1 يونيو 2023

إنعام كجه جي تكتب: بلانش في مواجهة 114 مليار دولار

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس.

إنعام كجه جي تكتب: بلانش في مواجهة 114 مليار دولار
بلانش جاردان

والرقم المذكور في العنوان هو ما استقرت عليه ثروة رجل الأعمال الأميركي جيف بيزوس، صاحب شركة «أمازون» وأحد أثرى أثرياء العالم. إنه الرقم المعلن لرصيده في العام الحالي، 2023.

أما بلانش جاردان، فهي ممثلة فرنسية شابة نصف معروفة. أثارت ضجة كبيرة في الفترة الأخيرة لأنها وقفت ضد أحد برامج «أمازون» ورفضت عرضاً قدمته لها الشركة العملاقة..

ما تفاصيل الحكاية؟

هناك برنامج تنتجه «أمازون» ويبث في قنوات تلفزيونية في أكثر من بلد، اسمه LOL، أو «من يضحك يخرج». وفكرة البرنامج تقوم على استضافة شخصيات فنية وممثلين هزليين وجمعهم في مكان واحد. ويكون على الممثلين الهزليين القيام بكل ما لديهم من قدرة على الإضحاك لكي يدفعوا الضيوف للضحك. ويكون على الضيوف مواصلة التجهم وعدم التورط في الابتسام أو الضحك. إن من يضحك يغادر البرنامج.

نشرت بلانش جاردان كلمة طويلة في «فيسبوك» فضحت فيها جانباً من كواليس البرنامج. قالت إنها كانت قد وافقت مبدئياً على أن تحل ضيفة فيه لأن المنتجين يقدمون دعماً مالياً لأي جمعية خيرية تختارها الضيفة. ثم فوجئت بأن مكافأتها تبلغ 200 ألف يورو مقابل 8 ساعات من التسجيل في حين لا تنال الجمعية سوى 50 ألف يورو. لهذا فإنها ترفض مبدأ الكسب السهل وتندد بكل الفنانين الذين يوافقون على الاشتراك في برنامج يهتم بالنجوم أكثر من اهتمامه بالجوانب الخيرية والإنسانية.

كان يمكن للممثلة الشابة أن تقبض مكافأتها وتحولها إلى جمعيات خيرية، لكنها تعمدت الفضيحة، أو على الأقل إلقاء حجر في مياه راكدة. وهي لم تكتف بمهاجمة البرنامج بل اتهمت شركة «أمازون» بأنها تستغل أيدي عاملة من مركز لطائفة «الأويغور». والاتهام خطير. وأخطر ما فيه أنه يصدر من نملة في مواجهة فيل. وزاد من وقعه أن عشرات المواقع والصحف تناقلت رسالة بلانش. ودخلت القضية في جدل يكاد يكون قومياً!

سارع عدد من الممثلين الهزليين المشاركين في البرنامج إلى الرد على الممثلة «المنشقة». كتبوا أنها تريد الظهور بمظهر الأميرة المتعففة عن تلقي الأموال. ونشرت نجمة الفكاهة فلورنس فورستييه مقطعاً مسجلاً يبدو فيها كلبها الشرس وهو يمزق بأسنانه طرداً كرتونياً من النوع الذي تستخدمه «أمازون» في توصيل البضائع. ثم نسمع فلورنس تتحاور مع الكلب:

  • يبدو عليك أنك غاضب من أمازون؟
  • غاضب جداً لأنني لا أحب مجتمع الاستهلاك.
  • لكننا في حاجة له أحياناً لخدماته.
  • أنت في حاجة له أيتها الغبية!

خرجت السخرية من شاشة التلفزيون وسارت بين الناس. تغيرت النظرة إلى البرنامج وما عاد المشاهدون يتمتعون بفكرته. لماذا ندغدغ خاصرة فلان أو فلانة ثم ندفع لهم 200 ألف يورو سواء ضحكوا أم لم يضحكوا؟

 

مقالات ذات صلة