20 نوفمبر 2025

كيف تساعدين طفلك في الواجبات المدرسية دون «معارك»؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

الواجبات المدرسية، واحد من الهموم التي تثقل كاهل الأهل طوال العام الدراسي، والمشكلة أن في عالمنا العربي قد تعلّم الطفل أن بإمكانه الاعتماد على أبويه، بخاصة الأم، في حلّ الواجبات المدرسية، وهذا ما نراه في أحد المنشورات الطريفة على موقع التواصل لأم تقوم بحلّ الواجبات المدرسية وحدها، والطفل يشاهد التلفاز، وكان أحد أطرف التعليقات على هذه الصورة «نتمنى لك النجاح أيتها الأم!!».

نعلم أن الواجبات المدرسية ضرورية، حتى لو تطلبت، أحياناً، الكثير من الوقت والجهد، من الأطفال والآباء. ومع أن هذه المهمة تتطلب وقتاً، وتنظيماً، وانتباهاً، وصبراً، لكن هل تعلمين أيتها الأم أن من الممكن دعم طفلك بفعالية في واجباته المدرسية، من دون ضغوط، وبمتعة؟ نعم، هذا ما يؤكده بعض المعلمون السابقون، وخبراء التربية الذين يقدمون لك النصائح الهامة التالية:

مجلة كل الأسرة

1- وفّري له بيئة منتظمة وهادئة

في الواقع، يجب أن تبدئي بتوفير بيئة منتظمة وهادئة، أي وضع روتين تحترمينه قدر الإمكان، كل مساء، وخصصي ساعة محدّدة للواجبات المدرسية. إن وضع روتين لا ينشئ عادة لك، ولطفلك، فحسب، بل يمنحه أيضاً الطمأنينة. إذ يحب الأطفال الروتين ومعرفة ما ينتظرهم، وهذا يقلّل من توتر طفلك، ويسمح له بتصوّر جدوله المسائي طوال اليوم. كذلك، إذا جعلته يؤدي واجباته المدرسية في مكان هادئ، مثل غرفة نومه أو مكتب، حيث يمكنه العمل بمفرده وتجنب التحفيز، فسيكون لذلك تأثير إيجابي فيه، حيث لن يكون قادراً على الهدوء فحسب، بل سيتمكن أيضاً من التركيز بشكل أكبر على إنجاز واجباته، من دون تشتيت، أو ضوضاء، أو إضاعة للوقت.

2- عززي استقلاليته

مع وجودك لدعم طفلك، وإظهار أنك ستكونين دائماً موجودة للإجابة عن أسئلته عند الحاجة، فإن تعزيز استقلاليته يُسهم أيضاً في توفير دعم جيد يعزز أداءه لواجباته المدرسية. إن تشجيعه على قراءة الأسئلة بنفسه، وتطوير استراتيجيات التعلم والمراجعة الخاصة به،يساعده على تنمية ثقته بنفسه. وهذا يُظهر له قدرته على إنجاز واجباته بشكل مستقل. وبالطبع، القليل من المساعدة لا يضر، ولكن كلما حاول طفلك أداء واجباته المدرسية بشكل مستقل، وزادت ثقته بنفسه، زاد فخره بنفسه، حينذاك سيعتمد على نفسه، ويكون قدوة لزملائه، وأصدقائه.

مجلة كل الأسرة

3- حافظي على شخصية المحب

نعلم أن بعض الأطفال لا يرغبون في أداء واجباتهم المدرسية، أو أن المهمة تبدو صعبة للغاية، ولكن تجنّبي المواجهة مع طفلك. قدّري جهوده، وقدرته على إكمال واجباته المدرسية، وخذي فترات راحة عند الحاجة، وادعميه في إنجاز المهمة، وقسّميها إلى أجزاء متتالية، واستخدمي طرق تعليم متنوعة لجعلها ممتعة. على سبيل المثال، مارسي معه التصور الإيجابي، ساعديه على تخيّل أمسيته بعد الانتهاء من الواجب، وساعديه على الشعور بالفخر بنفسه عند إتمامه المهمة بنجاح، ووضّحي له كيفية وضع علامة صح على كل مهمة مُنجزة ليتمكن من رؤية مدى تقدمه. أيضاً، خلال فترات الدراسة، ساعدي طفلك على الدراسة من خلال ممارسة رياضة معه. ارمي كرة له، واطرحي عليه أسئلة في الوقت نفسه، هذا يمكن أن يجعل مهمة الدراسة أكثر متعة، وأقل إرهاقاً له. وإذا كان طفلك من النوع القلق، دعيه يُنجز واجباته المدرسية على درّاجة ثابتة، أو مع كرة ضغط في يده. يمكنه حتى الوقوف، الهام هو أن يشعر طفلك بالراحة والتحفيز عندما يحين وقت أداء واجباته المدرسية.

4- تواصلي مع المعلم

إذا كان طفلك يواجه صعوبات مستمرة في أداء واجباته المدرسية، فلا تتردّدي في التعاون مع معلمه. أخبريه بالوضع، واطلبي منه النصيحة لتحسين مستواه، والحصول على دعمه. تابعي معه. كلما زاد التواصل والمتابعة مع المعلم، زادت سرعة تحديد الأهداف، وسبل إحداث التغييرات ومعالجة الوضع عند الحاجة. بهذه الطريقة، سيدرك طفلك أن معلمه، ووالديه، ليسوا موجودين لإيذائه، بل لأنكم تهتمون بنجاحه.

مجلة كل الأسرة

5- تكيّفي مع طفلك

الأهم هو التكيّف مع طفلك: عمره، وقدرته على إنجاز المهمة، وشخصيته، وأسلوب تعلمه. لن تكون متطلباتكما، كوالدين، هي نفسها لطفل في السابعة من عمره، وطفل في الثالثة عشرة من عمره. كما سيختلف مستوى مساعدتك بناء على عوامل مختلفة. سيحتاج الأطفال الأصغر سنّا بالتأكيد إلى مساعدة أكبر من الأطفال الأكبر منهم. وسيحتاج الأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم، أو ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً، إلى مساعدة أكبر من الأطفال العاديين. ليس لدى جميع للأطفال المزاج، أو أسلوب التعلم نفسه، فيجب مراعاة هذه الجوانب لتعزيز وقت الواجبات المنزلية، وجعلها تجربة إيجابية. وسيكون البعض أكثر اجتهاداً من غيرهم. كما سيحتاج البعض إلى ساعة توقيت لإدارة الوقت. وسيحتاج البعض إلى جدول لإنشاء الرسوم البيانية، لأنها أكثر بصرية. لذلك، لا توجد طريقة واحدة نوصي بها. الهام هو تحقيق الهدف نفسه، حتى لو اختلفت الوسيلة.

مراجعة سريعة

أخيراً، بينما قد يعتقد البعض أن «معركة» الواجبات المنزلية تظل مستمرة، ولا تنتهي، إلا أن بأيديكما أنتما، أيها الوالدان، أن تنيرا ضوءاً في نهاية النفق. ويتطلب الأمر وقتاً، وصبراً، ومثابرة، وتشجيعاً، ولطفاً، وتكيفاً. كونا أقل تطلّباً من أطفالكما، ومن نفسيكما. واستمروا في العمل الجيد أيها الأهل!

اقرئي أيضاً: كيف تكتشف صعوبات التعلّم لدى طفلك؟