26 نوفمبر 2020

طرق فعالة للتعامل مع الطفل العنيد

محررة متعاونة

محررة متعاونة

طرق فعالة للتعامل مع الطفل العنيد

ابني عنيد رأسه «ناشفة كالحجر»، ابنتي متمردة لا تسمع الكلام، أقول لها يميناً تذهب شمالاً، فشلت في التعامل مع عناد أولادي وتمردهم.. شكاوى الكثير من الآباء والأمهات، تتكرر كل يوم بسبب عناد أبنائهم الذي قد يظهر عليهم في مراحل مبكرة جداً من العمر.

بعض الآباء يتبعون طريقة تلبية مطالب أولادهم الذين يمارسون العناد مما يعزز لدى الأبناء هذا العناد والتمرد، والبعض الآخر يرفض سلوك الابن بشدة ويلاحقه بالعتاب والتوبيخ طيلة الوقت على كل صغيرة وكبيرة مما يزيد عند الطفل سلوك العناد. 

طرحت «كل الأسرة» مشكلة عناد الأطفال وتمردهم في فترات الطفولة والمراهقة على عدد من أساتذة التربية والطب النفسي وتعديل السلوك، وسألتهم: ما طرق التعامل مع الابن العنيد؟ 

via GIPHY

أولاً: إعطاء الأبناء مساحة من الحرية والاستقلالية 

في البداية، يوضح الخبير التربوي الدكتور محمد حسين رضوان، المتخصص في نفسية الطفل، أن العناد عند الأطفال يبدأ ما بين سنتين و4 سنوات، وعند السن الرابعة يكون عناد أكثر من 80% من الأطفال كجزء من تطورهم النفسي والمعرفي والاجتماعي، ومع اختلاف أسباب العناد فإن تعامل الأب والأم مع سلوكيات الطفل العنيد هو ما يحدد إذا كان سيستمر أم لا.

أسباب العناد 

ويقول «منذ أن يبدأ الطفل في النمو وبداية قدرته على الحركة يحاول الاعتماد على نفسه ويحب أن يأخذ استقلاليته ويحاول فرض سيطرته على إخوته ودميته وتكسيرها، وهنا يكون التدليل وتلبية رغبات الطفل جميعها سبباً في جعله طفلاً عنيداً لا يقبل فكرة الرفض ولو حدث يصبح عنيفاً متمرداً في ردود أفعاله».

وينصح خبير نفسية الطفل د. محمد حسين رضوان بإعطاء الأبناء مساحة من الحرية والاستقلالية ونتركهم يختارون لا نلزمهم بطعام معين وملابس معينة، فحرية الاختيار تعلمهم كيف يختارون وهم أطفال حتى ولو كانت الاختيارات لا تتوافق معنا لأن ذلك يعلمهم الاختيار في المستقبل والقدرة على اتخاذ القرار.

ويحذر الخبير التربوي الآباء والأمهات من التدليل الزائد للأبناء في السن الصغيرة بدعوى أنهم ما زالوا أطفالاً ولا يفهمون.

ومن ضمن أسباب التمرد أساليب التربية الخاطئة التي تقود الطفل للعناد مثل:

  • التدليل المفرط له. 
  • تمييزه عن باقي أشقائه. 
  • ربط أي شيء إيجابي يفعله بضرورة الحصول على مكافأة.
  • الإهمال الزائد وعدم الاكتراث لحاجات الطفل واهتماماته، مما قد يدفعه إلى تعويض ذلك بحبه المفرط لذاته والاهتمام بتلبية رغباته بنفسه دون مساعدة الغير.
  • التقليد يجعل الطفل يفعل كما يفعل والديه في تعسفهما لطلباته وتصميمهما على آرائهما دون عرض الأسباب والصراخ، فيصبح مثلهم ويكرر ذلك مع زملائه.
  • قد يكون عناده بسبب غيرته من قدوم مولود جديد للأسرة.

ثانيًا: تجنب الصرامة والعنف مع الطفل أو المراهق المتمرد

أما الدكتورة غادة حشمت، استشاري الطب النفسي وخبيرة العلاقات الأسرية وتعديل السلوك بالقاهرة، فتحذر بشدة من الصرامة والحزم والعنف مع الطفل المتمرد وكذلك المراهق العنيد، وتضيف «هذه السلوكيات تزيد من تمرد المراهق وتجعل التعامل معه أكثر صعوبة وتعقيداً وأرى أن الحل يكمن في إقامة علاقة بناءة معه حتى يشعر الطفل بالأمان الكافي كي يبوح بمشاعره ويكون صريحاً ويحترم رغبات والديه».

وتشدد الدكتورة غادة حشمت على أهمية فهم قدرات الأبناء وتوجيهها التوجيه الأمثل، وتقول «لكن للأسف بعض الأهالي يلجأون إلى استخدام العنف بدرجاته المتفاوتة لمواجهة عناد أبنائهم وتمردهم وعدم التزامهم وحرصهم على التحصيل الدراسي أو تحقيق التفوق فيما يتمنونه». مشيرة إلى أنه يجب على الآباء والأمهات أن يصوبوا لهم الاختيارات الخاطئة التي تضر بهم نتيجة قلة الخبرة.
وتنبه استشاري الطب النفسي إلى أهمية فتح حوار متبادل ومناقشات مستمرة مع الأبناء خاصة في مرحلة المراهقة التي تبدأ أحياناً في العاشرة من عمرهم للتعرف إلى رغباتهم ومحاولة الوصول إلى اتفاقات مشتركة معهم تتوافق مع رغبات الأبناء وهواياتهم واختيارات الآباء والأمهات، كما يجب ألا نضغط على الطفل بشكل كبير يحرمه من طفولته.

أساليب خاطئة لعقاب الأبناء 

وترفض د. غادة حشمت تماماً اتجاه بعض الآباء والأمهات بعقاب أولادهم على أي سلوكيات مرفوضة مثل: العناد والتمرد بالحرمان المادي وقطع المصروف الذي يعطيه الآباء للأبناء أو تقليله بحيث لا يكون كافياً مقارنة بزملائه، لأن هذا الأمر يتسبب في أن يتجه الابن للسرقة حتى يحاكي زملاءه من الناحية المادية أو قد يشعر الطفل طوال عمره بعقدة النقص عن المحيطين به ولن يجني الآباء من وراء ذلك الأمر سوى الضغينة والكراهية التي يكنها لهم الأبناء.

via GIPHY

ثالثاً: تعزيز ثقة الطفل في نفسة ومدحه 

تنصح الدكتورة شيماء اسماعيل، استشاري العلاقات النفسية والأسرية والاجتماعية بالقاهرة،  بأهمية اتباع منهج وسطي في التربية يعتمد على تعزيز ثقة الطفل في ذاته دون تهويل، وتلفت إلى أهمية مدح الطفل ومكافأته في حال قيامه بتصرف إيجابي تجاه الآخرين. ولكن يجب أن يكون ذلك بلا تدليل زائد والتنفيذ الكامل لمتطلباته وعدم رفض أي شيء للطفل وبالتالي يتعود الطفل على ذلك.

وتقول «يجب على الأهل مخاطبة الطفل بطريقة يفهمها، مثل أن يوضحوا له النتائج السلبية التي تنتج عن أفعاله نتيجة عناده، وكذلك يجب أن يكون سلوك الوالدين هادئاً مع الطفل مهما كانا يعانيان ضغطاً وأزمات نفسية. كما يجب أن يفسح الوالدان المجال للطفل للتعبير عن سبب عناده وإصراره ونسأله عن سبب إصراره لكي نعرف جيداً سبب عناده ونشرح له إن كانت هناك آثار سلبية تحدث إذا استمر في العناد».

وينبغي على الوالدين أن يظهرا حبهما وعطفهما دائماً للطفل لكي يكسباه، لأن طبيعة الطفل تحب إظهار حب الوالدين له وعن طريق ذلك سيكون الطفل مطيعاً ولا يخالف أوامرهما من أجل محبتهما له، وعندما يشعران أن الطفل قلل من ظاهرة العناد يبدآن في جلب الهدايا وتقديم المكافآت له لكي يشعر بفعله هذا ويتشجع على عدم العودة إلى العناد.

 

مقالات ذات صلة