أمسية مفعمة بالدفء، والثقافة، ومذاقات المطبخ الإندونيسي، في «ليلة إندونيسيا الرائعة» التي جسدت بعض ملامح من تاريخ، وتنوّع، ونكهات، ورقصات وأزياء تقليدية، وطبيعة خلابة تشتهر بها إندونيسيا.
فتلك البلاد، التي يطلق عليها «عروس آسيا» وتقع في جنوب شرق آسيا، تتألف من 17 ألف جزيرة، وتعتبر من الوجهات الرائدة سياحياً، وبالأخص خلال السنوات الأخيرة، لكونها توفر الكثير من التجارب الفريدة للزوار، وتتعدد فيها مظاهر السياحة.
الوزير أونو يتحدث عن عناصر الجذب السياحي في إندونيسيا
خلال الأمسية، كان المشهد برمّته، أقرب إلى نقل أجواء إندونيسيا إلى قاعة رافلز، في فندق رافلز بدبي، حيث ازدانت القاعة بالألوان الزاهية وبالروح الإبداعية في ترسيخ الصورة السياحية لإندونيسيا، بحضور وزير السياحة والاقتصاد الإبداعي في جمهورية إندونيسيا، «ساندياجا أونو» الذي تحدث مطولاً عن جماليات إندونيسيا، وما تتمتع به من مقوّمات سياحيّة، ووجهات فريدة، وأنشطة مغامراتيّة، وحياة بريّة، وتجارب غامرة لزوّارها.
فهذا الحدث الحصري «ليلة إندونيسيا الرائعة»، الذي نظمته وزارة السياحة والاقتصاد الإبداعي في إندونيسيا، كان بمثابة «بطاقة عبور» إلى عوالم بلد حافل بالتراث، حيث جمعت الأمسية ما بين الأنشطة الثقافية، والمأكولات الشهية، وعروض الأزياء المذهلة، والأنماط الموسيقية المختلفة.
إذن، أمسية واحدة أفسحت المجال لاكتشاف إندونيسيا بكل ما تحمله من سحر خاص، وثقافات متنوعة، حيث يجيب الوزير ساندياجا أونو، عن سؤال لـ«كل الأسرة» حول الرسالة التي يحملها لمن يريد زيارة إندونيسيا، وحول أبرز التجارب التي تميّز إندونيسيا عن الدول الأخرى، فيجيب «أقول دائماً للناس هنا، إن إندونيسيا هي بمثابة قطعة من الجنة في آسيا». وحول التجارب الفريدة للثقافة الإندونيسية، يقول «عندما تنظر إلى بلدان مختلفة وإلى سوق السفر العربي فإنك ترى الكثير من البلدان تتباهى بما لديها من وجهات سياحية. لكن ما يمكن أن نقدمه في إندونيسيا هو، أولاً وقبل كل شيء، الناس. لدينا كرم الضيافة الذي يتكامل مع ابتسامة الإندونيسيين. فنحن نرحب دوماً بالزوار للقدوم إلى بلدنا، لذا لا يقتصر الأمر على جمال طبيعة إندونيسيا، وثراء ثقافتها، وما توفره من باقة متنوعة من المغامرات، ولكن أيضاً التجربة الاستثنائية التي يجسدها كرم الضيافة لدى الإندونيسيين».
من خلال معايشة أجواء الأمسية، تتبدّى العديد من الأسباب والدوافع لزيارة إندونيسيا، ومعايشة تجربة سفر مثيرة ومميزة وأهمها:
المتعة والسعادة: زيارة «أمّة الأرخبيل»، كما يطلق عليها، كفيلة برفد الزائر بالكثير من المتعة والبهجة، إذ تتميز إندونيسيا بحسن ضيافة شعبها الودود، والترحاب بالزوار، وتقديم تجارب استثنائية لهم لاكتشاف عالم إندونيسيا الساحر.
الثقافة: تتميز إندونيسيا بتراثها الثقافي الغني حيث تعتبر موطناً لمجموعة متنوعة من الثقافات والتقاليد، وتضم مئات اللغات، والطقوس المختلفة. ويمكن للزوار استكشاف المعابد الهندوسية والبوذية القديمة، والمعالم التاريخية، كما تتنوع الفنون فيها ما بين النحت، والتشكيل، والرسم، وتصميم المنسوجات والحِرف اليدوية، وغيرها من الفنون التي تجسد هذا التمازج الفريد للتواصل بين الثقافات الآسيوية مع الغرب.
المغامرة: تجارب مثيرة بانتظارك، منها المغامرات الهوائيّة، والانزلاق على الحبال، ورحلات التنزه على الأقدام، والتخييم، والغوص بالمعدات، والغوص الحر، والاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة، مثل الغطس، وركوب الأمواج، ورحلات السفاري.
