تتعرض العلاقة بين الآباء والأبناء للكثير من المشاحنات والتأزم والقلق خلال فترات الدراسة بسبب رغبات الأهل في إلزام أبنائهم بتحقيق أعلى مستويات من التحصيل الدراسي والتفوق، وفى المقابل يواجه الأبناء الكثير من الضغوط خلال العام الدراسي سواء في البيت أو المدرسة مما يجعلهم أحياناً أكثر عناداً وأقل استجابة لتوجيهات الأبوين خاصة إذا كان
الوالدان هما من يقومان بمهمة متابعة المناهج الدراسية وشرحها للأبناء وقتها ينتهي العام الدراسي والعلاقة بين الآباء والأبناء ليست على أفضل ما يكون.
سألت «كل الأسرة» عدداً من خبراء التربية والعلاقات الأسرية حول عطلة الصيف وهل هي حقاً فرصة لإصلاح العلاقات المتوترة بين الآباء والأبناء؟ وما هي الحلول المقترحة لحل تلك المشكلات بين أفراد الأسرة؟
خطة يومية لحل المشاكل وتقوية العلاقة
فى البداية، يوضح الدكتور جمال شفيق، أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، أن الإجازة الصيفية فرصة حقيقية لحل كل المشكلات التي تفسد العلاقة بين الآباء والأبناء وإذابة الجليد والجفاء الذي يخيم على العلاقة بينهم طوال فترات الدراسة، وينصح الآباء بالحرص على إبداء مشاعر الفرح والابتهاج بقدوم العطلة.
يجب أن نسأل أنفسنا في بداية هذه العطلة ما مدى الصداقة بيننا وبين أولادنا
ويقول «دائماً ما أنصح الآباء والأمهات بوضع خطة يومية يشترك فيها أفراد الأسرة خلال فترات الصيف للاستفادة من هذه الإجازة واستغلالها للإصلاح النفسي وتقوية العلاقة بين أفراد الأسرة. وخلال تنفيذ هذه الخطة يجب على الوالدين مراعاة عدة أمور منها:
الصداقة.. المفتاح السحري لعطلة بلا خلافات
وتتفق معه الدكتورة سهام حسن، استشارية الطب النفسي والمتخصصة في العلاج النفسي للأطفال والمراهقين بالقاهرة، في أن تحقيق الصداقة مع الأبناء والقرب منهم في فترات الإجازات والعطلات من شأنه توفير جو من الألفة والود في باقي الفترات، وتضيف «الصداقة مع الأبناء خلال فترات المراهقة المبكرة تمكننا من حمايتهم من كل المخاطر التي تحيط بهم من كل جانب، فلماذا لا يقوم الأب أو الأم باستغلال فترات الإجازة واصطحاب المراهق أو الطفل إلى النادي لمشاهدته وهو يلعب مباراة رياضية أو يشترك معه في لعبة أو يشاهد معه برنامجاً يحب مشاهدته في التلفزيون بهدف توطيد العلاقة التي يربطها الحب والمودة؟».
وترى الاستشارية الأسرية أن تلك الأمور تجعل الأبوين يعرفان أكثر أفكار واتجاهات وصداقات وقراءات أولادهم في فترة المراهقة بل وتجعلهم على مقربة من أولادهما يتابعونهم عن قرب ويستطيعون التدخل في الوقت المناسب لتقديم النصيحة وحمايتهم وإنقاذهم قبل الوقوع في الأخطاء الجسيمة.
دائماً ما أنصح الآباء باستخدام برامج الحماية الموجهة للتقليل من مخاطر الويب والسوشيال ميديا على أولادنا
لكن الدكتورة سهام حسن تحذر الأهل في المقابل من مراقبة الأبناء في فترة المراهقة خلال الإجازة الصيفية بشكل مبالغ فيه مثل مراقبة الكاميرات 24 ساعة والتدخل في كل الأمور التي تخصهم والتجسس عليهم وحرمانهم من التمتع بمقدار الخصوصية الذين وضعوهم لأنفسهم، وتبين «القلق على الأبناء لا يعني ملاحقتهم، والخوف عليهم لا يبرر التجسس والمراقبة لهم طوال الوقت، فالأبناء لن يروا ذلك كما نراه نحن بل سيجدونه تحكم وتضييق مما سيدفعهم للمزيد من التمرد والانعزال والانغلاق على أنفسهم».
وتحذر الاستشارية الأسرية من أمر آخر غاية في الخطورة وهو أنه في بعض الأحيان يدفع الأبوان الأطفال والمراهقين إلى العزلة وإدمان الأجهزة الإلكترونية، فبمجرد انتهاء العام الدراسي يجد بعض الأهل أن البيت امتلأ إزعاجاً وفوضى ويضيقون من فراغ الأبناء وشجارهم فيطلبون منهم الذهاب إلى حجرهم واللعب على هواتفهم بدعوى إلهائهم والقضاء على إزعاجهم والنتيجة تكون أكثر خطورة فيترتب على ذلك إدمان الأجهزة اللوحية، مما يؤثر سلباً في قدراتهم التواصلية ومهاراتهم الاجتماعية ويفضلون العزلة والانطواء.
وتضيف «دائماً ما أنصح الآباء باستخدام برامج الحماية الموجهة للتقليل من مخاطر الويب والسوشيال ميديا على أولادنا خصوصاً فيما يتعلق بالمواقع الإباحية ومواقع ألعاب الأونلاين».
نصائح ذهبية للتربية وإصلاح الأجواء
وتقدم الدكتورة ياسمين محمد المهدي، استشاري التربية الإيجابية وتعديل السلوك بالقاهرة، مجموعة من النصائح النفسية لإصلاح العلاقات المتأزمة بين الآباء والأبناء خلال فترة العطلة الصيفية، ومنها: