«مركز العائلة» يوفر الحماية.. كيف تراقب هاتف أبنائك دون انتهاك خصوصيتهم؟

ممارسات ذكية بات يتبعها الآباء والأمهات لحماية أبنائهم من الأخطار التي قد يتعرضون لها خلال استخدامهم المنصات الرقمية، من المحتوى غير اللائق، وصولاً إلى محاولات الاستغلال أو بناء علاقات افتراضية مريبة. هذه الممارسات مبنية على التفاهم والحوار، بحيث تخلق بيئة من الثقة تسمح للأبناء بمشاركة ما يواجهونه دون خوف أو تردد، لمواجهة سلوكيات قد تضر بنمو الطفل النفسي والاجتماعي إذا لم تُواكبها رقابة تربوية واعية.
ولتحقيق هذا التوازن، لا بد أن يطوّر الآباء فهماً أعمق لطبيعة هذه التطبيقات وآلياتها الخفية، وأن يتعاملوا معها ليس كأعداء، بل كوسائل تحتاج إلى التوجيه والإشراف. كما أن الحوار المستمر وتحديد الحدود الرقمية بوضوح يمنحان الأبناء إحساساً بالمسؤولية، ويعززان وعيهم الرقمي بشكل تدريجي وطبيعي، وبالتعاون مع إدارات منصات التواصل الاجتماعي، عبر مبادرات لحماية أفراد العائلة وتعزيز الرقابة على الأبناء.

فمن جهتها أعلنت منصة «سناب شات» إطلاق نسخة محدثة وأكثر شمولاً من «مركز العائلة» تهدف إلى تعزيز السلامة الرقمية ومساعدة الآباء والأوصياء على متابعة استخدام أبنائهم للتطبيق بشكل آمن وواعٍ. التحديث الجديد لا يقتصر فقط على أدوات تقنية، بل يشمل أيضاً موارد معرفية وأدلة مبسطة تساعد العائلات على فهم بيئة «سناب شات»، وطرق التفاعل الآمن داخلها، دون التعدي على خصوصية الأبناء.
في ظل الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل ، يأتي هذا التحديث كجزء من مسؤولية جماعية لحماية الأجيال الجديدة من مخاطر الإنترنت، مثل التنمر الإلكتروني، أو الاستغلال، أو التعرض لمحتوى غير مناسب.

إعادة إطلاق مركز العائلة بنسخة شاملة
صممت النسخة المحدثة من «مركز العائلة» خصيصاً لتعزيز أمان المستخدمين الصغار على المنصة، وتوفير تجربة أكثر ثقة ووعياً للأسر. وتأتي هذه النسخة الجديدة أكثر شمولاً من سابقتها، إذ توفر أدوات عملية وموارد معرفية ميسّرة تساعد الآباء والأبناء على استخدام التطبيق بشكل آمن ومسؤول في ظل التطورات المتسارعة في البيئة الرقمية.
أدوات تحكم مرنة تحفظ التوازن بين الأمان والخصوصية
من أبرز مزايا «مركز العائلة» الجديد أنه يُمكّن أولياء الأمور من معرفة الجهات التي يتواصل معها الأبناء دون الاطلاع على مضمون المحادثات، ما يعزز فكرة الرقابة الواعية دون اختراق خصوصية الأبناء. ويهدف هذا التوجه إلى تحقيق توازن دقيق بين حماية المراهقين من الأخطار الرقمية، واحترام استقلالهم الشخصي في العالم الرقمي.

محتوى إرشادي مبسط ولغة أكثر شمولاً
بهدف تأكيد دور العائلة الكامل، تم تغيير اسم المنصة من «موقع الآباء» إلى «مركز العائلة»، وهو ما يعكس لغة أكثر شمولاً وتشاركية في المسؤولية الرقمية. المنصة توفر إرشادات مبسطة، وأقساماً واضحة تسهّل فهم استخدام التطبيق، كما تحتوي على قسم للأسئلة الشائعة، وشروحات تفصيلية لكل ميزة داخل التطبيق، إلى جانب نصائح عملية قابلة للتنزيل كانت سابقاً متوفرة فقط في الفعاليات الحضورية لـ«سناب شات».
جلسات تعليمية وتعاون مؤسسي واسع
استضافت «سناب شات» جلسة تعليمية بالتعاون مع هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وبمشاركة هالة كاظم، مدربة علوم الحياة، وشملت هذه الجلسة أولياء الأمور وصنّاع المحتوى والإعلاميين. وأشارت فاطمة الملحي، مديرة المشاريع الخاصة في الهيئة، إلى أن حماية الأطفال رقمياً تتطلب تعاوناً مستمراً ومسؤولية جماعية، فيما شددت شركة «سناب» على التزامها العميق بتصميم تجربة تراعي الخصوصية، وتقدّم أدوات تساعد الأسر على اتخاذ قرارات مناسبة تتماشى مع قيمها.
محتوى مرئي ودعم معرفي مستمر
من أبرز التحديثات التي أدخلت على «مركز العائلة» دمج مجموعة من مقاطع الفيديو التعليمية من قناة «سناب» الرسمية على «يوتيوب»، والتي ستُحدث كل ثلاثة أشهر. كما تتوفر مواد قابلة للتنزيل مثل الكتيبات الإرشادية والنصائح التفاعلية التي تساعد الأهل على توجيه أبنائهم بطريقة مبسطة وسهلة التطبيق.
دور وطني فاعل ضمن «ميثاق السلامة الرقمية»
يعكس تطوير مركز العائلة التزام «سناب شات» بالمشاركة الفاعلة في جهود السلامة الرقمية على المستوى الوطني، إذ تم اختيار التطبيق في وقت سابق من هذا العام كعضو مؤسس في ميثاق السلامة الرقمية، وهو إطار شامل أُطلق بقيادة مجلس السلامة الرقمية وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ويضم جهات حكومية ومنصات تكنولوجية، بهدف خلق بيئة رقمية أكثر أماناً لأطفال وشباب الإمارات.

تعاون حكومي مع المنصات الرقمية لحماية العائلات
وفي إطار الجهود المستمرة لحماية الأطفال في الفضاء الرقمي، أكدت فاطمة الملحي، مديرة المشاريع الخاصة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، أهمية تعزيز جودة حياة الأطفال الرقمية كأولوية محورية في عمل الهيئة، وأشارت إلى أن سلامة الأطفال مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً مستمراً بين مختلف الجهات المعنية، سواء كانت مؤسسات حكومية أو منصات رقمية أو أولياء الأمور. ومن هذا المنطلق تعمل الهيئة بشكل وثيق مع «سناب شات» وجميع الأعضاء في ميثاق السلامة الرقمية للطفولة المبكرة، لضمان إيجاد توازن فعّال بين حرية الوصول إلى المعلومات وحماية الأطفال من المخاطر الإلكترونية.
وقالت في حديثها «لكل الأسرة»: «يشكّل تمكين الطلبة وأولياء الأمور من التعامل الآمن مع العالم الرقمي خطوة أساسية نحو بناء مجتمع واعٍ ومتوازن تقنياً. ففي ظل الانفتاح المتزايد على المنصات الرقمية، بات من الضروري تعزيز الوعي الرقمي داخل الأسرة، وتوفير الأدوات والمعرفة التي تساعد الأطفال على تصفح الإنترنت بثقة ومسؤولية. ويتطلب ذلك فتح قنوات حوار صادق ومنتظم بين أفراد العائلة حول ما يواجهه الأبناء في العالم الافتراضي، من تجارب إيجابية أو تحديات سلبية. هذا التواصل المستمر لا يحمي الأطفال فحسب، بل يعزز أيضاً من قدرتهم على اتخاذ قرارات رقمية سليمة، ويقوّي الرابط العائلي القائم على الثقة والدعم».

