غالبًا ما يطلق الأطفال حديثو الولادة أصواتاً تصاحب التنفس خاصةً أثناء نومهم. يمكن أن يبدو هذا التنفس مثل الشخير وقد يكون شخيرًا بالفعل في معظم الحالات ولكنها لا تعتبر علامة على شيء خطير.
فالممرات الأنفية لحديثي الولادة صغيرة بدرجة كبيرة لذا فإن القليل من الجفاف أو المخاط الزائد في أنوفهم يمكن أن يجعلهم يشخرون أو يعانون التنفس المصحوب بصوت. مع ذلك إذا بدأ طفلك في الشخير وظهرت عليه أعراض أخرى فعليك التأكد من السبب، وفي التالي بعض الأسباب المحتملة لتلك الحالة:
تليّن الحنجرة
يمكن أن يكون الشخير عند الأطفال أيضًا علامة على تليّن الحنجرة. تسبب هذه الحالة تليين أنسجة الحنجرة ما يجعل بنيتها مشوهة ورخوة فتسبب تدلي الأنسجة فوق فتحة مجرى الهواء وسدها جزئيًا.
من الجيد أنها تختفي تلقائياً لدى تسعين بالمئة من الأطفال دون علاج في عمر 18 إلى 20 شهرًا. بالنسبة لعدد قليل من الأطفال المصابين بتلين الحنجرة الشديد الذي يتداخل مع التنفس أو الأكل يمكن استخدام أنبوب التنفس أو إجراء الجراحة الترميمية. يمكن أن تسبب أنابيب التنفس أحيانًا التهابات مما قد يؤدي إلى الحاجة إلى الجراحة الترميمية أيضًا.
الهدف الأساسي من جراحة إعادة بناء القصبة الهوائية هو إنشاء مجرى هوائي دائم ومستقر للطفل ليتنفس دون استخدام أنبوب التنفس. يمكن للجراحة أيضًا تحسين مشاكل الصوت والبلع.
انسداد الأنف
في أغلب الأحيان ينتج الشخير لدى الطفل من انسداد في الأنف، وإذا كان الأمر كذلك يمكن إزالة الانسداد وعلاجه باستخدام قطرات المحلول الملحي. مع نمو الطفل الرضيع يزداد حجم الأنف وعادة ما تنحسر مشكلة الشخير مع تقدم العمر.
يمكن أن يشير الشخير أحيانًا إلى مشاكل أكثر خطورة. إذا استمر شخير طفلك وازداد سوءًا بعد استخدام قطرات المحلول الملحي عليك القيام بتسجيل الأصوات بكاميرا أو جهاز تسجيل وعرضها على الطبيب.
أسباب أخرى
يمكن أن يكون الشخير بصوت عالٍ علامة على العديد من الأشياء بما في ذلك تضخم اللوزتين أو اللحمية أو انحراف الحاجز الأنفي، أو حتى توقف التنفس أثناء النوم.
وفقاً لإحدى الدراسات فإن انحراف الحاجز الأنفي حدثًا شائعًا نسبيًا في الأيام الأولى بعد الولادة حيث يظهر في حوالي 20 بالمئة لجميع الأطفال حديثي الولادة. العديد من هؤلاء الأطفال ليس لديهم أي أعراض وربما وفي الغالب تختفي بمرور الوقت.
على الرغم من أن العديد من الأطفال يعانون الشخير إلا أن 1 إلى 3 بالمئة فقط منهم يعاني توقف التنفس أثناء النوم، ومن المحتمل أن تتراوح أعمارهم بين 3 و 6 سنوات. عليك الاهتمام بالأمر إذا كان طفلك يتنفس بالفم بشكل معتاد.
إذا كان الطفل يشخر أو لا يرغب في تناول الطعام أو لا يكتسب وزنًا جيدًا فهو في الغالب يعاني مشاكل الفم أو الحلق أو الرئة أو القلب.
من المرجح أن يتم التعرف إلى العديد من هذه المشكلات في وقت مبكر نسبيًا في حياة الطفل ولكنها قد تتطور خلال العام الأول.
في العادة الطفل الذي يعاني هذه الحالة لا ينام بعمق خاصة إذا كان يعاني أيضًا توقف التنفس أثناء النوم. قد يكون جسمه في حالة من التيقظ بسبب صعوبة التنفس وتراكم ثاني أكسيد الكربون داخل المجاري الهوائية المسدودة. يمكن أن تؤثر قلة النوم سلباً في نمو الطفل وتطوره، حيث يصبح الطفل أقل اكتساباً للوزن أو على العكس من ذلك يصاب بالسمنة، وربما يكون أقل تركيزاً، وقد تصل حالته للتبول أثناء النوم.
نادرًا ما يكون الشخير عند الأطفال نتيجة مشكلة صحية خطرة، و يمكن التعامل مع انسداد الأنف، وهو السبب الأكثر شيوعًا للشخير، بعلاجات منزلية بسيطة، أو قد لا يحتاج إلى أي علاج على الإطلاق. وأيضاً، قد لا يتطلب الحاجز المنحرف أو تليّن الحنجرة أي علاج.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاجين معرفته عن فطام الرضيع