واللافت أن إندونيسيا توفر حزمة من الأماكن السياحية ذات الطابع المغامراتي للعائلات، وتناسب جميع المراحل العمريّة، وتضم العديد من الأنشطة الترفيهية، سواء في جاكرتا، بالي، بونشاك، سومطرة، بوكور، وغيرها.
التّماس مع الطبيعة والحياة البرية: تتميّز إندونيسيا بمناظرها الطبيعية الخلابة التي توفر ملاذاً للزائرين والسياح، للتحرر من الصخب، والهروب إلى المساحات الخضراء، بما في ذلك الشواطئ الرملية، والغابات، والبراكين المذهلة في جزيرة جاوة، حيث ما يعرف ببركان «إيجين» في شرق الجزيرة، ويشاهد السياح غازات الكبريت المشتعلة باللهب الأزرق على ارتفاع بضعة أمتار من الصخور البركانية.
جولة استكشاف البراكين تتكامل مع المعالم السياحية في هذا الأرخبيل، فضلاً عن مفهوم «السياحة الخضراء» الذي تعمل إندونيسيا على تنشيط عناصره لجهة تعزيز الوجهات السياحية، التي تعتمد على مبدأ الاستدامة، والحفاظ على البيئة، إذ شكل «تامان سفاري إندونيسيا» نموذجاً للحفاظ على الحياة البريّة، والتنوع البيولوجي، إضافة إلى نماذج أخرى في منطقة بريجن في جزيرة جاوة التي تصب ضمن جهود تدعيم «السياحة الخضراء».
مذاقات الطعام الإندونيسي: يتميّز المطبخ الإندونيسي بمذاقات،ه وأطباقه المتنوعة، والتوابل، والأعشاب الطبيعية التي تعكس تنوع إندونيسيا، ومناطقها الجغرافيّة، بدءاً من النكهات الحارة للمأكولات الشهية، مثل نودلز، وساتيه، وسوتو (الشوربة)، وباكسو، إلى الأطباق البحرية الطازجة، والفواكه الاستوائية.
وكانت الأمسية قد قدمت بعضاً من المأكولات التقليدية والصوصات الحارة جداً، منها دجاج سيو ماي، رول بادانج ريندانج، مع الكراث المقلي، ومخلل الفلفل الحار، ودجاج بيتوتو مع كعك الأرز، والخضراوات، وغيرها.
وفي هذا السياق، قادت وزارة السياحة والاقتصاد الإبداعي في جمهورية إندونيسيا زمام المبادرة لعرض تراث الطهي الغني للبلاد أمام العالم من خلال برنامج «إندونيسيا سبايس أب ذا وورلد» (ISUTW)، ما وفّر تجربة تذوّق رائعة، ويستمر إرث إندونيسيا من التوابل في أسر وإثراء أذواق عشاق الطعام من جميع أنحاء العالم.
التسوق: توفر إندونيسيا تجربة تسوق فريدة من نوعها، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالتسوق في الأسواق المحلية التقليدية والمراكز التجارية الحديثة.
ليلة رائعة بكل المقاييس، نقلت الحاضرين إلى عوالم استثنائية في قلب إندونيسيا، استكشفوا من خلالها معالم الطبيعة من خلال صور استحضرت مناظرها الطبيعية، وجزرها التي تعتبر الأكبر عدداً في العالم، وتشكل أرخبيلها، إلى العناصر الأكثر جذباً والتي تجعل من إندونيسيا وجهة مثالية لمن يبحث عن تجربة سفر ممتعة، آمنة، ومفعمة بالمغامرة.
وشكّت الموسيقى أحد عناصر الجذب في «ليلة إندونيسيا الرائعة» حيث قدم خليفة مبارك بوديا (12 عاماً)، أغاني باللغتين، الإنجليزية والإندونيسية، وحاز إعجاب الجمهور، بالأخص وهو يعرب عن حلمه أن يصبح «مطرباً مشهوراً»، وهو يغني منذ عمر 5 سنوات.
كما قدم المطرب جاندهي مرزوقي، مجموعة أغان إندونيسية، وأدّى إحدى الأغنيات باللغة العربية وحاز إعجاباً وتصفيقاً لافتين.
وشكلت الأزياء الإندونيسية أحد المعالم الرئيسية للأمسية، حيث تمّ تسليط الضوء على إبداع وحرفية المصممين الإندونيسيين على الساحة العالمية، حيث مزجت تلك الأزياء بين التقاليد الأصيلة والحداثة في منظومة متكاملة من الجمال البعيد عن المبالغة، والمتّسم بالبساطة والأناقة في آن.
وشهدت الأمسية عروض أزياء تضم مصممين مشهورين، ومواهب ناشئة، مثل: «زيتا بريفي»، و«رايجيتازورو»، و«ديسي ساري ديوي» و«ليديا هاسانا» و«سيلفانيا ساري»، و«تروسمي × سروجا»، و«أيو دياه أنداري».
* تصوير: السيد رمضان