تحديات كثيرة تواجه الأهل والطلبة عند بدء العام الدراسي، وأهمها الأعباء المادية للأقساط المدرسية على عاتق الأهل، والأعباء النفسية عند الأطفال والمراهقين حيث الانتقال من الفوضى إلى الالتزام ومخاوفهم من البيئة المدرسية الجديدة.
كما تتبلور عوائق أخرى أهمها «الفقد التعليمي» حيث الطفل «يفقد أدواته» (عدم تذكر المواد والمعلومات السابقة) في العودة إلى الإيقاع المدرسي و«إعادة ترتيب» أولويات الأهل.
سميرة حسن مع أحد أبنائها
هواجس أم.. والروتين المطلوب
تتحدث سميرة حسن، أم لسبعة أبناء، عن التحدي الأكبر «مع بداية السنة الدراسية، تبدأ معاناة الأسرة مع أبنائها الطلبة في كيفية توافق توقيت نومهم واستعدادهم لمواجهة الروتين اليومي لأيام الدراسة بعد أن تغير هذا الروتين خلال الإجازة وسمح الأهالي لأطفالهم بالسهر ليلاً والنوم نهاراً كمكافأة لهم على ما بذلوه طوال العام الدراسي».
هذه الأم «بعض أولياء الأمور يطمئن لكون أبناؤه نياماً عند تواجده في العمل دون التفكير بما سيترتب من نتائج لاحقة عند بداية العام المدرسي، والحل يكون باتباع روتين واحد يرتكز على:
ضغوط نفسية وتراكم مسؤوليات
تتجلى الأعباء النفسية على الأهل والطلبة عند العودة للمدرسة عبر الكثير من الاضطرابات والسلوكيات الناتجة عن الضغط غير المتوازن.
فالقلق هو سمة عامة لدى الكثير من الطلاب الذين يشهدون نقلة ميدانية من البيت حيث "لا مسؤوليات تلقي بثقلها عليهم " إلى ميدان المدرسة والدراسة التي ترتب عليهم مسؤوليات شتى .
ولا يمكن استثناء الأهل الذين يعيشون تشتتا في "إعادة ضبط" يومهم تبعا للمتغير القائم ,إلى الأعباء الدراسية والمالية المترتبة عليهم.
د.فاطمة المنصوري
التوازن في النوم وفي التعامل مع الأعباء
ترصد الدكتورة فاطمة راشد مخيزن المنصوري، استشاري نفسي مع الزمالة الكندية للطب النفسي للمرأة ومؤسس حلك لهمك للاستشارات النفسية عن بعد، وقع الإجازة الصيفية «انعدام الضغط في بعض المنازل وغياب أي أهداف تعليمية عوامل تضع الأهل أمام تحديات تبدأ خلال الإجازة الصيفية ولا تنتهي تبعاتها مع بدء العام الدراسي».
تضرب مثالاً عن عدم الالتزام بجدول ثابت للنوم، ممّا «يؤدي إلى خربطة في النوم وإحساس دائم بالإنهاك وضعف التركيز ممزوج بأعراض اكتئابية مع ضعف العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء لكون العلاقات الاجتماعية هي التي تزيد من سعادة الإنسان».
تتوقف المدير التنفيذي لعيادة بدايات جديدة النفسية، عند أهمية النوم «الآية الكريمة (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً - وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً) هي قاعدة قرآنية تثبت أهمية النوم ليلاً، حيث يفرز الميلاتونين هرمون النوم وكذلك هرمون النمو، وأثبتت الدراسات أن نقص النوم لا يعوّض بكثرته مستقبلاً، ونقصه ينقص من عمر المرء مجملاً».
على صعيد آخر، تتلمس تداعيات زيادة الضغط بمستوى عال على كل من الأهل والطلبة وما يعتريه من توتر، عصبية، قلق، اكتئاب واحتراق وظيفي، «مع عودة المدرسة، يتنفس بعض الآباء والأمهات الصعداء بقدوم العام الدراسي حيث سيخف الحمل عن عاتقهم بينما يشكل ضغطاً كبيراً على ميزانية آخرين، إضافة إلى مسؤولية متابعة الأبناء دراسياً، ما يتطلب منهم الضغط على الأبناء، عند البعض، بالصراخ والسخرية والنقد اللاذع وإضعاف ثقتهم بنفسهم وزرع جذور الرهاب الاجتماعي فيهم».
توجز د. المنصوري «لا بد من التوازن لمواجهة كل هذه التحديات، وعلى الكادر التعليمي مسؤولية كبيرة كونه الرادار الذي يلاحظ صعوبة اندماج الطالب في المجتمع المدرسي، عدم التركيز، التعب والانهاك، اللامبالاة، القلق الشديد، اضطراب الحركة، العصبية المفرطة».
د. محمد المصلح
الروتين الأكاديمي.. ومهارة إدارة الوقت
تشكّل العودة إلى الروتين الأكاديمي معضلة لبعض الطلاب الذين يشعر بعضهم بالحماسة، فيما تعتري بعضهم الآخر مخاوف جمة.
يتوقف الدكتور محمد المصلح، أستاذ مساعد في كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية بجامعة هيريوت وات دبي، عند بعض التحديات الشائعة التي يواجهها الطلاب بعد العطلة الصيفية، وأبرزها:
خطوات لمواجهة تحديات بداية العام الدراسي
للتغلب على هذه التحديات، يمكن للطلاب اتخاذ عدة خطوات، يستعرضها د. المصلح: