تشهد الإمارات اهتماماً متزايداً بالرياضات الجديدة والمبتكرة، و«التيك بول» هي أحدث إضافة إلى هذا المشهد النابض بالحياة، فمع توفير طاولة «التيك بول» في عالم دبي للرياضة، أصبح بالإمكان الاستمتاع بهذه الرياضة الممتعة في أجواء إماراتية مميزة.
تجمع رياضة «التيك بول» بين كرة القدم والطاولة، وتتميز بالإثارة والسرعة والمهارة، وبدأت هذه الرياضة الجديدة تجذب الأنظار في الإمارات من خلال أربعة لاعبين إماراتيين، هم من يشكلون منتخب الإمارات في هذه اللعبة..
وساهموا في انتشارها لتستقطب المزيد من اللاعبين لها، كتجربة فريدة من نوعها تجمع بين اللياقة البدنية والمتعة، وتعزز العمل الجماعي.
ويوفر عالم دبي للرياضة برعاية أدميرال ورلد سبورتس (Admiral World Sports)، مساحة لممارسة رياضة «التيك بول» على طاولة خاصة منحنية تشبه طاولة تنس الطاولة..
وينبغي على اللاعبين استخدام أي جزء من أجسامهم باستثناء أيديهم وأذرعهم لصد الكرة وإرجاعها إلى الخصم، ما يعزز مهارات التنسيق وخفة الحركة والتفكير الاستراتيجي لدى اللاعبين، خاصة أن التيك بول تعتبر تجربة رياضية متكاملة ومتنوعة تجمع بين النشاط البدني والتحدي الذهني والتكتيكي.
خالد وليد العلي، يعتبر أول لاعب إماراتي يمارس رياضة التيك بول، وهو من بدأ بالتعريف بها واستقطاب لاعبين آخرين لها، ويقول: «بدأت ممارسة رياضة «التيك بول» في 2017، ولم تكن منتشرة في البداية، وبدوري استقطبت أصدقاء العمر سيف وسعيد وعلي الحمادي لممارستها، وهم كلاعبين كرة قدم فقد تمكنوا من تعلمها بسهولة..
وبالتدريج ومن خلال التعاون مع الاتحاد ومجلس دبي الرياضي تمكنّا من نشر اللعبة بشكل أكبر، من خلال توفير طاولات في أماكن سياحية بارزة في دبي، ومن خلال وجودنا في عالم دبي للرياضة، نقدم كل المعلومات عن اللعبة لزوار المكان، ونشارك تجربتنا مع الجمهور..
بالإضافة لمشاركة المتابعين على الـ«سوشيال ميديا» لممارستنا لهذه اللعبة، كما تعاونا مع بعض النوادي للتعريف باللعبة واستقطاب المزيد من اللاعبين لها..
وفي العام 2023، استضافت دبي الجولة الآسيوية لـ«التيك بول» لأول مرة في الشرق الأوسط، وكانت تحت مظلة الاتحاد الدولي للعبة بالتعاون مع مجلس دبي الرياضي، في حديقة برج بارك بجوار برج خليفة.
وحول المهارات التي تحتاجها لعبة «التيك بول»، يشرح خالد «تنص قواعد اللعبة على استخدام كرة قدم حجم 5 وطاولة منحنية تزيد من صعوبة التحدي، وتتطلب من اللاعبين امتلاك مهارات التحكم الدقيق وردود الفعل السريعة..
يحصل اللاعب على نقطة عندما ينجح في إرسال الكرة بطريقة صحيحة تجعل منافسه غير قادر على صدها، واللعبة تحتاج إلى المزيد من التدريب والممارسة لتحسين أداء اللاعب..
كما تحتاج إلى مساحة مناسبة لاحتواء الحركة، وبفضل عالم دبي للرياضة تتوفر هذه المساحة في صالة مكيفة بسبب صعوبة الجو في فصل الصيف، ولكن في الشتاء توجد المزيد من الطاولات بالقرب من الشواطئ والأماكن العامة».
من جهته يشعر اللاعب سيف الحمادي بالتفرد والتميز كونه من أوائل الممارسين لهذه اللعبة ويساعد على انتشارها في الإمارات، ويبين «هذه الطاولة يمكن ممارسة العديد من الألعاب عليها، لكن لا يعرف الناس الكثير عن«التيك بول»..
ونحرص بدورنا كلاعبين إماراتيين أن نعرفهم بها من خلال اللعب أمامهم في الأماكن العامة التي توجد بها هذه الطاولة، كما أن ممارستنا هذه الرياضة لأول مرة في عالم دبي للرياضة سيسهم في انتشارها وتعريف العديد من الرياضيين بها..
فكما كانت لعبة «البادل» غير منتشرة في الإمارات منذ سنوات قليلة، اليوم نرى إقبالاً كبيراً بسبب الاهتمام بها خصوصاً من قبل الشيوخ في الإمارات، الأمر الذي لفت الأنظار لها والإقبال عليها».
قلة مدربي «التيك بول»
في موازاة ذلك، يوضح علي الحمادي «في البداية هناك صعوبة في التحكم والمرونة ولكن مع الوقت يتم التعامل بسهولة بمجرد فهم اللعبة وقوانينها، ونحن نطور من أنفسنا رغم قلة المدربين لهذه الرياضة في الإمارات..
حيث نعتمد على أنفسنا وعلى توجيهات صديقنا خالد الذي يدربنا ويمارس الرياضة معنا باستمرار، ونحن بدورنا ندرب كل من يرغب في تعلم اللعبة والانضمام لنا، من أجل التعرف على أشخاص جدد وتوسيع شبكة العلاقات الاجتماعية التي تركز على اللياقة البدنية».
بينما أشار سعيد الحمادي إلى استغراب العديد من زوار عالم دبي للرياضة من لعبة «التيك بول»، وانجذابهم لها، خصوصاً إنها تجمع العديد من المهارات ولكن بقوانين خاصة، هذا الفضول يؤكد أن اللعبة تحتاج لمزيد من التعريف والانتشار، وهذا ما نقوم به كلاعبي منتخب الإمارات لـ«التيك بول».
وتعتبر رياضة «التيك بول» خياراً رياضياً يمكن ممارسته بسهولة حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون ممارسة الرياضات الجماعية التقليدية، وسيلة لقضاء أجمل الأوقات مع الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء وتعزيز روح التعاون.
وفي ضوء الدراسات التي تشير إلى فوائد الرياضة في تخفيف التوتر، فإن «التيك بول» ليست استثناءً، إذ تعتبر الحركة السريعة والعمق الاستراتيجي لهذه اللعبة محفزاً للعقل والجسم، ما يجعلها خياراً مميزاً لأي شخص يتطلع لتحسين لياقته البدنية وصحته العامة.
وتساهم رياضة «التيك بول» في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، فالحركة المستمرة والتغيرات السريعة في اتجاه حركة الكرة توفر تمريناً ممتازاً للقلب، ما يزيد من معدل ضربات القلب ويعزز اللياقة البدنية بشكل عام..
كما تعمل هذه الرياضة على تعزيز قوة العضلات وكثافة العظام، وذلك بفضل المتطلبات البدنية المتنوعة للعبة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة إلى التحكم الدقيق بالكرة والتفاعل السريع مع حركتها تُحسّن قدرة اللاعبين على التنسيق وتعزز كفاءتهم في سرعة الاستجابة.
