إذا بدا طفلك يبكي أكثر من المعتاد، حتى لو كانت الأمور تافهة، فقد يكون من النوع شديد الحساسية وراثياً. ويتميّز الأطفال شديدو الحساسية باستجابة أكبر لبيئتهم، ودقة إدراك عالية، وسهولة تأثرهم.
تختلف تربية طفلك شديد الحساسية عن تربية الأطفال الآخرين، وغالباً ما يرى الأهل هذه السّمة في طفلهم على أنها ميزة إيجابية، ولكن...
تعريف الطفل شديد الحساسية
يُعتبر نحو 20% من الأطفال شديدي الحساسية، وفقاً لعالمة النفس الباحثة إيلين آرون، التي أسهم كتابها «الشخص شديد الحساسية» في شيوع هذا المصطلح. ويولد الأطفال شديدو الحساسية بجهاز عصبي أكثر وعياً، وسرعة في الاستجابة لكل شيء. وهذه الحساسية الحسية تجعلهم أكثر حساسية من غيرهم.
هل لديك طفل شديد الحساسية؟
إذا كان طفلك شديد الحساسية، فمن المرجح أن تبدأ بملاحظة علاماته عندما يبلغ من العمر 3 إلى 4 سنوات. وفي عمر السادسة أو السابعة، قد تخف حساسية طفلك قليلاً، عندما يدرك أن الأطفال الآخرين لا يرغبون في اللعب معه إذا كان يبكي.
فإذا أظهر طفلك أيّاً من السّمات التالية، فقد يكون شديد الحساسية:
- يفزع بسهولة
- لا يحب المفاجآت
- يشكو من احتكاك الملابس أو تهيّج جلده
- حساس للروائح غير العادية
- يطرح الكثير من الأسئلة
- لا يتفاعل جيداً مع التغييرات الكبيرة
- يؤدي بشكل أفضل عندما لا يكون هناك غرباء
كيف تفهم مزاج طفلك؟
عندما تفهم تماماً مزاج طفلك الحساس، ستندهش ممّا يمكنه إنجازه:
- الأطفال شديدو الحساسية يكوّنون صداقات رائعة، لأنهم يلتقطون الإشارات غير اللفظية، والاحتياجات غير المعلنة للآخرين، ويكونون قادرين على الشعور بالتعاطف العميق.
- لأنهم شديدو الملاحظة، يلاحظ الأطفال شديدو الحساسية التغييرات في بيئتهم، وفي الأفراد من حولهم.
- بما أنهم فضوليون تجاه الآخرين ومحيطهم، فإن ذلك يعني أن طفلك على الأرجح لديه اهتمامات متنوعة، ويستمتع بالتعلم، ويمكن أن يكون محاوراً بارعاً.
- كما يميل الأطفال ذوو الحساسية العالية إلى حب الأنشطة الإبداعية، مثل الفن، والموسيقى، والرقص، ومونتاج الفيديو، والتصميم، والأزياء.
ولكن، في المقابل، يمكن أن تُشكل هذه السّمات نفسها تحدّيات لطفلك شديد الحساسية:
- يكون أكثر حساسية للنبرة القاسية للغاية، وقد يشعر بالرفض بسهولة أكبر.
- قد يُركز بشكل مفرط على تفصيل ما في محاولة لإتقانه، في محاولة منه للوصول إلى التفكير المثالي.
- قد يتجنب نشاطاً ما إذا شعر بأنه قد يكون تحدّياً كبيراً له، أو إذا اعتقد أن خطر الفشل كبير جداً.
- لذلك، يحتاج إلى الكثير من وقتك واهتمامك.
كيف يمكنك مساعدة طفلك شديد الحساسية؟
مفتاح تربية طفل حساس هو تعليمه أفضل طرق التفاعل. ويجب ألا تكون توقعاتك للإنجاز الأكاديمي، والتفاعل الاجتماعي، والنمو والتقدم الصحي، هي نفسها مع الطالب التقليدي. بدلاً من ذلك، فكّر في هذه الاستراتيجيات:
- أن تنظر إلى حساسية طفلك على أنها «موهبة»، بدلاً من النظر إليها على أنها «عيب». إذ يُعتقد أن بعض المفكرين العظماء
- كارل يونغ، جوزيف كامبل، أبراهام لينكولن، وإليانور روزفلت
- كانوا شديدي الحساسية.
- تعاون مع طفلك ليتعرّف إلى محفزاته، فيساعده ذلك على تجنبها، وزوده بالأدوات التي يحتاج إليها للتأقلم عندما يشعر بالإرهاق. يمكن أن يكون الأخصائيون مفيدين في هذه العملية.
- درّب نفسك على رؤية نقاط قوة طفلك أولاً، فهذا يساعدك على مواجهة تحدّياته.
- تقبّل حساسية طفلك الشديدة كجزء من رحلتكما المشتركة في الحياة. فأحياناً، لا يمكنك تعليمه أو تدريبه على أن يكون أقلّ حساسية.
- هيئ مساحات هادئة في المنزل حيث يمكن لطفلك الاسترخاء مع أشيائه المفضلة، بعد قضاء وقت ممتع في بيئات قد تكون مزدحمة، ومرهقة.
- التأديب اللطيف له أثر كبير في طفلك شديد الحساسية، مثل القدرة على منح طفلك إطاراً لطيفاً، وحدوداً واضحة مع الاحترام.
- ينجذب الأطفال شديدو الحساسية إلى أطفال آخرين مثلهم، لذا فإن قضاء بعض الوقت مع أطفال آخرين شديدي الحساسية يتيح لهم فرصاً للتواصل، وتكوين صداقات.
اقرأ أيضاً: كيف تجعل طفلك يتغلب على خجله؟