تتطلب التحديات التربوية المعقدة التي يواجهها الآباء ضرورة البحث عن أساليب تربوية «تحفيزية» تساعدهم على تنمية قدرات الأبناء العقلية، وتساهم في نمو وتطوير قدراتهم الاجتماعية.
ففي عصر الانفتاح التكنولوجي يحتاج أبناؤنا إلى تعزيز الكثير من المهارات التي تدعم قدرتهم على التفكير الإبداعي، وحلّ المشكلات وتعزيز اندماجهم الاجتماعي، وفي ورشة «أساليب التحفيز التربوية» كشفت المدربة والخبيرة التربوية سارة الشامسي، أهم أنواع التحفيز التربوي، وأساليبه، والأخطاء التربوية التي يرتكبها الآباء، وأهمية استخدام الأسلوب التربوي الفعال، والعقاب عند ارتكاب الأخطاء.
سارة الشامسي
يمتاز أسلوب التحفيز، لكونه أحد فنون التربية الحديثة في عصر التجدد والانفتاح، بقدرته على تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، لابتعاده بشكل كلي عن العقاب، والضرب، والصراخ، والتهديد.
وقد أكد التربويون والمهتمون بعلم النفس وعلم الاجتماع أن «الطفل يتأثر بالرسائل التي تمنحه انطباعاً عن نفسه وتوجّه سلوكاته، سواء كانت من والديه، أو مدرّسيه، أو من غيرهم من المحيطين به»، وتشير الشامسي إلى أنه «عندما يتلقى الابن أساليب تربوية جيدة من أهله ينتج عن ذلك علاقة صحية، وطفل سليم، وعلى العكس من ذلك تُضعف السلوكات التربوية الخاطئة التي يتّبعها الآباء شخصية الطفل، وتجعله أكثر عرضة للاكتئاب، والقلق، والعدوانية في المستقبل».
وتوضح الشامسي مفهوم التحفيز التربوي، على أنه «مجموعة العمليات والقوى النفسية التي توجه سلوك الطفل نحو هدف محدد، أو نتيجة ما». أما عن أهم أساليبه الحديثة وقوة فاعليته في التربية، فتبيّن أن «اختلاف سلوكات الأطفال من جيل لآخر يفرض على المربين اتّباع أساليب تربوية متنوعة، كالتشجيع، والتركيز على السلوكات الحسنة، والتحفيز على اكتساب مهارات معينة، على سبيل المثال، ارتداء الطفل ملابسه وحده يعزز لديه هذا السلوك، ويدفعه إلى الاستمرار والمحافظة على هذه المهارة».
وتتوقف الشامسي عند الأخطاء التي يقع فيها الآباء «يشكل اختيار نوع التحفيز المناسب للطفل جزءاً كبيراً من استكمال عملية توجيه سلوكه نحو النتيجة المطلوبة، لكن للأسف، تتبادر إلى أذهان الكثير من الآباء جملة «نحن حفزنا ما في فايدة». وهنا نوجّه السؤال للوالدين: عزيزي الأب، وعزيزتي الأم، هل للتحفيز تاريخ انتهاء صلاحية؟ نعم بالتأكيد له فترة انتهاء، لكن علينا ألا نستعجل النتائج، ونكون لأبنائنا قاعدة تربوية تحتوي على خليط منوع من التشجيع».
أنواع تحفيز الأبناء
التحفيز لا يتوقف عند الهدايا، حيث ينقسم إلى:
على سبيل المثال، عندما نطلب من أبنائنا الحصول على علامات متميزة في المدرسة يجب أن تكون البيئة محفزة، بتجهيز مكاتب دراسية، وأدوات دراسية، وأيضاً معنوية بتشجيعهم بالكلام بأنهم قادرون على تحقيق الهدف، وبالفعل بمنحهم مكافأة عند إحراز التقدم المطلوب، وأخروياً بتذكيرهم بالأجر الذي سيحصلون عليه عن طلب العلم، فالتحفيز ليس نوع واحداً فقط، بل هو مجموعة من الأجزاء المترابطة.
أساليب تحفيز الأبناء
وتوضح المدربة والخبيرة التربوية، أساليب التحفيز:
كيف تحقق الموازنة بين تحفيز وعقاب الطفل؟
تلفت الشامسي إلى أهمية دور المربّي في الموازنة بين استخدام الأسلوب التربوي الفعال لتحفيز الطفل، وعقابه عند الخطأ، من خلال: