بخطى ثابتة ووفق خطط مدروسة، تنطلق إمارة الشارقة في المنطقة الشرقية ومن مدينة خورفكان تحديداً، ثقافياً ومعرفياً وفنياً، نحو المستقبل بعد أن أثبتت نفسها في الماضي والحاضر لتضيف منجزات جديدة في هذه المجالات بافتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، «مدرج خورفكان» المسرح المكشوف والأيقونة الفنية كمعلم ثقافي ترفيهي، و«شلال الكهف» المطل على شاطئ خورفكان المميز، ضمن سلسلة مشاريع أمر بها سموه وأشرفت على تنفيذها هيئة تنفيذ المبادرات وتطوير البنى التحتية في إمارة الشارقة «مبادرة» لتعزيز واقع الحراك السياحي والثقافي في المدينة.
افتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي شلال الكهف
أحدث المدرجات المكشوفة في العالم
اشتهرت مدينة خورفكان بطبيعتها الخلابة التي تنوعت بين الشواطئ والجبال والخضرة التي جعلت منها لوحة فنية ممزوجة بالروعة والإبداع، اعتمد أهلها على ما منحتهم الطبيعة من خيرات، حيث عملوا بالزراعة والصيد واشتهروا بالغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وفيها أفضل ميناء من موانئ المنطقة الطبيعية.. فمن زرقة سواحل مياهها لنعومة الرمال المحاطة بأشجار الغاف والسدر والمرخ ومزارع الحمضيات والمانجو والبرتقال ومينائها المطل على خليج عمان، استحقت لقب «عروس الشرق» لتكون أفضل وجهة للباحثين عن جمال الطبيعة.على مساحة بلغت 190 ألف متر قدم مربعة أقيم «مدرج خورفكان» المسرح المكشوف والأيقونة الفنية كمعلم ثقافي ترفيهي يمزج بين الحضارتين الرومانية والإسلامية، كأحد أحدث المدرجات المكشوفة في العالم على الشواطئ الشرقية لإمارة الشارقة والذي يستضيف الفعاليات المنوعة ويتيح لزواره الاستمتاع برؤية الطبيعة من منظور نصف دائري.
خدمات استثنائية للزوار
يحمل المدرج، الذي يقع على جبل السيدة، أحد جبال شاطئ خورفكان المميزة، في بنائه الطابع الروماني ويتضمن 234 واجهة حجرية و295 قوساً عمودياً تضفي عليه أبعاداً هندسية إسلامية وعمقاً تاريخياً يضرب في قدم هذه المدينة الموغل في التأريخ بشكل معماري معاصر من خلال ربطه بالطبيعة والبيئة المحيطة.
يتسع المدرج، الذي يعتبر مكملاً لمسرح المجاز في قلب إمارة الشارقة، لأكثر من 3600 متفرج ويتميز بمواكبته لأحدث الأنظمة التكنولوجية في الإضاءة والصوتيات إضافة لتفرده بتصميم وإنشاء نظام تبريد يمكنه من استضافة أحداث متنوعة طوال أوقات العام، وساحات خارجية واسعة تتيح لاستقبال فعاليات مصاحبة للاحتفالات.
يرتبط المدرج ببهو مميز وخدمات مرافقة بمساحة إجمالية تقدر بـ 75000 قدم مربعة، وتم تزويد البهو بـ 6 مصاعد رئيسية، مقسمة على مدخلين بواقع 3 مصاعد لكل مدخل، لخدمة الزوار وتسهيل تنقلهم بين جنبات وأروقة المدرج، كما تتمتع بجاهزيتها لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وتضمن سهولة وصولهم إلى أجزاء كبيرة من المدرج.
طبيعة خلابة
ولا ينافس المدرج في سحر جذب زوار مدينة خورفكان سوى «شلال الكهف» المحاذي والمطل عليه في إضافة تجذب أنظارهم، حيث يستمتع الزائر بمشاهدة تدفق مياه الشلال من خلال نوافذ من قمة الكهف إلى أسفل الجبل في إطلالة مبهرة على شاطئ خورفكان الجميل.
تم بناء الشلال من المواد الطبيعية الحجرية المستقطعة من الجبل ليتخذ شكل الكهف الطبيعي على حافة الجبل المطل على كورنيش خورفكان بارتفاع 34 متراً عن مستوى سطح البحر وطول 45 متراً وعرض 11 متراً، تقدر كمية المياه المستخدمة فيه 1500 متر مكعب ويعتبر من المشاريع المميزة على مستوى المنطقة لما يحتويه من عناصر طبيعية خلابة تم دمجها لتشكل تحفة معمارية بإطلالة رائعة تعكس المستوى الحضاري والمعماري الجميل الذي تتميز به المدينة.
مرافق مزودة بأحدث التقنيات
كما يضم مبنى الكهف مطعماً ومقهى يتسع لأكثر من 80 زائراً، وجلسات خارجية تتسع لأكثر من 30 زائراً آخرين وغرفة خدمات، ومرافق أخرى لخدمة الزوار، وتم تزويده بأحدث التقنيات التي يمكن استخدامها للأغراض السياحية أو المهنية، كما تم تجهيزه لعقد الاجتماعات و الجلسات الحوارية وخدمة زوار مدرج خورفكان من خلال ربطه بالمدرج عن طريق مصاعد وممشى يتيح للزوار الاستمتاع بالمرفقين معاً.
* تصوير: السيد رمضان
اقرأ أيضًا: عودة للزمن الجميل في سوق خورفكان القديم