تستأثر دلالات الألوان بالكثير من الدراسات في مجال علم النفس لجهة تأثيرها في المزاج وفي سلوك الفرد، ما أدّى إلى استخدام علم الألوان في مجال التسويق وفي العلاج النفسي.
وتماهياً مع هذا البعد، نظم مركز «زووم المعرفة للاستشارات الإدارية» ورشة حول «الألوان في القرآن الكريم وكيفية تأثير الألوان في تفكيرنا وسبل استخدامها في الصحة الجسدية والنفسية» قدمّها المستشار النفسي والخبير في علم تحليل الشخصيات رامي بن ذياب.
ينطلق من فلسفته للألوان باعتبارها «لغة بلا أحرف ولغة عالمية والإنسان يحتاج إلى فهم الألوان ليجعل من حياته شيئاً له طعم وإلا أصبحت الحياة رتيبة وباردة».
يشير إلى أن الألوان قد ورد ذكرها في القرآن الكريم حيث جاء في سورة البقرة آية 69: «صفراء فاقع لونها تسّر الناظرين» وجاء ذكر اللون الأخضر: «متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان» (سورة الرحمن76) كما جاء ذكر الألوان الأحمر، الأسود والأبيض: «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود» (سورة فاطر27).
فكيف يمكن استخدام الألوان للعلاج؟
في هذا الصدد، يؤكد بن ذياب أن «لكل لون معنى وكل لون يعطي إحساساً مختلفاً عن بقيّة الألوان».
ويوضح «الهالات هي إشعاعات تصدر من جسم الإنسان وهي عبارة عن شحنات كهروبيولوجية ذات ألوان تبدأ من اللون الأحمر وتتدرج حتى تنتهي باللون الأزرق الغامق».
ويمكن للهالة أن تكشف عن المرض في جسم الإنسان ، حيث يشرح المستشار النفسي «هذه الهالات الضوئية لها دلالات على أنشطة الجسم الحيوية وإصابته بالأمراض المختلفة مثل السرطان أو ضعف القلب وأمراض القولون والبنكرياس وأمراض العيون وخلل الغدد الصماء ، وقد تمكن العلم من تصوير هذه الطاقة واكتشاف إمكانية إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض من خلالها حيث تعكس أي خلل في وظائف الجسم الحيوية عبر استخدام كاميرا لتصوير هذه الطاقة وهي تعرف باسم «كيرليان» وتتدرج الألوان من الأحمر الذي يدل على الحيوية إلى الأزرق الذي يعكس درجة المرض». ولكن ماذا عن تأثيرات الألوان وكيفية تحليل شخصيات الأفراد عبر تماسهم مع لون معيّن؟
يرصد بن ذياب الألوان المفضلة للبعض ويحلّل الصفات الشخصية للفرد تبعاً للونه المفضل:
اللون الأبيض: الشخصية العاقلة
فالشخصية التي تحب اللون الأبيض وتفضله هي شخصية متزنة عاقلة لا يقف في وجهها شيء كما أنها شخصية محبوبة للطفها وعذوبتها وأدبها. لا تعاني المشكلات وتهوى تعدد الصداقات ومعظمها صداقات ناجحة.
اللون الأسود: الشخصية الغامضة
الشخصية التي تفضل الأسود هي شخصية غامضة ومنطوية على نفسها ومتكلفة للغاية. وعلى الرغم من ذلك، فهي تحاول أن تضفي الحيوية على حياتها ووجودها بكل ما أوتيت من قوة.
اللون الأزرق: البرودة
يتسم من يفضل هذا اللون بشخصية جادة حساسة محافظة، تراعي ضميرها في المقام الأول ويعتبر هذا اللون رمزاً للمعاني المطلقة، وهو يشير إلى حب الحياة.
وإذ يتوقف عند دلالات الألوان الأخرى، يلفت بن ذياب إلى التأثيرات النفسية والجسدية لكل لون على حدة:
اللون الأبيض: يدخل مشاعر الهدوء والسلام والطمأنينة على الأفراد لذلك إن كنت في موقف يقودك إلى الغضب، حاول النظر إلى أي شيء لونه أبيض من 3 إلى 5 دقائق لتجد نفسك وقد سيطرت عليك مشاعر الهدوء.
اللون الأسود: يعطي شعوراً بالهيبة والرهبة ، وأكدّت بعض الأبحاث أن الأفراد الذين يفضلون الأسود يميلون دوماً إلى الانطواء.
اللون النيلي: يساعد على التأمل والتفكير والإبداع وبالأخص في حالات العصف الذهني كما يسهم في التواصل الداخلي.
اللون الأزرق: يعتبر مهدئاً للأفراد العصبيين حيث يعمل على السيطرة على مشاعر العدوانية والغضب وله أثر إيجابي في عمل القلب والرئتين وينصح باستخدامه لمرضى الربو والقلب وعلاج الحمى وآلام المفاصل والضغط العالي. وفي حال كانت غرفة نوم الأطفال باللون الأزرق، فهذا يساعدهم على الهدوء وسرعة النوم.
اللون الأخضر: هو لون الحياة ومن أكثر الألوان التي تهدئ النفس وتزود الفرد بالأمل ويرتبط بالأماكن الواسعة والخضرة والنباتات ويفيد من يعاني الاكتئاب والإحباط ، كما يساعد في حالات اختلال النظر وألم الرأس وتعب العينين ويعالج ضغط الدم وأمراض القلب.
اللون الأصفر: يرتبط بأشعة الشمس ويعمل على زيادة مشاعر الفرح والسعادة وينشط المخ ويمكن ارتداؤه عند الإصابة بالتوتر العصبي. وصحياً، يؤثر تأثيراً إيجابياً في عمل الكبد والطحال والبنكرياس والغدة الدرقية والشعب ويقوي الجهاز العضلي والعصبي للجسم.
اللون البرتقالي: يحفّز على النشاط العقلي و يعتبر مضاداً للإحساس لكافة المشاعر السوداوية كونه يؤثر في التركيبة البيوكيميائية للجسم.
اللون البنفسجي: يساعد هذا اللون على الإبداع كونه يسهم في وصول الفرد إلى الأفكار العميقة كما يغذي مراكز الفهم في المخ ويستخدم كمهدئ للمصابين بأمراض عصبية ونفسية.
اللون الأحمر: يؤثر في الأكزيما والحروق ، ولكن يجب الحذر من هذا اللون في حال كان لدى الفرد استعداد للإصابة بالضغط المرتفع أو كان سريع الانفعال.
يتوقف المستشار النفسي بن ذياب عند لعبة القبعات الست حيث لكل طريقة تفكير لون قبعة ، يوضح «القبعات الست عبارة عن مناطق للتفكير حسب ظروف ونفسية المفكر، فمنهم من يفكر بالخوف ومنهم من يوجه الناس ومنهم من يعطيك حقائق عن الأمر».
ويصنف أنماط التفكير تبعاً للون القبعة: