15 سبتمبر 2022

من المسؤول عن تربية الأبناء: الأم أم الأب؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

من المسؤول عن تربية الأبناء: الأم أم الأب؟

لا يمكن إغفال اختلال تأثير ضغوط الحياة في توزيع أدوار الوالدين وتمكن أحدهما من إدارة المنزل بنسبة أكبر عن الآخر، الأمر الذي يثير حفيظة الشريك ويحدث اضطرابات تربوية.

والحقيقة أن الأمر لا يتعلق بتحديد شخصية الشخص المسؤول عن تربية الأبناء، سواء كان الأب أو الأم، بقدر أهمية إيجاد علاقة إيجابية متوازنة يقوم كل طرف فيها بواجباته ومسؤولياته على أكمل وجه.

في محاضرة «الرعاية الوالدية غير المتوازنة»، التي أعدتها إدارة التنمية الأسرية وفروعها، تعرفنا خبيرة الإرشاد الأسري والاجتماعي الدكتورة أمل السويدي إلى أدوار الوالدين في الأسرة والعناصر التي تعيق تمكنهما من إيجاد التوازن في تربية الأبناء ونتائج وعي الوالدين بأهمية دور كلٍ منهما.

ما دور الوالدين في تربية الأبناء؟

تذكر السويدي أدوار الأسرة ودور الوالدين بالتحديد:

  • الوعي الذاتي: قدرة الشخص على فهم مشاعره وعواطفه في لحظة ما وتوظيفها في اتخاذ القرارات وتأثيرها في الآخرين.
  • ضبط الذات: القدرة على ضبط وتوجيه الانفعالات والمشاعر القوية تجاه الآخرين للسيطرة والإحساس بحالة نفسية أفضل.
  • المهارات الاجتماعية: الكفاءة في إدارة العلاقات وبنائها في حياتنا العامة والخاصة، والقدرة على التفاوض والتفاهم، فالكثير من المشاكل الأسرية سببها الخوف وفقدان المهارة الاجتماعية نتيجة ضعف العلاقات مع الأسرة الكبيرة أو انشغال الزوجين بخلافاتهما وعدم فهم دورهما.
  • التحفيز: حب تقديم الأشياء دون النظر إلى المقابل «مادي أو معنوي» وفهم ردود أفعال الآخرين المختلفة من المهارات التي يجب إدامة استثمارها في كل مرحلة عمرية لما لها من أبعاد إيجابية على الأبناء.
  • التعاطف: القدرة على فهم عواطف ومشاعر الآخرين وإجادة مهارة التعامل مع ردود أفغالهم السلوكية والعاطفية.

تبين السويدي نتائج وعي الوالدين بأهمية الدور على تربية الأبناء

من المسؤول عن تربية الأبناء: الأم أم الأب؟

  • تدريب الأبناء على تحمل المسؤولية «إيكال بعض المهام البسيطة مع التحفيز والتشجيع لتعلم مهارة مواجهة المشكلات».
  • منحهم قدراً من الحرية مع وجود الرقابة لإكسابهم خبرة مباشرة تمكنهم من الاستمتاع بالأشياء التي ينجزونها.
  • اتباع الوالدين أسلوب العمل الصحيح «من المهم أن يكون الوالدان القدوة لأبنائهم من خلال القيام بالأشياء الصحيحة».
  • يجب أن تكون قضية لعب الأدوار وتعاون الوالدين مع بعضهما في إنجاز الأعمال المنزلية نابعة عن حب وبتنسيق بين الزوجين، مثل قيام الأب بأدوار إضافية أخرى كالاهتمام بتوجيه الأبناء أو ترتيب حديقة المنزل، مما يخلق فكرة إيجابية للأبناء من الذكور بأهمية احترام المرأة وتقدير قيمة دور الرجل بالنسبة للفتيات.

عوائق التربية السليمة للأبناء

اما عن العناصر التي تعيق آليات الموازنة في تربية الأبناء بشكل عام فهي:

  • الأهل والأقارب: من الأفضل الابتعاد عن أسلوب العقاب الفوري مع الأبناء والتزام الصمت بحضور الآخرين، فلكل شخص وجهة نظر مختلفة في التربية، والخلاف مع الأقارب في طريقة التربية يمكن أن يتسبب في خسارة العلاقة.
  • العلاقات بين الأفراد: يلجأ الكثير من الآباء والأمهات لطريقة خطأ في تقوية ابن على آخر أو استخدام البنت أو الابن كحلقة وصل بينه وبين الشريك ما يخلق ثغرة كبيرة في الأسرة.
  • مشكلات الأدوار والمسؤوليات: وجود الزوج في مكان والزوجة والأبناء في مكان آخر، أو عندما يكون الزوجان في حالة هجر، هنا تحدث مشكلة في توزيع الأدوار والمسؤوليات.
  • مشكلات الأمور المالية: يضعف عمل الأب والأم لفترات طويلة عملية التواصل والتفاعل الاجتماعي بينهم وبين الأبناء.
  • الأمور الصحية: تعاطف الوالدان مع طفل دون غيره من إخوته بسبب المرض، أو قيام أحد الوالدين بأداء أدوار أكثر عن الطرف الآخر لأسباب مرضية.
  • الضغوط الأسرية والمهنية.
  • مشكلات تربية الأبناء: اختلاف الأب والأم في توجهاتهما، واستشارة الآخرين في الكثير من المشكلات تفتح الأبواب للكثير من المشاكل.
  • طبيعة العمل أو المهنة أو التخصص: الغياب المتكرر عن المنزل وساعات العمل الطويلة.

من المسؤول عن تربية الأبناء: الأم أم الأب؟

تكشف السويدي «تبقى قضية تشخيص الدور الأكبر في التربية أمراً نسبياً لأسباب مختلفة، منها على سبيل المثال عمل الأب في مكان بعيد عن إقامة الأسرة أو قيام الأم بجميع الأدوار نتيجة الطلاق كذلك الحال في ترمل أحد الزوجين، لذلك لا يمكن اعتبار تولي أحد الأطراف تربية الأبناء داخل الأسرة تهميشاً للطرف الآخر سواء كان أحد الوالدين أو الشخص المخول والمسؤول عن رعايتهم ومتابعة شؤونهم بغض النظر عن مسماه الاجتماعي»، تبين أهمية امتلاك الوالدين أو من ينوب عنهما الوعي بالذات والقدرة على فهم المشاعر والعواطف كي يتمكن من توظيفها في اتخاذ القرارات «مع فهم التصرفات والدوافع يصبح الأبناء أكثر قدرةً على فهم مشاعر الغضب والحزن والخوف، وبذلك تكون ردة الفعل التي يتبناها الأهل هي البذرة التي يمكن أن تساعدهم على فهم الحياة، فالوعي بالذات مقياس أساسي يجعل من الطفل شخصاً ناجحاً، قادراً على التأقلم مع مجتمعه».

 

مقالات ذات صلة