يشكل حفل استقبال الطلاب بداية العام الدراسي خطوة مهمة تساعدهم على تطوير مهارات التواصل والتعاون وبناء علاقات اجتماعية وحافزاً لتحقيق أهدافهم والوصول للنجاح بعد إجازة طويلة غابوا فيها عن زملائهم ومعلميهم وهم يضعون خطواتهم الأولى في سلم التفوق..
فما هي أبرز النشاطات والفعاليات التي تحرص المدارس على تنظيمها وما هو الأثر الذي تتركه على الطلاب؟
لا يتوقف سباق التعلم عند البعض في الوصول لأعلى نسب النجاح الذي يحتاج للكثير من الجهود والتضحيات، بل يتعدى ذلك بكثير ليكون بناء الإنسان هو الهدف انطلاقاً من المقولة الشهيرة «بالعلم ترتقي الشعوب وتبنى الأوطان»، وهو المشهد الذي تجلى واضحاً في روضة الأثير بإمارة رأس الخيمة وهي تستعد قبل أسبوع من بداية العام الدراسي لاستقبال الطلاب وتبدأ الكوادر الإدارية والتعليمية الانتظام بعملها.
تصف عائشة سالم الزعابي، مديرة الروضة، حفل استقبال الطلاب بـ «العرس»، وتقول «قبل أيام من موعد بدء الدوام الرسمي نحرص على التأكد من جاهزية المبنى والمرافق من جانب الأمن والسلامة وتلبيتها لاحتياجات الطلاب، ثم نبدأ بتجهيز الحرم المدرسي لاستقبال الطلاب بالزينة والبالونات من البوابة ومنطقة الاستقبال حتى الصفوف، ووجود شخصيات كرتونية تقدم فقرات ترفيهية وأنشطة منوعة». توضح الزعابي خصوصية مرحلة رياض الأطفال «فصل الطفل عن بيئة المنزل هو التحدي الذي يواجه الكثير من الآباء، ودورنا كتربويين احتواء الطفل ومنحه اهتماماً أكبر من قبل المعلم من خلال التواصل المستمر ومشاركته الأنشطة واللعب».
بالونات وألوان زاهية في استقبال الطلبة
تلفت هدى الكتبي، مديرة مدرسة الرفعة في العين، أهمية إحاطة بعض الطلاب بمعاملة خاصة، «نسعى بأن يحظى طلاب المرحلة الثانية القادمين من مدارس أخرى بمعاملة خاصة بوضع جدول لجولة تعريفية بمرافق المدرسة من الإدارة ومكاتب الأخصائيين والمرشدين الأكاديميين وإعداد برامج توجيهية للتعريف بالسلوك المتبع في المدرسة ومعرفة اتخاذ القرارات الصحيحة في بعض المواقف، وإقامة بعض الأنشطة الترفيهية والاستمتاع بوجود بعض الشخصيات الكرتونية وتقديم بعض الهدايا الرمزية والأنشطة الترفيهية التي تستمر لفترة أسبوع كامل، وتزيين الصفوف بالبالونات والألوان الزاهية لتشجيعهم وترغيبهم بالمكان بمشاركة جميع كوادر المدرسة من الوكيلة والموظفات الإداريات والأخصائيات والمعلمات».
تشير الكتبي لأهمية هذا الاستقبال «نتلمس ذلك في دافعية الطلاب للدراسة وإنجاز واجباتهم المدرسية، وردود أفعال أولياء الأمور الإيجابية من خلال الاستبيانات التي نعدها لهذا الغرض بعد مضي أسبوع واحد من العام الدراسي، والتي تعكس رضا وارتياح الطلاب نحو المدرسة وأداء كوادرها التعليمية والإدارية».
احتفاء وترحيب حار في اليوم الدراسي الأول
ترصد مروة حسن سراج، مدرّسة، أبعاد استقبال الطلاب «يعد حفل الاستقبال بداية العام الدراسي جزءاً أساسياً ومهماً في العملية التعليمية، فهو فرصة مثالية لتحفيز وترغيب الطلاب على مواصلة التعلم والاندماج وبناء علاقة إيجابية مع البيئة المدرسية».