توفير بيئة توازن بين الحرية الرقمية والمسؤولية
من جانبها، أكدت جواهر عبد الحميد، رئيسة السياسة العامة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «سناب»، أن الخصوصية والسلامة كانتا من الركائز الأساسية التي استندت إليها منصة «سناب شات» منذ نشأتها. وأوضحت أن تصميم المنصة جاء ليعكس التزاماً واضحاً بحماية المستخدمين، خاصة الفئات الأصغر سناً، وأضافت «مهمة «سناب شات» تتمثل في توفير تجربة آمنة للصغار على المنصة، وهي مهمة تتطلب تطوير أدوات مستمرة تستجيب لاحتياجات الأسر والمجتمعات المحلية، وتنسجم مع القيم العائلية والمراحل العمرية للأطفال. فالنسخة المحدثة من «مركز أمان العائلة» تجسد هذا الالتزام، حيث توفّر للعائلات مجموعة من الأدوات الذكية والمرنة، تتيح لهم مراقبة التجربة الرقمية لأبنائهم بطريقة تحترم الخصوصية، وتمنحهم في الوقت نفسه القدرة على اتخاذ قرارات تتوافق مع ما يرونه مناسباً لهم ولأسرهم».
واختتمت حديثها بتأكيد أن «سناب شات» سيواصل العمل على تمكين العائلات في مختلف أنحاء المنطقة، عبر توفير بيئة توازن بين الحرية الرقمية والمسؤولية، وتراعي احتياجات المستخدمين الصغار بوعي واهتمام مستمرين.

كيف نجعل استخدام منصة «تيك توك» أكثر أماناً للمراهقين؟
أما منصة الفيديوهات القصيرة «تيك توك»، فقد نظمت فعالية «أكاديمية العائلة» في دولة الإمارات عام 2025، بمشاركة أولياء الأمور وصناع المحتوى وخبراء السلامة الرقمية. هدفت الفعالية إلى تسليط الضوء على مفاهيم الرفاهية الرقمية، وأدوات السلامة الإلكترونية، وتعزيز العادات الرقمية الإيجابية داخل الأسر، بهدف تمكينهم من التفاعل مع العالم الرقمي بأمان ووعي.

