مع بدء العدّ العكسي لانطلاق المهرجانات الصيفية في لبنان، أعلن القائمون على «مهرجانات بعلبك الدولية» أن المهرجان سيقام هذا العام متحدّياً الظروف التي تمرّ بها البلاد، علاوة على العديد من المهرجانات والأنشطة الفنية في مدن أخرى.
وأعلنت رئيسة المهرجان، نايلة دي فريج، أن برنامجهم الفني يحمل عنوان «أعمدة الخلود»، ويتضمن حفلتين، الأولى ستُقام في 25 يوليو المقبل، وهي أوبرا «كارمن» تحت إدارة المخرج اللبناني العالمي جورج تقلا، بمشاركة فريق غنائي لبناني فرنسي، ويجمع تقلا الأوركسترا الوطنية للراديو الرومانية، وأربعة أصوات فرنسية للأدوار الرئيسية، هي: ماري غوترو في دور «كارمن»، جوليان بير في دور «دون خوسيه»، أما جيروم بوتيليه فتلعب دور «إسكاميليو»، وفانينا سانتوني في دور «ميكاييلا»، والأصوات الأوبرالية المحلية هي: ميرا عقيقي، وسيزار ناعسة، وغريس مدور، وفادي جنبرت، مع تسليط الضوء على مواهب محليّة في مجالات الغناء والرقص، وسيتولى القيادة الموسيقية المايسترو توفيق معتوق، ويشارك في الغناء كورس الجامعة الإنطونية، ويصمم الأزياء اللبناني المعروف ربيع كيروز، بينما سيتولى اللوحات الفنية التشكيلي نبيل نحّاس.
أما الحفلة الثانية، فتُقام في الثامن من أغسطس المقبل، وتحييها الفنانة هبة طوجي بعنوان«حقبات»، وهي من إنتاج أسامة الرحباني الذي أكد أن الحفلة ستكون ضخمة، ويمكن للمشاهد متابعتها على امتداد نظره من معبد باخوس، إلى أقسام القلعة، من خلال نظام إضاءة وصوت في الحفلة، مشيراً إلى أن طوجي ستقدم طابعاً جديداً وفريداً، وسيكون الحفل تحية إلى الراحل منصور الرحباني، في مناسبة مئوية ولادته (1925 ــ 2009)، وإلى عاصي وفيروز، اللذين طبعا مسيرة هذه المهرجانات.
وتحت عنوان «رجعنا يا لبنان» تقام «مهرجانات الأرز الدولية»، ووصفت رئيسة المهرجان، ستريدا جعجع، مهرجانات هذه السنة بحدث يجمع العراقة والتجدّد، كما التراث والإبداع، فيرفع الصوت عالياً باسم لبنان واحةَ الإبداع، والجمال، والحرّية، لذا وقع خيار اللجنة على فنانين لبنانيين مبدعين.
وتفتتح هذه المهرجانات برنامجها الفنّي مع فرقة «مياس» اللبنانية العالمية، في 19 يوليو المقبل، وأشار صاحبها نديم شرفان، إلى أن العرض المسرحي الراقص «العودة»، هو بمثابة لوحة تكريمية لبلدة وادي قنوبين، الواقعة تحت غابة الأرز، ومستوحى من حياة الفيلسوف اللبناني ابن بلدة بشري، جبران خليل جبران، بوحي من كتابه «النبي»، بمشاركة نحو 50 راقصة، وتُواكب الحفل تقنيات رفيعة المستوى، وخبراء أجانب يُستقدَمون من الخارج فيشرفون على العرض لإيصال أحلى صورة عن لبنان. ومن نجوم هذه المسرحية أيضاً الفنانون: ملحم زين، وسينتيا كرم، وعمّار شلق، ونيقولا معوّض.
وفي26 يوليو، يُحيي الفنان اللبناني وائل كفوري، حفله ضمن «مهرجانات الأرز»، ويُقدّم خلاله باقة من أجمل أغانيه، ومواويلَ ووصلات غنائية لفنانين كبار، منهم الراحل وديع الصافي، فيصدح صوته على مسرح المهرجان المطلّ على مشهدية غابة الأرز. وختام الحفل سيكون مع الـ«دي جي» بلاك كوفي، أحد أشهر صنّاع الموسيقى المباشرة على المسرح في العالم، وهو من أصول إفريقية، وحصد أكثر من 8 جوائز تقديرية، ويحلّ ضيفاً على «مهرجانات الأرز» مُختتماً فعالياتها في 30 يوليو، ليقدم المقطوعات الموسيقية من نوع «الأفرو تك»، و«الهاوس»، و«الإلكترونيك».
وفي العاصمة اللبنانية بيروت، يستعد مهرجان «أعياد بيروت» لاستقبال جماهيره في موقعه المعتاد على الواجهة البحرية، وتحت عنوان «رجعنا الأعياد لبيروت»، وينطلق المهرجان ضمن مجموعة أنشطة فنية يشارك فيها فنانون من لبنان، والعالم العربي. المهرجان ينطلق في العاشر من يوليو مع فرقة «غود سايف ذا كوين» التي تحيي أعمال فرقة «كوين» الشهيرة، وفي الخامس عشر من يوليو تقدم فرقة «أدونيس» عرضاً فنياً منوّعاً، وسيكون الجمهور على موعد مع الفنان الشامي الذي يعود هذا العام إلى جمهوره في 20 يوليو، بعد نجاحه الكبير في نسخة العام الماضي. وتجرى مفاوضات مع الفنانة إليسا للمشاركة في المهرجان الذي رافقته منذ انطلاقته في عام 2012، ويعتبر حضورها ثابتاً في جدول أعياد بيروت، كما يتم التفاوض مع المغني الجزائري فضيل لإحياء ليلة غنائية على واجهة بيروت البحرية.
ومع هذه التحضيرات المتسارعة لمهرجانات الصيف في لبنان، تترقب الجماهير الإعلان عن جداول مهرجانات أخرى، مثل مهرجانات إهدنيات، البترون، بيبلوس، القبيات وضهور الشوير، والتي لطالما لعبت دوراً بارزاً في رسم هوية الصيف اللبناني.