21 مايو 2025

نصائح ذهبية لتعليم طفلك الاستماع وعدم مقاطعة الكبار

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

يشتكي بعض الآباء والأمهات من أن طفلهم يقاطعهم، ويتدخل أثناء المحادثات بين الكبار، وهم في حيرة من أمرهم حول كيفية التصرّف في هذه الحالة، فهل يعنفّونه، أم ينصتون له لحين انتهائه من الكلام؟ أم يتجاهلون تصرفه، ولا يُعيرونه انتباهاً؟

تحدّثنا الدكتورة زينب عبد العال، أستاذ علم النفس بجامعة أبوظبي، ومدربة ومستشارة معتمدة في مجال الإرشاد النفسي والأسري، قائلة «إن تعليم الطفل عدم مقاطعة حديث الكبار قد يكون مهمة صعبة، والتحدّي الأساسي يتمثل في أن الأطفال في هذه السّن لا يحسنون إدارة العلاقات بشكل ملائم، ويجب على الآباء والأمّهات عدم نسيان أن طفلهم لم يولد وهو يعرف مظاهر وآداب احترام الآخرين، ولذلك، فإن هنالك حاجة لفهم الخلفية النفسية والذهنية للأطفال، واستيعاب الدوافع التي تجعلهم يقاطعون الآخرين عندما يتحاورون، وأهمية تقويم هذا السلوك في أسرع وقت ممكن، وتعليمهم آداب التعامل».

مجلة كل الأسرة

ما هي الأسباب التي تدفع الطفل إلى مقاطعة الآخرين أثناء الحديث؟

  • تحدث المقاطعة عادة عندما لا يتمكن الطفل من التحكم في رغبته في التحدث: وإذا لم تكن هناك حالة طارئة، فمن المهم مساعدته على تعلّم الانتظار، والسماح للآخرين بإنهاء ما يقولونه، أو يفعلونه، فهذا جزء هام من التواصل الإيجابي، والمحترم، ويساعد الأطفال على الانسجام مع الآخرين.
  • شعور الطفل بالملل: عندما يعاني الفراغ وغياب المحفّزات يبدأ بالبحث عن طريقة لجذب انتباه الآخرين، ولذلك يتجه نحوك، على الرغم من أنه يراك منهمكاً في الحديث.
  • الرغبة في تلبية احتياجاته الشخصية: يرى أن احتياجاته الشخصية لها الأولوية، فيحاول تحقيق ذلك من خلال مقاطعة الكبار في الحديث، ظناً منه أن أولويّاته أهم.
  • الاندفاع: عندما يرغب في إبلاغك شيئاً يعتبره طارئاً، ويكون ليس مستعداً للانتظار، ولكن يمكنك تقويم هذا السلوك بشكل تدريجي.

كيف أعلّم طفلي عدم مقاطعة الآخرين أثناء الحديث؟

تشير د. زينب عبد العال إلى كيفية معالجة هذا السلوك الذي إن زاد عن حدّه أصبح مزعجاً للوالدين «هناك بعض الاستراتيجيات التربوية والفعّالة لتعليم الأطفال كيفية مراقبة وتعديل سلوكهم ذاتياً، والتحكم في رغبتهم في الحديث.

ولكن يجب أن نتذكّر دائماً أنهم مجرّد أطفال، ولا يمكنهم السيطرة على أنفسهم باستمرار، وعلى الوالدين تطبيق بعض هذه النقاط:

  • لعب دور القدوة: الطفل يلاحظ السلوكات التي تحدث حوله، ويميل إلى تقليدها، ونحن الكبار، بشكل عام، أحياناً لا ننتبه إلى أننا بدورنا نعمد إلى مقاطعة حديث الآخرين، ولا ننصت إليهم كما ينبغي، ولذلك، فإن لعبة المتحدث والمستمع يمكن أن تكون مفيدة لكل أفراد العائلة، وليس للصغار فقط.
  • التحلّي بالصبر: تدريب الطفل على السلوكات الإيجابية يتطلب الكثير من الصبر والتكرار، مع التعزيز على ذلك حتى نقوم بترغيب الطفل فيها.
  • استخدام الألعاب: من الطرق الأخرى المفيدة لتعليم طفلك عدم مقاطعة الكبار أثناء الحديث، هي شرح فكرة أنهم عندما يحتاجون إلى قول شيء ما، يمكنهم التوجه نحو دميتهم المفضلة، ومحادثتها، وهذا يساعدهم على تجنب الاندفاع، وفي وقت لاحق عندما يجد الطفل أن والده، أو والدته، قد فرغا من الحديث، يتوجه إليهما لإخبارهما بما يريد.
  • تطبيق لعبة المتحدث والمستمع: إذ يمكن ممارستها بالبطاقات، أو الأوراق، ويتم ذلك من خلال طرح كلمة، أو صورة، أو فكرة، ومنح كل فرد من العائلة دقيقة للتحدث حولها، من دون أن يقاطعه أي شخص، ويمكن استعمال ساعة التوقيت من أجل احتساب الوقت، فيما يلتزم الحاضرون بالاستماع، وعدم المقاطعة، إلى أن يحين دورهم في الكلام.

ولتعلمي أيتها الأم أن سلوك الطفل بالمقاطعة للكلام وحب التحدث أمام الآخرين، سببه البحث عن الاهتمام، والرغبة في أن يشارك هو أيضاً أطراف الحديث...

لذلك من الضروري في هذه الحالة الاعتماد على النصائح التالية:

  • الاهتمام بالطفل والاستماع له: إظهار الإنصات ودعم مشاركته أطراف الحديث وعدم النفور من سلوكه.
  • تقديم الهدايا والثناء على التصرفات: عندما تريدين تدريب الطفل على مهارة معيّنة، يجب أن تدعميها بتقديم الدعم النفسي، والمعنوي، من خلال الألفاظ الإيجابية، أو تقديم الهدايا، وإن استمر الطفل على نفس النحو عليك أن تظهري انزعاجك منه، حتى تخلقي لديه الدافع إلى التغيير.
  • عدم استخدام العقاب السلبي: مثل التوبيخ أو الضرب، إذا استمر الطفل في مقاطعة الآخرين حديثهم، بل عليك احتواءه وتدريبه على تعديل سلوكاته بشكل إيجابي لتنمية مهاراته التواصلية مع الآخرين، مع إخباره أنه يفقد جزءاً من حب الآخرين له نتيجة مضايقتهم».