تربية الأبناء مهمة صعبة.. قد يبدون كالملائكة وهم نائمون على أسرتهم ليلًا في سكينة وسلام، لكن ومع تسلل أول خيوط شمس الصباح يبدأ الصراع.
يريد الأبناء استكشاف ما حولهم وتجربة الجديد والتحرر من قبضة الأوامر.
بينما يريد الوالدان تربية الطفل على العادات والتقاليد والأخلاق دون استخدام العنف أو ارتكاب الأخطاء.
تشاركنا الدكتورة كارين ايليا، المعالجة والمستشارة النفسية للأزواج، الأخطاء التي يجب تجنبها تمامًا لتربية أطفال أصحاء يشعرون بالحب والتقدير.
طرد الابن من المنزل حتى ولو تطاول وخرج عن حدوده يعتبر عنفا معنويًا كبيرًا ويؤدي لآثار نفسية خطيرة نتيجة شعور الطفل بالرفض حتى ولوكان القرار من باب الترهيب فقط، ويؤدى هذا الأسلوب إلى معالجة الابن للأمور في المستقبل بطريقة غير سليمة وحين يصبح قادرًا على مغادرة المنزل يصبح هذا هو خياره الأول"
استخدام كلمات التصغير والتحجيم تؤثر في ثقة الابن بنفسه وتصيبه بضرر نفسي يصعب علاجه، لهذا يجب أن يدرك الأهل أن كل ما يدور بينهم وبين ابنائهم يؤثر في شخصية الأبناء ولهذا يجب التدريب على إدارة المشاعر وحفظ اللسان كي لا يندموا.
تدخل الأهل في خلافات الأبناء والانحياز المتكرر لأحد الطرفين يجرح مشاعر الأبناء ويخلق حاجزًا كبيرًا بين الأشقاء ويؤثر في طريقة نموهم ما يؤدي إلى ظهور أعراض نفسية وجسدية على المدى القصير وزعزعة شخصية الابن على المدى البعيد.
كلما أقدم الابن على أفعال خارقة للقانون في رأيك، سامحه رغم كل شيء، ثم علّمه الفرق بين ما قام بفعله وما يجب أن يفعله. وفي الوقت عينه ليكن لديك الكثير من الانفتاح لمواجهة أي موضوع قد يطرحه معك، أو للأسئلة الجريئة التي قد يسألك إياها، وعندما تصطدم به يرفض كل دعم أو أفكار أو آراء تقدمها له على أي مستوى كان، وجّهه.. فأنت لا تعرف متى يكون متلقياً أو جاهزاً للتغيير. لذا مسؤوليتك أن تكون جاهزاً له في أي وقت، وعندما يجهز الابن يعطي أذنه لسماع النصيحة حتى لو حاول إظهار استخفاف أو عدم مبالاة.
كل ما يقوم به الأبناء يُعتبر وسيلة تواصل معكم، للتعبير عن حزن أو وجع أو غيرة أو ألم أو خوف أو أي سلوك آخر قد يكون سبب إزعاج أو قلق بالنسبة إليهم، فلا تستخفوا بما يشعرون به. ولا تقللوا من قيمة ما يفعلون؛ حتى لا تحكموا على تصرفاتهم انطلاقاً من تفكيركم أنتم، إنما انطلاقاً من معرفتكم بهم وبكل الظروف التي يمرون بها، وذلك باختلاف أعمارهم ومستوى نضجهم النفسي والعقلي والاجتماعي. هناك دائماً أسلوب تعامل خاص مع كل ولد من أبنائكم. فلا تقللوا من أهمية الدور المطلوب منكم؛ كلما لعبتم دوركم بالشكل الصحيح منذ البداية، كان الابن مرتاحاً أكثر وجاهزاً أكثر للاستيعاب، والتلقي والتفاعل. وبالتالي تأتي النتائج بالشكل الذي يجب أن تكون. كما أنه كلما زرعتم الثقة لديه منذ الصغر، كانت مهمة التربية الملقاة على عاتقكم أسهل.