هل سبق أن شعرت بأنك تقف عائقاً أمام نفسك للتقدم والارتقاء، سواء في عملك، علاقاتك، أو حتى صحتك؟وهل تتخذ قرارات تمنعك من استكمال نجاح مشروعك، أو توقف أهدافك عن التحقق، أو تدمر ما بَنيته بيديك؟
قد يتمّ تشخيص الوضع بـ«التدمير الذاتي» الذي يشكّل عائقاً أساسياً أمام تحقيق الذات، ويظهر بأشكال عدّة، فهو «مفهوم يشير إلى أيّ سلوك، أو شعور، أو قرار، أو موقف يتضمن قيام الشخص بإجراءات تعرقل تحقيق أهدافه، أو تدمّر ما حققه بالفعل، على صعيد العمل، التعليم، الصحة، والعلاقات الشخصية، وغيرها».
المدرّبة مها المازمي
أمثلة على «التدمير الذاتي»
هذا التعريف تقدّمه مها المازمي، مدربة معتمدة في المهارات الحياتية والأمومة الإيجابية، وعضو جمعية الاتحاد النسائية في الشارقة، وتقدم أمثلة على التدمير الذاتي:
في مجال العمل:
يضع الشخص هدفاً لبدء مشروع معيّن، ويتقدّم بشكل جيّد مع الخطط الموضوعة. ولكن فجأة، يبدأ بالتشكيك في نجاح المشروع، أو يتوقف عن متابعته، ما يؤدي، في النهاية، إلى فشله، (أي المشروع).
في المجال الصحي:
يضع البعض هدفاً للوصول إلى وزن معيّن، ويعمل بجد لتحقيق هذا الهدف. وبعد الوصول إلى الوزن المطلوب، يتوقف عن الحفاظ على العادات الصحية التي ساعدته على الوصول إلى هذا الهدف.
في مجال العلاقات:
شخص يطمح إلى بناء أسرة سعيدة، وينجح في الزواج، وإنجاب الأطفال. وبعد تحقيق هذا الهدف، يبدأ بافتعال المشاكل من دون سبب، ويتخذ قرارات تؤدي إلى تدمير العلاقة، وبالتالي خسارة شريك حياته، وأبنائه.
في مجال التعليم:
شخص يطمح إلى الالتحاق بجامعة معيّنة، يعمل بجد ويتخرج في الثانوية بدرجات عالية، ويتم قبوله في الجامعة التي يحلم بها. بعد الدراسة لمدة سنتين، يبدأ بوضع عراقيل أمام نفسه، ما يعيقه عن إكمال تعليمه.
لماذا يدمّر البعض ما بناه؟
هذا التوجه يكون نتيجة دوافع عدّة، تشرح المازمي «التدمير الذاتي قد يكون نتيجة عوامل عدّة، نفسية واجتماعية، وحتى أسرية».. وتورد بعض الأسباب:
علامات تدلّ على «التدمير الذاتي»
غالباً ما يكون التدمير الذاتي مموّهاً بأسباب وتبريرات تبدو منطقية. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي تشخّص سلوكات التدمير الذاتي، تذكرها المازمي:
تشرح المازمي آثار التدمير الذاتي، إذ «يؤدي إلى عرقلة تحقيق الأهداف، أو تدميرها بعد الوصول إليها، بحيث تتآكل ثقة الشخص بنفسه، وثقة الآخرين به، كما يمكن أن يؤدي التدمير الذاتي إلى مشاكل، جسدية ونفسية، حيث تنخفض معنويات الشخص ويعيش في حالة دائمة من القلق، والحيرة».
كيف نعالج «التدمير الذاتي»؟
تقدّم المدرّبة المازمي آليات العلاج والتغلّب على التدمير الذاتي، عبر:
تمرين عملي للتخلّص من «التدمير الذاتي»
تقدّم المدرّبة مها المازمي تمريناً عملياً لمواجهة هذا السلوك «يمكن للشخص القيام بتمرين بسيط، ولكنه فعّال، للمساعدة على التخلص من التدمير الذاتي..
ويتضمن خطوات عدّة:
أولاً: أحضر كراسة وقلماً.
ثانياً: اكتب جميع جوانب حياتك: الجانب العلمي، العملي، المالي، الأسري، العلاقات، وغيرها.
ثالثاً: حدّد سلوك التدمير الذاتي في أي جانب، واكتب نوع التدمير الذاتي الموجود في كل جانب، وكيفية تكراره.
رابعاً: تحديد المشاعر المرتبطة التي تنتابك عند التفكير في هذا الجانب.. هل هي مشاعر خوف، عار، تأنيب؟وحاول تحديد الجذور لهذه المشاعر.
خامساً: العمل على تحرير المشاعر، والتخلّص منها. إذا كان بإمكانك القيام بذلك بنفسك، فافعل. وإذا لم تتمكن، فاستعِن بشخص مختص كاستشاري، أو طبيب نفسي».
وتخلص المازمي إلى إيجاز ما بعد التمرين «لا بد من اكتشاف المعتقدات العميقة والبرمجات التي تؤثر في سلوكنا في كل جانب، وتصحيحها، وتغيير الأنماط السلبية. عندها، يمكن للشخص تحقيق أهدافه بشكل أكثر فعالية، والحفاظ على النجاح الذي يحققه».