هل يمكن وضع دعامات للعلاقة مع المراهقين؟ سؤال يطرح نفسه في ظل عالم التكنولوجيا المتسارع الذي أوجد حياة موازية بعيدة عن مراقبة الأهل. تجيب عن هذا التساؤل ورشة نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي، ضمن خدمة تنمية المهارات الوالدية الفاعلة، تحدثت فيها الدكتورة زينب عبد العال، أستاذة علم النفس بجامعة أبوظبي، ومدربة ومستشارة معتمدة في مجال الإرشاد النفسي والأسري، عن كيفية التعامل مع الأبناء، ومتطلبات مرحلة المراهقة.
تقول د. زينب عبد العال «تتطلب مرحلة المراهقة اهتماماً خاصاً من القائمين على التربية من الآباء والأمهات والمؤسسات التعليمية، وتقديمه مغلفاً بالتعاطف مع مشاعرهم والتوجيه بالحب والرعاية واختيار الأساليب التربوية الإيجابية التي تسهم في تكوين شخصيتهم بشكل سوي في المجتمع، فالمراهقة مرحلة انتقالية وفيها يدرج النمو نحو النضج وتحدث فيها التغيرات الجسدية والعقلية والانفعالية والاجتماعية».
ما الذي يحتاجه المراهق كي ينمو؟
ثمة نقاط أساسية يحتاجها الابن في هذه السن، أهمها:
تتطرق الدكتورة زينب عبد العال إلى نقطة لا تقل أهمية عن سابقتها استعرضتها بسؤال، لماذا نشبع الحاجة النفسية للمراهق؟ وتجيب قائلة:
تضيف د. زينب عبد العال «لابد أن نحلل السلوكيات التي يقوم بها المراهق كي نستوعب ما يدور في مخيلته، فاختياره للملابس التي لا تتوافق مع ثقافة المجتمع، أو تسريحات الشعر الغريبة، أو الميل لأصدقاء السوء، كلها تشكل هويته وتجعله ينسلخ من هويته الاجتماعية، ولو تركنا الأمر دون تدخل فنحن نساهم في تغيير هوية المجتمع ككل وليس الفرد فقط.. وهنا يجب أن نتوقف قليلاً كي نستوعب ونفهم.
ما هي دوافع المراهق وراء السلوكيات غير المرغوب فيها؟
بيد أن ثمة طاقة نور تظهر أدوات ضبط السلوك، تخبرنا عنها د. زينب عبد العال «يستخدم بعض الأهالي المعززات لضبط السلوك، وهي عملية تدعيم السلوك الإيجابي واحتمالية تكراره في المستقبل مثل تقديم الحب والتشجيع والهدايا التي لها دور في ضبط السلوك غير المرغوب فيه، إلا أن هناك من يستخدم العقاب وفيه يتم تعريض المراهق لمثيرات مؤلمة أو مكروهة مثل الضرب أو التوبيخ أو الحرمان من الحصول على المعززات بعد قيامه بالسلوك الخطأ مباشرة، وللأسف استخدامهم للعقاب ناتج من شعورهم بأنه الطريق الأسهل لتغيير سلوك المراهق، أو لأنه يشعرهم أن إرادتهم انتصرت أمام إرادة ابنهم، أو لتعزيز الفكرة المسيطرة في أذهانهم، وهي (أنا الكبير وأنت الصغير، وإذا لم تنصع للأوامر ستعاني معي كثيراً)، وأحياناً يتم استخدام العقاب للسيطرة على الموقف، وللأسف هناك آثار سلبية ناتجة عن استخدام العقاب كوسيلة لتعديل السلوك غير المرغوب فيه، منها:
كثيرون يرغبون في تقبل المراهق لكنهم يجهلون كيف يحققون علاقة صحية معه
7 خطوات لبناء العلاقة مع ابنك المراهق
تؤكد د. زينب عبد العال أن علاقة الوالدين مع المراهق تؤثر سلباً أو إيجاباً في شخصيته، فكثيرون من الأهل يرغبون في تقبل المراهق لكنهم يجهلون كيف يحققون علاقة صحية معه فينتج عن جهلهم أسلوب الوقاية المفرطة أو التدليل المفرط اللذان يعبران في جوهرهما عن تسلط أعمى ورفض للمراهق دون شعور من الوالدين لذلك الرفض أو التسلط..
ونستعرض هنا بعض النقاط لكيفية تعامل الآباء والأمهات مع أصحاب هذه المرحلة:
اقرأ أيضاً:
- 5 نصائح سحرية للتعامل مع المراهق المتمرد
- هل يعاني ابنك المراهق القلق المفرط؟ إليك الأعراض والحلول
- كيف نتعامل مع نوبات غضب المراهق؟