
في عصر الذكاء الاصطناعي.. 5 نصائح ذهبية للآباء لضمان تعليم رقمي فعّال للأبناء

مع تزايد اعتماد المدارس والطلبة على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، كثيراً ما يطرح السؤال حول دور الأهل، حيث تتطلب الأدوات الرقمية إشرافاً ومتابعة لضمان الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في التعليم الرقمي.
من هذا المنطلق، تقدم دراسة حديثة أجرتها «باور سكول»، بالتعاون مع مؤسسة «يوجوف» المتخصصة في الأبحاث واستطلاعات الرأي، رؤى هامّة حول كيفية تفاعل المعلمين مع الذكاء الاصطناعي، وتُبرز في الوقت ذاته مجموعة من النصائح التربوية لأولياء الأمور، حيث تضمنت الدراسة استبياناً شمل أكثر من 300 معلم، في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، أشار فيها 90% من المشاركين في الإمارات إلى ضرورة اعتماد منهجية تعليم أكثر تخصيصاً لتلبية الاحتياجات المتنوعة للطلبة، في الوقت الحالي. كما أكدّ 85% من المشاركين في الاستبيان بالإمارات أن «أدوات الذكاء الاصطناعي تسهم في الارتقاء بطريقة عملهم من خلال مساعدتهم على أداء مهامّهم اليومية».
والسؤال: كيف يكون الأهل والكادر التعليمي شركاء فعليين في مواكبة هذا التحول، وفي نجاح العملية التعليمية في بُعدها التكنولوجي؟

في هذا السياق، يؤكد فادي عبدالخالق، نائب الرئيس والمدير العام لباورسكول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن «الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً هامّاً في تمكين اعتماد منهجية تعليم مخصّصة، تتيح للطلبة إتقان كل موضوع بشكل كامل، قبل الانتقال إلى الموضوع التالي، ما يعزز التكافؤ بين الطلبة في مختلف المراحل. كما تتيح أدوات التقييم القائمة على الذكاء الاصطناعي إمكانية تخصيص الاختبارات لتناسب المستوى الدراسي لكل طالب، ما يضمن توافق الاختبارات التقييمية مع الحاجات الفريدة للطلبة».
ولا تقتصر فائدة هذه الأدوات على الطلبة، بل تتيح للمعلمين توفير الوقت اللازم لإنجاز المهام الإدارية، مثل تخطيط الدروس، وتقييم الاختبارات، ما يسمح لهم بالتركيز على تقديم تعليم عالي الجودة، ويسهم في الحدّ من الإرهاق، كما يشير عبدالخالق، مؤكداً أن الوعي يزداد بـ«ضرورة توافق التعلم الأكاديمي مع المسارات المهنية والمهارات المطلوبة في الحياة العملية، لا سيما في ضوء تطور النظام التعليمي».

ويلفت فادي عبد الخالق إلى أنّ بعض الشركات، ومنها باور سكول، تسهم في ردم الفجوة الرقمية من خلال تزويد الطلبة، والمعلمين، والعائلات، بالوصول إلى الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ما يتيح إمكانية التعلم المخصص، واستكشاف آفاق فرص العمل، إذ «يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز هذا التحول من خلال ردم الفجوة بين التعليم والقوة العاملة، ويساعد الطلبة على تحديد المهارات والشهادات اللازمة في الوظائف المطلوبة في سوق العمل، ما يتيح لهم اختيار مسيرة مهنية مُرضية تواكب تطلعات المستقبل».
ولكن مع ازدياد اعتماد الأطفال على التكنولوجيا في التعليم، لم يعد دور أولياء الأمور يقتصر على الإشراف التقليدي، بل تطوّر ليشمل الشراكة الكاملة في بناء بيئة تعليمية متوازنة.

