تعد الأسرة الداعم الرئيسي لبناء المجتمع، وبإدراك قطبيها الدور الموكل بهما تجاه أفرادها، يضمن المجتمع استقرار مستقبل أجياله.. ومن واقع اهتمامها بتأسيس أسرة متماسكة تفخر بهويتها وثقافتها وضرورة تمكينها كي تنهض بوظائفها، أطلقت إدارة التنمية الأسرية وفروعها بالشارقة، برنامج «الأسرة أولاً ثم العالم»، لتقدم للزوجين بعض النصائح التي تسهم في إنشاء بيت مستقر يغلف أجواءه الحب والمودة، وذلك من خلال استعراض كلمة للدكتور عبد العزيز الحمادي، استشاري أسري، وأوراق عمل قدمتها بعض إدارات التنمية الأسرية.
استهل الدكتور عبد العزيز الحمادي، مستشار أسري، حديثه معبراً عن إعجابه بعنوان البرنامج، مؤكداً أنه بصلاح الأسرة نضمن صلاح المجتمع بأكمله كونها نواته ولبنته الأولى، واستعرض محاور أساسية عدة في هذا الصدد:
مقومات التخطيط الزواجي السعيد، والتي ترتكز على معيارين أساسيين، هما:
استيعاب الطرف الثاني وتفهم طبيعته يؤدي إلى ردود فعل منطقية لكثير من الخلافات
الفروق المؤثرة بين الرجل والمرأة، وتعني:
وفي حديثه عن الممارسات الخاطئة التي تقع من أحد الزوجين، حذر الدكتور عبد العزيز الحمادي من التالي:
وأخيراً تحدث عن أهمية تهذيب الطباع بالأساليب النبوية لعلاج المشكلات الزوجية واتخاذ سلوكيات نبي الرحمة قدوة نستعين بها في حياتنا بشكل صحيح، فلو طبقنا كيف عاش مع زوجاته، لاستقرت كل بيوتنا وصلح حال بناتنا وشبابنا جميعها، فلنتقي الله تعالى كي يجعل لنا مخرجاً ويجعل بيوتنا آمنة مستقرة يسودها الحب والود والوئام.
مفهوم الشباب الإماراتي عن الزواج
استعرضت ورقة عمل أعدتها شيخة الزحمي، أخصائي علاقات أسرية في مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي، دراسة عن «نظرة الشباب الإماراتي تجاه مفهوم الزواج ومسؤولياته»، وتم تطبيقها على 1347 عينة وزعت على 3 فئات حسب الحالة الاجتماعية لتشمل 1287 أعزباً، وأرملين، و58 مطلقاً، لتأتي نتائج الدراسة لتؤكد أن معايير الاختيار عند أفراد العينة جاءت حسب الترتيب التالي:
ومن أهم النتائج أيضاً أنه كلما زاد المستوى التعليمي لدى شباب العينة كلما زاد تأييدهم لإقامة حفلات الزواج البسيطة، وكلما زاد عمر شباب العينة قل تأييدهم لفكرة أن النجاح الوظيفي أهم من الزواج الناجح".
وأضافت شيخة الزحمي مستعرضة بعض الحلول "أوصت الدراسة مؤسسات التعليم العالي بوضع ساعات معتمدة كجزء من الإلزامية لطلبة الجامعات للتسجيل في مساقات مخصصة للتأهيل الزواجي والتثقيف الأسري، وتوصية للمؤسسات الاجتماعية بتنظيم منصات ثقافية وحوارات بين الشباب يديرها خبراء في طرح الموضوعات والأسئلة المتعلقة بقياس مدى وعيهم بمسؤوليات الزواج".
أكثر المسببات لرفع كلفة الزواج هي حفل العرس والزهبة وتوفير المنزل وشراء الذهب
استطلاع إماراتي حول تكاليف الزواج
كما جاءت ورقة عمل أعدتها فاطمة الشيباني، أخصائي استشارات أسرية بإدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع بدبي، لتستعرض نتائج «استطلاع رأي الإماراتيين حول تكاليف الزواج في الفترة من أكتوبر 2017- مارس 2018»، وتشير «جاءت أبرز نتائج الاستطلاع لتؤكد أن 92% من المشاركين يرون أن تكاليف الزواج بين الإماراتيين في دبي مرتفعة، وأن أهم العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع التكاليف هي:
وتكمل فاطمة الشيباني «هناك عوامل تساعد على التقليل من تكاليف الزواج، منها:
أسباب عزوف الشباب عن الزواج
من جانبها، قدمت موزة الشحي، مدير إدارة الإرشاد الأسري بإدارة التنمية الأسرية وفروعها بالشارقة، ورقة عمل استعرضت فيها دراسة بلغ حجم عينتها 200 شاب حول «أسباب التأخر أو العزوف عن الزواج لدى الشباب»، وأظهرت نتائجها، أن المجتمع الإماراتي مازال ينظر للزواج على أنه أمن واستقرار، حيث إن معظم أفراد العينة مازال يعتقد بأهميته لتوفيره الأمن والاستقرار بنسبة بلغت 81%، كما أكد 88% من حجم العينة وجود تأخر في العمر الزواجي لدى الشباب وهو ما أدى إلى زيادة نسبة العنوسة في المجتمع الإماراتي، واتضح أن أكثر من نصف حجم العينة، أي ما يعادل 52% من الشباب، هم من حملة المؤهل الجامعي وفوق الجامعي، وأن 82.5% منهم يعملون في الوظائف الحكومية".
وأضافت موزة الشحي «يعتقد 69% من أفراد العينة أن ضعف الدخل الشهري والبطالة على التوالي هما من الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم ظاهرة التأخر أو العزوف عن الزواج لدى الشباب، كما أكد 56% من أفراد العينة الاهتمام بمظاهر الإسراف واقتناء الكماليات وتفضيلها على الأساسيات كالارتباط وتكوين أسرة صالحة».