فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها لأداء مناسك الحج هذا العام وقررت رفع عدد الحجاج إلى مليون حاج من داخل المملكة وخارجها، (نحو 850 ألف حاج من خارج المملكة )، وذلك بعد انحسار جائحة «كورونا»، مع ضوابط واشتراطات تحاكي الواقع القائم واستمرار التدابير الوقائية.
هذا العام يبدو مختلفاً، حيث الحجاج المتعطشون لأداء شعائر الحج غير آبهين بـ«جدري القرود» أو فيروس «كورونا»، وبالأخص أن موسم الحج يتبدى محكوماً بإجراءات مشددة واشتراطات أعلنت عنها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، «استجابة لما أعلنته المملكة من ضوابط لموسم حج هذا العام، وتشمل أن يكون الحاج لم يسبق له أداء الفريضة، ويقتصر الحج على الفئة العمرية أقل من 65 عاماً، وأن يكون حاصلاً على اللقاحات المعتمدة والجرعة الداعمة»
وتشمل الاشتراطات:
وأكدّت الهيئتان أن الاشتراطات المعلنة تأتي دعماً لاستراتيجية القيادة الرشيدة، والرامية إلى المحافظة على مكتسبات التعافي التي وصلت إليها دولة الإمارات، داعية حجاج بيت الله الحرام إلى أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية.
*البوابة العامة للتسجيل الإلكتروني للحجاج
كيف سيكون موسم الحج 2022 مختلفًا؟
كل المؤشرات تتجه إلى موسم حج استثنائي، وهو ما يؤكده عادل عبيد البح، صاحب حملة الفجر للحج والعمرة، الذي يلفت إلى الإقبال الكبير على موسم الحج «إقبال الحجاج على التسجيل في رحلة الحج وفق الموافقات والاشتراطات التي حددتها إدارة الحج في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف كبير، ويبدون متعطشين للذهاب إلى الحج على الرغم من كل الظروف الصحية الراهنة المتعلقة بـ «كورونا» أو «جدري القرود» إثر جائحة «كورونا» التي تقلصت فيها أعداد الحجاج وكانت الإجراءات مشددة».
وعلى صعيد الإجراءات الاحترازية لهذا العام، يلفت إلى أن «جميع القائمين على شؤون الحجاج حريصون على مراعاة وتنفيذ أعلى معايير السلامة، لما فيه مصلحة الحجاج، على سبيل المثال لا الحصر قامت الدولة مشكورة بتحمل تكاليف عالية عن الحجاج لإقامتهم في المشاعر وتنظيمها وفق الإجراءات الاحترازية، من اتساع المكان المخصص لكل حاج وتخصيص ركن تتوافر فيه كافة احتياجاته، مع تقليص الهامش الأكبر من الاختلاط مع الآخرين وفق المتاح في هذا المكان».
وثمة إجراءات وقائية للتفويج تمّ اتخاذها منعاً للتزاحم أثناء أداء المناسك، يوضح البح «بعثة الإمارات أولت هذا الأمر أهمية بالغة وأعدّت خطة لتفويج حجاج الدولة بأوقات معينة ووفق خطة لحركة منظمة، منعاً لدخول الحجاج في أي ازدحام تنتج عنه مخالطة غير مرغوب بها».
يحاكي عمل الحملة كل الإجراءات والاشتراطات القائمة، حيث يوجز البح «نحن في حملة الفجر للحج والعمرة، عملنا جاهدين ليكون الحجاج معزولين ويتمتعون بخصوصية، حيث اخترنا طائرات خاصة للمجموعة فقط كما أن الفندق مخصص لحجاجنا وكذلك المطعم وكافة الخدمات، لا تشارك المجموعة أي مجموعات أخرى، حرصاً على السلامة ووقاية من أي تزاحم أو اختلاط غير محبذ».
بعثة الحج الرسمية لدولة الإمارات أثناء مغادرتها إلى بيت الله الحرام
عدد الحجاج من الإمارات لهذا الموسم يناهز نحو 2800 حاج إماراتي
وفي السياق نفسه، يؤكد محمد أحمد، مدير عام الحملة، أن عدد الحجاج من الإمارات لهذا الموسم يناهز نحو 2800 حاج على صعيد الدولة، وهم من المواطنين حصراً، في وقت كان يصل إلى نحو 7 آلاف سابقاً، بحيث انخفض بنسبة 42%.
ويضيف «الراغبون بالحج انتظروا هذه اللحظة بشغف ووصل الأمر إلى حد التنافسية في إتاحة الفرصة أمامهم لأداء فرض ديني طال انتظاره وبالأخص في ظل الرغبة الشديدة بالحج بعد الإغلاق، حيث تم اعتماد موافقات الحجاج من إدارة الحج في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف»، لافتاً إلى الاشتراطات الاحترازية التي أقرتها المملكة العربية السعودية لجهة استهداف الأعمار فوق الـ65 عاماً ومتلقي اللقاح، وغيرها من اشتراطات تواكب موسم الحج بسلاسة ومرونة.
يروي أحد الحجاج تجربته العام الماضي حيث عانوا الكثير من الإجراءات الورقية، وشابت الخطوة الكثير من العرقلة في ظل تأثر فريضة الحج بتفشي «كورونا» وانخفاض أعداد الحجاج، تبعاً للتدابير الاحترازية التي اتخذتها العديد من الدول في سبيل كبح جماح الفيروس والحد من تفشيه.
هذا العام، التفاؤل هو سيد الموقف بعد انحسار «كورونا» والسلاسة تمهد الطريق نحو موسم حج استثنائي بكل المقاييس. تتوقف عائشة المذكور عند تعطش الأفراد لأداء مناسك الحج بعد فترة من تفشي جائحة كورونا «رغم أن الوضع تحسن، إلا أنّ ارتداء الكمامة طول الوقت وارتفاع درجة الحرارة يؤزمان الوضع لكوني أعاني الربو حيث سبق واعتمرت وشعرت بالتعب جراء استخدام الكمامة طوال الوقت ولم أستطع نزعها في ظل الازدحام الذي كان قائماً، ناهيك عن البرامج الواجب تحميلها وتضمينها البيانات، ما يهدر الكثير من الوقت خلال أداء المناسك».
وتأمل المذكور التزام الحجاج التام باتخاذ تدابير السلامة العامة لجهة «التقيد بارتداء الكمامة حيث شهدت، خلال أداء العمرة، عدم التزام البعض بالإجراءات المفروضة، وذلك للحد من الإصابة بكورونا».
صورة جماعية لبعثة الحج الإماراتية
الالتزام بالاشتراطات المفروضة على الحجاج يحافظ على صحتهم
من الناحية الصحية، لا بد من التزام الحجاج بالاشتراطات المفروضة للحفاظ على صحتهم وتفادي الإصابة بأي فيروس. في هذا الصدد، تؤكد الدكتورة إسراء سعد الجبوري، أخصائية طب أسرة في مركز هيلث هب دبي، أنّه «للآن، لم يتم تسجيل أي حالة «جدري قرود» في المملكة العربية السعودية، حيث أعربت وزارة الصحة السعودية عن استعدادها التام للتعامل مع الحالات وأصدرت تعميماً أنها جاهزة للتقصي والرصد والتعامل مع الحالات، وستستقبل المملكة هذا العام نحو مليون حاج بعد التخفيف من القيود إثر انحسار جائحة «كورونا»، وتم رفع العدد بناء على الظروف القائمة، ولليوم لم يصدر أي تعميم من السعودية بغلق أي منفذ أو بتخفيض عدد الحجاج والفحوص الطبية والمخبرية متوفرة بشكل كامل سواء بالنسبة لـ «كورونا» أو بالنسبة لـ «جدري القرود»، وهناك دليل إرشادي وخطة وقائية في حال ظهور أي حالة عبر تفعيل عمل المراكز الصحية بالتزامن مع توعية الحجاج بالإجراءات القائمة».
احتياطات واستعدادات، لتكونوا #بسلامٍ_آمنين 🚌
— وزارة الحج والعمرة (@HajMinistry) June 24, 2022
نحن و #مكة_والمدينة_في_انتظاركم_بشوق 🇸🇦 pic.twitter.com/f8vV9SDDvO
لا مخاوف تجاه «جدري القرود»
تؤكد د. الجبوري أن «هذا فيروس «جدري القرود» لا ينتقل بسهولة ويحتاج إلى تماس الفرد مع المصاب لساعات ولا ينتقل إلا عند ظهور الطفح الجلدي وعوارضه ضعيفة ويتعافى الفرد بين أسبوعين إلى 4 أسابيع إثر معاناته حمى وصداعاً وتضخم غدد لمفاوية، وبعدها طفحاً يمر بمراحل ونسبة العدوى لا تتعدى المخالط الواحد من بين 50 مخالطاً، وهو عكس «كورونا» الذي يمكن أن ينتقل بسرعة أكبر».
تدعو د.الجبوري كل من يعاني تقرحات، حرارة، كحة وسعالاً وغيرها من عوارض«كوفيد 19» إلى التزام البيت وعدم المشاركة في موسم الحج «حماية للآخرين وحفاظاً على سلامتهم، وفي حال اكتشف أي أحد أنّه يعاني طفحاً خلال أداء مناسك الحج، سيتّم عزله من قبل فرق وزارة الصحة السعودية وعزل المخالطين له»، مستبعدة أن يتحول «جدري القرود» إلى جائحة لكون انتقاله بطيئاً وفي ظل جلاء أعراضه.
خطوات وقائية ونصائح لحجاج بيت الله
تدعو الدكتورة إسراء الجبوري الحجاج إلى التقيد بالسلوكيات الصحية، عبر الالتزام بالخطوات التالية:
