ربما سمع الكثير منا عن العلاج بالموسيقى والعلاج بالفن، ولكن ربما لا يعرف أغلبيتنا معنى العلاج بالسفر.. لذا يجب تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى السياحة، حيث لا نراها مجرد تجربة ترفيهية ولكن كصناعة يمكن أن توفر فوائد صحية حقيقية، وتؤثر بشكل إيجابي في صحة الدماغ.
ينصح الأطباء بالسفر وأكدوا أهميته وفوائده النفسية والصحية حتى على المرضى، إذ يوصون بعلاج الخرف بالموسيقى والتمارين الرياضية والتحفيز المعرفي وعلاج الذكريات والتحفيز الحسي والتكيف مع أوقات وجبات المريض وبيئته.. وجميعها توجد في أيام العطلات.
كيف يعالجك السفر؟
يوصي العديد من المتخصصين في علم النفس بالسفر كشكل من أشكال العلاج تضيف مشاهد جديدة للحياة مثل الروائح، والأصوات، والمحادثات التي تحفز حواسك بطريقة منعشة وربما تحفز حتى إلهامك الداخلي، واستكشاف المتاحف والمعارض الفنية ونقاط الدليل التاريخية التي تمنحك منظوراً متجدداً لحياتك وظروفك.
الانكباب على العمل وعدم اللعب يمكن أن يجعلنا نشعر بالملل الشديد، وفي بعض الحالات حتى نشعر بالاكتئاب.
إن الاهتمام بمسؤولياتك اليومية أمر بالغ الأهمية للحصول على حياة ناجحة. ومع ذلك، لا يدرك الكثير من الناس التأثير الذي يمكن أن يحدثه العمل دون راحة على حالتك العقلية.
يمكن للأشخاص الذين يشاركون في نفس الأنشطة المتكررة يوماً بعد يوم أن يشعروا بالملل والانفصال بسهولة بعد المشاركة في هذه الأنشطة لفترة طويلة من الزمن.
فوائد السفر
السفر يحفز الدماغ
إن التنوع الواسع للوجهات والمعالم السياحية المحتملة حول العالم يترجم إلى العديد من الفرص لدمج علاجات لحالات الصحة العقلية مثل الخرف.
على سبيل المثال، الدخول في بيئة جديدة، وبالتالي الحصول على تجارب جديدة، يسهل كلا من التحفيز المعرفي والحسي ويجعل العقل مرناً.
الذهاب والعيش في مكان تشعر فيه بالإثارة يمكن أن يساعدك على التقوية الذهنية والعاطفية، ومواجهة الصعوبات في بيئة غير مألوفة، بين الأشخاص الجدد، ويجبرك على التعلم والتكيف مع حياة خارج منطقة الراحة الخاصة بك.
هذا يجعلك أكثر مرونة وصبراً وقوة عاطفياً.
السفر يخفف أعراض الخرف
إن الطبيعة المتنوعة للسياحة تعني أن هناك العديد من الفرص لدمج علاجات لظروف مثل الخرف، نظراً لعدم وجود علاج للخرف، وتكون الرعاية داعمة لمساعدة الأشخاص المصابين بالخرف على التمتع بنوعية حياة أعلى لأطول فترة ممكنة. على سبيل المثال، يمكن أن يوفر التواجد في بيئات جديدة وامتلاك تجارب جديدة تحفيزاً معرفياً وحسياً، وارتباط التمارين بالصحة العقلية والسفر يتضمن نشاطاً بدنياً محسناً، مثل وجوب المشي مسافات طويلة، وغالباً ما تكون أوقات تناول الوجبات مختلفة في العطلة، وعادةً ما تكون علاقات اجتماعية مع العديد من الأشخاص، وقد وُجد أن الوجبات ذات النمط العائلي تؤثر بشكل إيجابي في سلوك تناول مرضى الخرف.
ثم هناك أساسيات مثل الهواء النقي وأشعة الشمس التي تزيد من مستويات فيتامين د والسيروتونين. وكل ما يأتي معاً لتمثيل تجربة سياحية شاملة، يجعل من السهل رؤية كيف يمكن لمرضى الخرف الاستفادة من السياحة كتدخل.
يمكن للسياحة أن تتناول التدخلات غير الدوائية في الأشخاص المصابين بالخرف، ويمكن أن تؤثر السياحة في العديد من العناصر المهمة لدى الشخص السليم والمريض:
السفر يعزز الرفاهية النفسية
إن تأثير «كوفيد-19» في السفر في السنوات الأخيرة أثار تساؤلات حول قيمة السياحة بما يتجاوز نمط الحياة والعوامل الاقتصادية، وثبت أن السياحة تعزز الرفاهية الجسدية والنفسية.
وأكدت دراسات حديثة وجوب أن يكون هناك المزيد من الأبحاث والأدلة التجريبية لمعرفة ما إذا كانت السياحة يمكن أن تصبح أحد التدخلات الطبية لأمراض مختلفة مثل الخرف أو الاكتئاب.
لذا، السياحة لا تتعلق فقط بالسفر والاستمتاع، نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في الدور الذي تلعبه السياحة في المجتمع الحديث.
كيف تجني فوائد السفر؟
مهما كان شكل علاج السفر الذي تختاره، اجعله ذا قيمة.
بعد العودة من السفر
يشجع أطباء النفس الناس على التمسك بجوانب من تجربة السفر أو الإجازة الممتعة، على سبيل المثال، إذا كنت تحب الطعام في باريس، فتعلم كيفية طهي الطعام الفرنسي من أجل إعادة خلق بعض المشاعر التي كانت لديك أثناء إجازتك هناك وإضافة تدخل سلوكي آخر هو تذكر اللحظات الهادئة التي مررت بها في إجازة ومحاولة تذكر ما كان مختلفاً عن حياتك الحالية.
اقرأ أيضاً: احزمي حقائبك.. هذه فوائد السفر وحدك