ومن هذا المنطلق، يزوّدنا فادي عبد الخالق بخمس نصائح ذهبية لمواكبة التغيّرات في مجال التعليم الرقمي تساعد الآباء على التعامل الفعّال، مع تزايد اعتماد أطفالهم على التكنولوجيا في التعليم:
1. كن مطّلعاً على الأدوات التي يستخدمها طفلك
«مع ازدياد أهمية دور التكنولوجيا في التعليم، يتعيّن على أولياء الأمور أن يبقوا مطّلعين على طبيعة استخدام أطفالهم للأدوات الرقمية، لا سيما وأن فرصة نجاح الأطفال تزداد عندما تكون عائلاتهم متابعة بشكلٍ فعّال لعملية التعليم. ويساعد الذكاء الاصطناعي أولياء الأمور على الاطلاع على الواجبات المدرسية لأطفالهم، ومراقبة الحضور، وتتبّع التقدم العام من خلال عملية مبسّطة وسلسة. وتوفر هذه الأدوات وصولاً سهلاً إلى المعلومات المتعلقة بالوظائف والدرجات والأنشطة».
2. حافظ على تواصل مستمر مع المعلمين
«التواصل المنتظم مع المعلمين والإداريين يعزز فهم الأسرة لاحتياجات الطفل التعليمية، ويتيح تدارك أيّ تحدّيات قد تواجهه. فالتواصل الفعّال يتيح للأهل طرح الأسئلة، ومناقشة التحّديات، ويسهم في بناء بيئة تعليمية متكاملة ومحفّزة، وإرساء منهجية تعاونية لتعليم الأطفال، وكذلك تلقّي الملاحظات، ومناقشة سبل تعزيز النمو الأكاديمي لأطفالهم. فمن خلال المشاركة الفعالة، يضمن أولياء الأمور أن التكنولوجيا تؤدي دوراً إيجابياً وفعالاً في العملية التعليمية للأطفال. ويمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تسهيل المهام الإدارية، وإفساح المجال أمام المعلمين للتركيز على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى الطلبة، وتعزيز الإبداع والتفكير النقدي لديهم».
3. المشاركة النشطة في متابعة التعلم مع «رقابة»
يدعو عبد الخالق إلى تشجيع الأطفال على استخدام أدوات التعلم العملي، ودعم توجيههم نحو التحليل العميق والمنهجية، لكون «الذكاء الاصطناعي يقدّم رؤى قيّمة حول أنماط التعلم لدى الطلبة، من خلال تحليل البيانات الفردية لكل طالب، ومستوى الصف الدراسي. وتسهم هذه الملاحظات المخصصة في توجيه عملية التعليم، واقتراح طرق لتحسين نتائج الطلبة، كما يوفر فرصة التعلم العملي من خلال جلسات المحاكاة التفاعلية، والمختبرات الافتراضية، والألعاب التعليمية، والتي تتكامل مع طرائق التعليم التقليدية لتعزيز حب المعرفة، والاستكشاف، والتفكير النقدي المعمّق لدى الطلبة».
وفي الوقت نفسه، يحذّر من الاستخدام المفرط، أو غير المنضبط للتكنولوجيا، إذ «قد يؤدي إلى آثار سلبية، مثل العزلة، أو ضعف المهارات الاجتماعية. فتقنية الذكاء الاصطناعي قد تبسّط الوصول إلى المعلومة، لكنها لا تغني عن التفاعل الإنساني والتوجيه الأسري».

4. شجّع على التوازن بين التكنولوجيا والأنشطة الواقعية
«الجمع بين التعليم التكنولوجي والتجارب الواقعية، يغذي الإبداع، ويعزّز مهارات التواصل، ويمنح الطفل أدوات التفكير النقدي والتفاعل السليم مع البيئة. إذ تحظى مهارات التفكير النقدي ومعالجة المشكلات بأهمية محورية في جميع المواد، فهي تؤثر في قدرة الطالب على التركيز ومعالجة المعلومات، وتحليلها، وينبغي أن تتوازن حياة الطفل بين التعلم الرقمي والتجارب الواقعية، مثل اللعب، والأنشطة اليدوية، والقراءة التقليدية. هذه الأنشطة تغذي المهارات العاطفية والاجتماعية التي لا يمكن أن تُعززها الشاشة وحدها».
5. علّم طفلك مهارات الأمان الرقمي والاستخدام المسؤول
يعتمد الذكاء الاصطناعي على التفاعل الذكي مع البيانات. لذا، يدعو فادي عبد الخالق إلى «توعية أبنائنا بمخاطر الإنترنت، وتدعيم سبل حماية بياناتهم الشخصية، وتجنب المحتوى غير الملائم» ويشكّل هذا النوع من التوجيه ما يُعرف بـ«المواطنة الرقمية»، ما يسهم في بناء جيل أكثر وعياً وانضباطاً في استخدام التقنية.