يجهل الكثير منا تأثير صدمات الطفولة التي يمكن أن تستمر لمرحلة البلوغ ويصبح التكيف والتعايش معها أمراً مسلماً به لاعتقادنا بأن ما حدث قد انتهى في الوقت الذي يقوم العقل اللاواعي بتخزين هذه الذكريات المؤلمة على مر السنين لتقوم بمباغتتنا عند انجلاء الحدث وفي المواقف التي نجهل فيها أسباب تصرفاتنا غير المنطقية.
ولمعرفة أسباب التصرفات والأفعال غير المنطقية تشير سارة الشامسي، ماجستير صحة عقلية، مدرب معتمد ومدرب حياة، إلى أهمية الوعي والإدراك لمفهوم الصدمة التي تعرفها على أنها «الحدث الذي يحدث ويبقى في داخلنا، ولا يشترط أن يكون هذا الحدث كبيراً فمن الممكن أن يكون صغيراً، على سبيل المثال عدم وصول هدية من شخص مفضل كنا نتوقع وصولها منه».
عن أهمية ذكريات الطفولة، توضح الشامسي «لها نصيب الأسد في تراكم الأحداث المؤلمة، حيث كنا نعتقد بأن صراخ والدنا علينا عندما كنا أطفالاً صغاراً بشكل مفاجئ ينتهي عند اختبائنا تحت الأسرة، وهنا لا يسعنا لوم عقلنا الطفولي على هذا التحليل البريء فهذه هي حدود التفكير في هذه السن»، تشرح مكامن الخطورة «نكبر وتكبر معنا هذه الصدمات ونندفع بكل مشاعرنا وتوقعاتنا العالية لشخص ما ليكون بطل قصتنا، لكن ما إن يسدل الستار عن هذه الشخصية نصاب بحزن يتسبب لنا بصدمة داخلية نعتقد بأنها مؤقتة يمكن أن تنتهي بالتجاوز، لكنا في حقيقة الأمر لا ندرك أن تكرار وتراكم المشاعر غير المحسومة في مرحلة الطفولة والمراهقة يمكن أن تسبب صدمة عاطفية كبيرة!».
الآثار الجانبية للصدمات في مرحلة الطفولة
تبين الشامسي أهمية الالتفات للمشاعر والحاجات التي نجمت عن عدم اكتمال دائرة الأحداث التي يتعرض لها الطفل والمراهق وتأثيرها في تشكيل شخصيته وسلوكه بسبب تعرضه للصدمات، التي منها:
وللتشافي من الصدمات التي تتسبب بالكثير من الأمراض علينا أن نكون أكثر وعياً بكيفية إدارة مشاعرنا بطريقة سليمة وذلك بخلق التوازن بين الجوانب الروحية والجسدية والنفسية، من خلال:
ماذا تفعل لحماية طفلك من الصدمات؟
تسلط المدربة وأخصائية الصحة العقلية الضوء على ما جاء به قانون «وديمة» من تشديد لحماية الطفل من كل مظاهر الإهمال والاستغلال وسوء المعاملة من أي عنف بدني وجسدي ونفسي أو إهمال، وتقدم للآباء والأمهات جملة من النصائح لتجنب تعريض أبنائهم في مرحلتي الطفولة والمراهقة للصدمات وذلك بالحرص على: