرة على التركيز، والتفكير النقدي، والتفاعل بفاعلية في العالم الواقعي، بسبب الاعتماد على المحفزات الرقمية، والشعور المؤقت بالإشباع، والاستغناء.
علامات الإدمان على مواقع التواصل
يمكن أن تظهر أعراض الإدمان على مواقع التواصل بأشكال عدّة؛ نذكر في ما يلي الأعراض الأكثر شيوعاً منها:
1- الاستخدام المفرط
إن قضاء الكثير من الوقت على مواقع التواصل يؤثر، بشكل كبير، في إنجاز الواجبات والالتزامات اليومية ، كما يؤثر في نوعية النوم، ومدّته. وهذا من أكثر أسباب الإدمان شيوعاً.
2- الانشغال الدائم
ليس الاهتمام الاستحواذي بالمنصات الرقمية، والتفكير الدائم في ما يجري على مواقع التواصل، حتى عندما يكون الشخص غير متصل، سوى دليل على الرغبة الجامحة في البقاء على اتصال مع ذلك العالم، ومؤشر إلى الإدمان.
3- التوتر والقلق
يدلّ ظهور أعراض التوتر والقلق والانزعاج الشديد عند ابتعاد الشخص عن مواقع التواصل، على تعلقه الشديد بها، والإدمان عليها.
4- الإخفاق في محاولات التخلي عن مواقع التواصل
قد يبذل المستخدم الكثير من المحاولات للتخلي عن مواقع التواصل، ولكنه يخفق في كل مرة، ولا يستطيع تنفيذ وعده لنفسه بتركها، وفي هذا دليل واضح على الإدمان عليها.
5- العزلة الاجتماعية
في اللجوء إلى مواقع التواصل بدلاً من العلاقات الاجتماعية الواقعية، أو الشعور بالعزلة من دونها، إشارة واضحة إلى الإدمان.
كيف يمكن التخلص من الإدمان على مواقع التواصل؟
هذه سبع نصائح قد تفيد في مواجهة الإدمان الرقمي، وإحداث التوازن بين العالمين، الافتراضي والحقيقي، ضمن علاقة متوازنة وصحية:
1- إدارة الوقت على مواقع التواصل
2- استخدام المواقع بشكل واع
3- عمل جلسات استرخاء
4- القيام بنشاطات خارج إطار مواقع التواصل
5- التوقف عن تلقي الإشعارات
6- تخصيص وقت ومساحة للعمل الواقعي