أحياناً تظل بعض التجارب النفسية السيئة تلاحقنا مهما تقدمنا في العمر، وقد يأتي علينا وقتٌ نظن فيه أننا قد تغلبنا عليها ووضعناها طي النسيان، إلا أننا نُفاجأ وبدون أية مُقدمات بأنها لا تزال حيّة في وجداننا وكأنها حدثت بالأمس، نجدها تطل برأسها حين لا نتوقعها البتة فنحني رؤوسنا متسائلين متى تتلاشى تلك الذكريات وترحل عن أذهاننا إلى الأبد حتى نحصل أخيراً على بعض السلام؟
تعرفوا مع «كل الأسرة» إلى 5 طرق تستطيعون من خلالها التغلب على بعض الذكريات المؤلمة التي تلاحقكم من آنٍ لآخر.
حدد المُسببات وابتعد عنها
حاول أن تحدد الأسباب التي تدفعك للتفكير في ذكرياتك المؤلمة أو تدفعها إلى أن تطفو على السطح وتتبادر إلى ذهنك. ربما تكون العُزلة الاجتماعية أو شعورك بالوحدة أحياناً، وقد يكون شخص معين هو من يُذكرك بالشخص الذي يرتبط في ذهنك بتلك الذكرى، أو من الممكن أن تكون الطريقة التي يتعامل بها معك أحد الأشخاص الموجودين في حياتك. أياً كان السبب الذي تصل إلى معرفته، حاول أن تتفاداه وأن تمرن نفسك على استخدام بعض تقنيات تهدئة الذات حتى تتمكن من درء هذا الشعور واستعادة توازنك العاطفي وعدم السماح لأفكارك بالتحكم في مشاعرك.
كن واعياً لأفكارك ومشاعرك
أحياناً لا ننتبه إلى الأفكار والخواطر التي تجول بأذهاننا ونتركها بلا قصد تسيطر علينا وتتحكم في مشاعرنا، وخاصةً إذا كانت أفكاراً سلبيةً تشدنا إلى أسفل. من المهم للغاية أن نوجه أفكارنا بطريقةٍ إيجابية وأن نذكر أنفسنا بأن الأمر الذي حدث – أياً كان – لم يكن من اختيارنا وأننا غير مسؤولين عن التجارب السيئة التي حدثت لنا في مرحلة الطفولة، حتى نتجنب الوقوع في خانة الشعور الخاطئ بالذنب.
تجنب تدوين مذكراتك
غير منصوح في هذه الحالة أن تقوم بكتابة مذكراتك لأن هذا قد يزيد الأمر تعقيداً! فالكثير من الناس لا يعرفون الطريقة الصحيحة لتدوين مذكراتهم، وبالتالي قد يشعرون بأنهم في حالٍ أسوأ بعد الانتهاء من الكتابة، لأنها تجعلهم يعاودون معايشة الألم من جديد وتذكُّر شعورهم آنذاك بالتفصيل. فعلى العكس من ذلك، كي تؤدي عملية تدوين المذكرات مهمتها وتُشعرك بالارتياح وتخطي الأمر الذي يحزنك، عليك عند استرجاع اللحظة، أن تفكر لماذا شعرت بذاك الشعور أو الأسباب التي دفعتك لهذا الشعور، وليس كيف شعرت أو بماذا أحسست.
لا تقع في فخ جلد الذات
كثيراً ما يظن بعض الأشخاص الذين تعرضوا للإساءة أو الظلم، خاصةً من آبائهم أو أمهاتهم، أن الخطأ يقع عليهم وأنهم تسببوا بشكلٍ أو بآخر في حدوث تلك التجارب المؤلمة لهم، أو أنهم ربما لم يكونوا جديرين بالحب والاهتمام، إلا أن هذا الأمر عارٍ تماماً من الصحة كما أشرنا من قبل. لذلك ينصح خبراء علم النفس بتجنب لوم الذات، وإخبار نفسك بأنك تستحق الحب والاهتمام، ويؤكدون أن تركيزك على الأمور الإيجابية التي تحبها وتفتخر بها في شخصيتك؛ مثل صفاتك الجيدة أو موهبة معينة تمتلكها أو أي شيء آخر يجعلك سعيداً .. أن تكون من أنت عليه اليوم هي إحدى الطرق الناجحة التي ستساعدك على إسكات ذلك الصوت الناقد أو اللائم الموجود بداخلك.
هل تعرضت لتجارب مؤلمة في طفولتك؟
اقرأ أيضًا: 3 حقائق مثيرة عن الذاكرة