يقول علماء النفس إن الشخص الذي يضحّي بماله، ووقته، ونفسه، من أجل إسعاد الآخرين ومساعدتهم هو شخص سعيد، ويشعر بالرضا، والامتنان، ويعرف أن ما وهبه الله من نِعم قد سخّرها له من أجل منفعة نفسه، ومن يحتاج إليها. ولكن التضحية تجاه الآخرين لها حدود، ولا تعني جَلد الذات، وإرغامها على القيام بأعمال تشقّ عليها، هذا على الأقل ما يراه خبراء التنمية الذاتية.. إلى أيّ نوع من المضحّين تنتمين؟ وإلى أيّ درجة يسعدك ما تقدمينه للآخرين؟ اختبري نفسك.
1- طلبت منك صديقتك، للضرورة، مبلغاً من المال لا تملكينه كلّه، كيف تتصرفين؟
أ- أقول لها بكل صراحة إنني لا أملك المال الذي تطلبه.
ب- أعطيها ما لديّ من مال وأحاول اقتراض الباقي من أيّ شخص يمكنه مساعدتها.
ج- أبيع شيئاً من عندي مثل قطعة ذهبية وأعطيها ثمنها من دون أن أخبرها بما فعلت.
2- جاءتك قطّة حامل إلى باب الدار تريد الولادة عندك. ماذا تفعلين؟
أ- أغلق الباب كي تذهب إلى أيّ مكان تلد فيه.
ب- أحضر لها صندوقاً وأضعه في مكان قريب كي تضع صغارها فيه.
ج- أدخلها بيتي كي تلد وأساعدها، ثم أعطيها لمن يرعاها ويهتم بها.
3- ما رأيك في الأم الشابة التي يموت عنها زوجها وترفض الزواج كي تربّي أولادها؟
أ- إذا تزوجت فإن ذلك لا يضرّ أولادها، خصوصاً إذا لم يكن لديها دخل تعيش به.
ب- إذا كان من يتقدم إليها سيعينها في تربية أبنائها، فلمَ لا تتزوج؟
ج- هي أم مثالية تضحي بنفسها كيلا تجعل أبناءها تحت رحمة أيّ رجل غريب.
4- علمت أن هناك حملة تطوع لتنظيف الشواطئ من الأوساخ، هل تشاركين فيها؟
أ- لا، فليس لديّ الوقت.
ب- أخبر من يحب أعمال التطوّع عنها.
ج- الأمر لا يحتاج إلى تفكير، فالتطوّع من أحب الأعمال إليّ.
5- زميلتك في العمل تطلب مساعدتك لإنجاز ما أوكله عليها المدير بشكل طارئ، ما ردُّ فعلك؟
أ- العمل يتعلق بها، قد أدلّها على بعض المواقع والتطبيقات التي تفيدها.
ب- إذا كان لديَّ وقت أساعدها ولو بشكل بسيط.
ج- أساعدها من دون تردد.
6- استلمت من الخياط ثوباً كنت تنتظرينه منذ زمن، أعجب أختك كثيراً وتمنت لو كان لديها مثله لتحضر حفلاً قريباً، كيف تتصرفين؟
أ- لا أحب أن يشاركني أحد ملابسي حتى لو كانت أختي.
ب- أدلّها على المصمم والخياط وأطلب منها ألّا يكون ثوبها نسخة مطابقة.
ج- هذه أختي، قد أعيرها الثوب قبل أن أرتديه.
7- محتاجون وفقراء وجياع في منطقة بعيدة عنك، هل تساعدينهم؟
أ- أحزن لأوضاعهم ولكنني لا أملك وسيلة لمساعدتهم.
ب- أبحث عن جمعية خيرية توصل إليهم الطعام والملابس.
ج- أتوجه إلى أقرب جمعية خيرية لأتبرّع بما يمكنني التبرّع به.
8- طُلب منك قضاء الليل مع أحد أفراد عائلتك بسبب وعكة صحية طارئة ألمّت به، وعليك أن تذهبي إلى وظيفتك في الصباح، هل توافقين؟
أ- أحب أن أقدم المساعدة، لكنني حتماً مع ظروفي لا أستطيع.
ب- إذا لم أتمكن من الحصول على إجازة، أطلب من أحد أفراد الأسرة القيام بهذه المهمة.
ج- أسهر معه بعدما أرسل رسالة إلى رئيسي في العمل وأخبره أنني لا أستطيع الدوام في الغد.
النتيجة
لديك بعض الأنانية
ليس المطلوب منك التضحية على حساب نفسك من أجل إسعاد الآخرين. ولكن ألا تعلمين أن تقديم العون والمساعدة للآخرين، ورؤية الابتسامة على وجوههم وإزالة الهموم عنهم، تسعدك قبل أن تسعدهم؟ بقليل من التضحية والعطاء تعيشين حياة متوازنة بينك وبين الآخرين. في الأسرة والعمل والمجتمع، تجدين الكثير من الفرص لتقديم المساعدة، ونشر الابتسامة على الوجوه. بادري إلى أعمال الخير، فلا يكفي أن تتمني وتبرّري لنفسك أنك غير قادرة على ذلك.
متردّدة بعض الشيء
تحبين المساعدة وتتمنين إسعاد الآخرين ولكن بحدود، تقومين بذلك أحياناً إما مباشرة، وإما عن طريق من يمكنه القيام بذلك، فتشكّلين واسطة خير، وناقلاً لمعاناة الناس، لكنك قليلاً ما تبادرين وتجعلين عملك بينك وبين ربّك. تفخرين بتعاطفك مع الفقراء والمحتاجين، وإن كنت لا تدركين ذلك، فكم من مرة طُلبت منك المساعدة واعتذرت، إما لضيق الوقت، وإما لرغبتك في الاحتفاظ بما لديك، وبسبب تفضيل نفسك. التضحية عمل رائع إن مارسته، فكوني يدَ عون تسعدي.
التضحية واجب في نظرك
أيطلب أحدهم منك مساعدة وترفضين؟ هذا ليس من شيمك! تربّيت على مبدأ المساعدة والتضحية، وكثيراً ما ترهقين نفسك، وتخسرين وقتك من أجل الآخرين. وحين تُسألين عن شعورك تبتسمين وأنت في قمة الرضا. ولكنك في أحيان كثير تشعرين بالإحباط والإرهاق، خصوصاً عندما تكون المساعدة في غير محلها، أو نوعاً من الاستغلال، أو تكون على حساب صحتك، ووقتك، فلا تنامين الليل مثلاً، إن كان أحدهم مريضاً، ولا تستطيعين تناول الطعام إن كان أحدهم جائعاً. خففي عن نفسك قليلاّ كي تستمري في العطاء.