1 مايو 2024

إنعام كجه جي تكتب: سيقتلها يا سيدي الرئيس

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس.

إنعام كجه جي تكتب: سيقتلها يا سيدي الرئيس

كم مواطناً شاهد هذا التسجيل على «تيك توك»؟

ألف، مئة ألف، نصف مليون، أكثر من مليون؟ خلال الأيام الخمسة الأولى من بثّه شاهده مليونان.

يتصدر التسجيل أحاديث المجالس ووسائل الإعلام في باريس. ومدّته لا تزيد على ست دقائق. وهو في الحقيقة رسالة مفتوحة، أو استغاثة من شابة تخاطب فيها الرئيس الفرنسي. إنها قلقة على مصير والدتها، وتؤكد في التسجيل أن شريك حياة الأم يترصدها لكي يقتلها. لقد هدّدها عدّة مرّات، وأمَرته الشرطة بالابتعاد عنها، لكنها لم تؤمّن لها الحماية الكافية منه.

تقدمت الأم بشكوى إلى القضاء تطلب فيها الحماية. لكنها خسرت الدعوى. ولم تجد الابنة من سبيل لمساعدة والدتها سوى نقل المشكلة إلى وسائل التواصل، لعل الجالس في «الإليزيه» ينتبه لها. أليس الرئيس ماكرون هو من قال في منهاجه الانتخابي إنه سيجعل من قضية النساء المعنّفات في صدارة القضايا التي سيتصدّى لها؟

«عزيزي الرئيس. أتشرف بأن أعلن لك أن أمّي خسرت المحكمة. وكانت شقيقتي قد اتصلت بي قبل عام لتخبرني بأن والدتنا تعرضت للاعتداء عند مدخل عمارتنا، والمعتدي هو شريكها السابق. لقد تردّدت عدة أشهر في الانفصال عنه خشية بطشه، ثم وجدت الشجاعة للقيام بذلك. لقد حاول استعادتها، ولمّا أدرك استحالة ذلك كَمَن لها في الظلام، عند مدخل السكن، وهاجمها.

إنه شخص عنيف، سريع الغضب، متملّك، مدمن على الكحول، يمتلك عدة قطع من السلاح، وهو من أصحاب السوابق. وقد هدّدها بالقتل، بل هدّدها بقتل ابنتيه. وقبل ست سنوات صوّب بندقيته نحونا في واحدة من نوبات غضبه. كان يصرخ أننا نستحق الموت».

تتساءل صاحبة التسجيل عن جدوى القوانين التي صدرت لحماية النساء من العنف الزوجي، وعن عجز قوات الشرطة عن نجدتهن؟ وتواصل رسالتها «سيدي الرئيس العزيز جداً. بينما تنام أنت مرتاحاً فإن شقيقتي الصغرى تعاني نوبات قلق وكوابيس ترانا فيها مقتولات. ولا أريد أن أكون متشائمة، لكنني لا أرى كيف يمكنني تصديق القانون. فعندما تتصل والدتي بالشرطة لتبلغهم أن شريكها السابق يقف بسيارته أمام العمارة فإنهم يجيبونها بأن الطريق مكان عام، وأن من حقه الوقوف حيثما يشاء».

جهّزت الأم مع محاميتها ملفاً من 37 صفحة، تتضمن بلاغات وشكاوى سابقة، وشهادات من الجيران ضد الرجل المعتدي. وهي لم تطلب سجنه، بل كل ما طالبت به هو الحماية منه، ألّا يتعرض لها. لكن القاضي شكك في كلامها، واستند إلى 5 صفحات تقدم بها المتهم لتسفيه دعواها، واصفاً إيّاها بالعاهرة.

للتذكير: جاء في آخر استطلاع فرنسي للرأي أن 321 ألف امرأة أكدن تعرضهنّ للعنف في البيت. ضرب، وإهانات، واغتصاب. 244 ألف بلاغ للشرطة. 155 امرأة هو معدل ضحايا القتل كل عام على يد شريك الحياة. أي 3 نساء في الشهر.

 

مقالات ذات صلة