وفي حوار مع إيلونجا مبيانا، رئيس برامج السياسات العامة في «تيك توك» لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا وباكستان وجنوب آسيا، أوضح كيف يمكن أن نجعل TikTok منصة أكثر أماناً لمستخدميه المراهقين، وقال: «بالنسبة لنا، لا يوجد حد نهائي للأمان، بل هو جهد متواصل. لذلك نسعى إلى توفير الأمان للمراهقين أثناء استخدامهم المنصة، مع تعزيز ثقة الآباء في الوقت نفسه باستخدام أبنائهم المراهقين منصة تحرص على سلامتهم. لذا تزود حسابات المراهقين في عمر 13 وما فوق بإجراءات سلامة مدمجة، مثل إعدادات الخصوصية الافتراضية والتفاعلات المقيدة، للمساعدة على خلق مساحة آمنة للتعبير عن الذات».
فريق خاص للإشراف على تدابير السلامة وتطويرها
تعمل «تيك توك» من خلال نهج متكامل يجمع بين السياسات الصارمة، والتكنولوجيا المتقدمة، والإشراف البشري لضمان بيئة آمنة تحترم تنوع المستخدمين ثقافياً وفكرياً. وتُعد إرشادات المجتمع المرجع الأساسي لتحديد المعايير المقبولة للمحتوى المنشور على المنصة.
ذكاء اصطناعي وإشراف بشري
يعتمد الإشراف على المحتوى على مزيج من الذكاء الاصطناعي والمراجعة البشرية، حيث يتم إعطاء الأولوية للمحتوى الذي قد يُصنّف على أنه ضار أو مخالف، للتعامل معه بسرعة وكفاءة. هذا النهج متعدد الطبقات ضروري للحفاظ على تجربة آمنة وشاملة للمستخدمين.
الذكاء الاصطناعي كخط دفاع أول
تُعد أنظمة الذكاء الاصطناعي في «تيك توك» خط الدفاع الأول، حيث تقوم بتصفية ملايين الفيديوهات يومياً، وتحديد المحتوى الذي قد ينتهك السياسات، والإبلاغ عنه تلقائياً. وهو ما يساعد على توسيع نطاق الحماية وضمان الاستجابة الفعالة للمخاطر الرقمية.
تمكين المستخدمين من تجربة آمنة
تسعى المنصة إلى تمكين المستخدمين أنفسهم من تخصيص تجربتهم الرقمية من خلال أدوات الأمان، مثل:
- خاصية «غير مهتم – Not interested»
- خاصية «الإبلاغ – Report»
وهذه الأدوات تتيح للمستخدمين تعديل ما يظهر لهم على صفحة «لك – FYP» بما يتوافق مع تفضيلاتهم واهتماماتهم الشخصية.
شراكات محلية ومعايير متجددة
تعزز «تيك توك» جهودها أيضاً عبر التعاون مع خبراء محليين وهيئات تنظيمية لضمان أن السياسات تتماشى مع السياقات الثقافية والاجتماعية في مختلف الدول. ويتم مراجعة وتحديث معايير الأمان بشكل مستمر لتبقى متوافقة مع التغيرات الرقمية.
فرق سلامة متخصصة حول العالم
تضم «تيك توك» عشرات الآلاف من المتخصصين في فرق السلامة حول العالم، يعملون على مراقبة المحتوى وتطوير السياسات بشكل دائم. الهدف هو خلق مساحة رقمية آمنة تسمح بالتعبير الحر والإبداع، دون المساس بسلامة المستخدمين.
ميزة «الاقتران العائلي» لتشجيع المراهقين على استخدام المنصة باعتدال
إضافة إلى «الاقتران العائلي»، يقدم TikTok العديد من المزايا التي تهدف إلى تشجيع المراهقين على استخدام المنصة باعتدال والاستفادة القصوى منها بشكل إيجابي
- أدوات إدارة الوقت الرقمي، خاصية «Time Away»: تسمح هذه الميزة للآباء بتحديد أوقات معينة لا يمكن للمراهقين فيها استخدام TikTok، مثل أوقات الدراسة أو النوم.
- خاصية «Wind Down»: تقدم هذه الخاصية تذكيراً بعد الساعة 10 مساءً للمراهقين (أقل من 18 عاماً) مع موسيقى هادئة، لتشجيعهم على الاسترخاء والتفكير في وقتهم على المنصة.
- إعدادات الخصوصية الافتراضية: توفر حسابات المراهقين إعدادات خصوصية مسبقة، مثل تقييد التفاعلات، للمساعدة على خلق مساحة آمنة.
- خاصيتا «غير مهتم» و«الإبلاغ»: تمكّن المراهقين من تخصيص المحتوى الذي يرونه على صفحة "لك" والإبلاغ عن أي محتوى يرونه غير مناسب.

تحويل تيك توك إلى منصة للإبداع
بدورها أوضحت الدكتورة جنى بو رسلان، محاضر في علم النفس التربوي وصانعة محتوى، كيفية استخدام تيك توك كأداة إبداعية قوية يمكن للعائلات الاستفادة منها في بناء لحظات مشتركة تعزز التواصل والترابط الأسري.
منصة للتعلّم والتطور
من خلال مجتمعات مثل #LearnOnTikTok، يمكن للأسر تعلم مهارات جديدة بطريقة ممتعة وتفاعلية. كما يقدم موجز STEM محتوى تعليمياً شائقاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ما يمنح العائلات فرصة للاستكشاف والتعلم المشترك.
تشجيع الثقافة والقراءة عبر #BookTok
تُعد تيك توك موطناً لمجتمعات إبداعية نابضة بالحياة، ومن أبرزها #BookTok الذي يجمع محبي الكتب من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك العالم العربي. تجاوز عدد المنشورات على هذا الوسم أكثر من 58 مليون منشور، ما يعكس الشغف الكبير بالمحتوى الثقافي.
دور صناع المحتوى في دعم القراءة
يساهم صناع المحتوى في منطقتنا بنشر توصيات لكتب عربية ومراجعات تفاعلية، ما يعزز حب القراءة بين الجمهور ويعيد تقديم الكتب بأسلوب عصري وجذاب، خاصة لدى فئة الشباب.