وعن طبيعة الاحتفال في مدرسة ستار الدولية وأهميته، تبين سراج «يعتبر الاحتفاء والترحيب الحار بالطلاب جزءاً مهماً من عملية الاستقبال، تحرص إدارة المدرسة على تنظيم حفل رسمي وإقامة فعاليات وأنشطة ترفيهية لتعزيز الروح المجتمعية بين الطلاب والكادر التعليمي»، وتوضح طبيعة دورها كمدرسة لمادة اللغة العربية «أستعد لاستقبال طلابي بإعداد بطاقات مزينة وملونة مع بالونات لكتابة أهدافهم التي يرغبون بتحقيقها خلال العام الدراسي، وبعد الانتهاء يضع كل طالب منهم بطاقته ضمن لوحة تجمع بطاقات كل واحد منهم وتعلق على جدار الفصل، كما أعد بطاقات تعريفية لكل طالب يكتب فيها نبذة عن هواياته ورياضته ولونه المفضل ليقرأها أمام زملائه فهي بمثابة فقرة تعريفية للزملاء والمعلمة».
هدايا رمزية وأنشطة ترفيهية للطلبة
من جهتها، تكشف جيليان هاموند، مديرة مدرسة ريبتون دبي، «نعمل قبل بداية العام الدراسي الجديد على إجراء الكثير من التحسينات لجميع مرافق المدرسة وفصولها وإعداد دراسة شاملة لمعرفة تطلعات طلاب المدرسة ودعم فرص تطورهم، وقبيل استئناف الدوام الرسمي يتكاتف الجميع من كادر إداري ومدرسين وحتى الطلاب الحاليين على الترحيب واستقبال الطلاب الجدد، بدءاً من مرحلة التعريف بالمدرسة عبر جولات تفصيلية للتعريف بمرافقها، أو تسليط الضوء على القواعد والأنظمة السلوكية الواجب عليهم اتباعها».
وتضيف هاموند «ولضمان توفير بيئة تعليمية متوازنة ومريحة تعزز من شعور الراحة والثقة، يحظى طلابنا باستقبال خاص منذ لحظة وصولهم المدرسة بتوزيع الورود وإعداد فقرات تحفيزية تقدم في إذاعة المدرسة وتقديم الهدايا الرمزية من قبل المدرسين ومشاركتهم أنشطة وفعاليات تعليمية ترفيهية تعزز الصحة والنشاط البدني».
فقرات مختلفة وصور تذكارية لتوثيق البداية
أما جيمس ماكدونالد، مدير مدرسة جيمس ويس جرين الدولية في الشارقة، فيوضح «جاهزية المدرسة واستعداداتها لاستقبال الطلاب بداية العام الدراسي الجديد بتهيئة مرافق البيئة المدرسية ووضع خطط شاملة ضمن جداول زمنية محكمة تضمن سلاسة التحاق الطلبة بفصولهم، وتنظيم حفل تعارف بسيط يجمع أولياء أمور الطلاب والكوادر التعليمية والإدارية، تعد له الكثير من الأنشطة والفعاليات الترفيهية من تزيين المدرسة والفصول الدراسية واستقبال الطلبة في البوابة الرئيسية للمدرسة، وفقرات مسرحية توثق بصور تذكارية تعزز من شعورهم بالراحة والثقة، تساعدهم على التأقلم مع بيئة المدرسة الجديدة وتضمن توفير تجربة تعليمية متكاملة».
دور المدرسة والأهل في كسر حاجز الخوف
رغم التحديات الكثيرة التي يواجهها الطلاب خلال العام الدراسي وفترة الاختبارات تحديداً، يتجدد الشوق للمدرسة بعد انتهاء الإجازة الصيفية وتزداد الرغبة بالعودة لمقاعد الدراسة فتبدأ استعدادات الأهل لشراء الحقائب والمستلزمات وتدفعهم حماسة أبنائهم وفرحهم بحفل الاستقبال.. تؤكد اللايف كوتش استشارية في المجال التربوي والأسري، مؤسس شركة ارتقاء لتنمية قدرات الطفل، هدى آل علي، «أهمية طريقة استقبال المعلمين وما يجهز من برامج وأنشطة في أول يوم دراسي في جذب الطلاب وكسر حاجز خوف العودة للمدرسة ويمنحهم الإحساس بسعادة عودتهم». تشير «نشر أجواء الفرح بتعليق الزينة واللوحات الجدارية الملأى بالطاقة والحيوية وكلمة المديرة وفقرات الإذاعة المدرسية، وسرد القصص الحماسية من قبل المعلمين تشعر الطلاب بالثقة والأمان وتزيد من دافع التغلب على جميع الصعوبات التي يمكن أن تواجههم خلال العام الدراسي».
توضح آل علي تغيير البيئة المدرسية والخوف من فكرة عدم القدرة في التغلب على عقبات الدراسة والخوف من فقدان الزملاء وتكوين علاقات جديدة ومواجهة حالات التنمر، جميعها أبعاد نفسية تراود الطالب بداية العام الدراسي الجديد والتي يمكن التغلب عليها من خلال:
تلفت آل علي لأهمية اتخاذ الخطوات التالية في بداية العام الدراسي: