أحيت الفنانة اللبنانية تانيا قسيس، مؤخراً حفلاً أقيم في كازينو لبنان تضمن موسيقى جديدة، تزامناً مع إطلاق ألبومها «زمن» قريباً، وكشفت عن أن الحفل أخذ الجمهور في رحلة عبر مختلف مراحل حياة المرأة بمشاركة أوركسترا من 35 موسيقياً بقيادة أندريه حج، وممثلين، وراقصين، وروائي، مع مزج بين الموسيقى الحديثة والتوزيعات الأوركسترالية الساحرة..
وكشفت أيضاً في حوارنا معها عن أن الحفل تضمن مزيجاً فريداً من أغانيها فقط، بما في ذلك أغانٍ من ألبومها القادم «زمن» بالتعاون مع طوني كرم، إضافة إلى بعض أغانيها الأخرى:
عدت إلى مسرح كازينو لبنان بعد غياب أربع سنوات عن جمهورك، طال الغياب؟
الجميع يعرف الأزمة التي مر بها لبنان، ومن بعدها أزمة «كورونا»، حيث توقفت كل الأعمال الفنية، وفي العام الفائت كنت أحاول إنهاء تحضيرات الألبوم التي تأخرت عنها، وفي الوقت نفسه أحييت عدداً من الحفلات في مصر ودبي فغنيت أغنيات 2019، واليوم أردت تقديم شيء جديد مختلف.
كثير من الفنانين استغلوا فترة «كورونا» للتحضير لأعمال جديدة؟
أنا واحدة منهم، فقد استغليت الفرصة لتحضير ثلاث أغنيات وإطلاقها، لكن في الفترة الأولى ل«كورونا» كانت الأمور متوقفة تماماً، لأننا كنا نجهل ما يحصل، إضافة إلى أن التحركات كانت صعبة جداً للتسجيل.
تطلقين اليوم ألبوماً بعنوان «زمن».. ماذا تقولين عنه؟
هو ألبوم يتضمن ثلاث أغنيات أطلقتها سابقاً هي «زمن، بعدك حبيبي، شو بده»، إضافة إلى أغنيات جديدة أطلقت للمرة الأولى في حفل كازينو لبنان الذي لم يكن حفلاً غنائياً وحسب؛ بل تضمن حوارات غنائية واستعراضات راقصة وسينوغرافيا.
هو مسرحية غنائية؟
ليس بالمعنى الدقيق للكلمة؛ بل حفلاً غنائياً له عدة أبعاد تتمحور حول موضوع المرأة، حيث أخبر قصصاً من حياتها، من حبها الأول، مروراً بالأمومة، إلى مرحلة الحرب التي حملت فيها مسؤولية عائلتها، إضافة إلى المشاكل التي تواجهها مع شريك حياتها وخيبات الأمل والفراق، لنصل إلى قصص إيجابية.
لماذا المرأة؟
في أزمة «كورونا» كان لي وقفة مع نفسي كامرأة استعدت فيها محطات من حياتي، وحلمت بما ستكون عليه مستقبلاً، إضافة إلى أن معظم أغاني الجديدة تتناول قصص حب من وجهة نظري كامرأة، أردت أن يكون الحفل مرتبطاً بقصة، لذلك كان هناك راوٍ على المسرح يربط الأغنيات.
لماذا لم يأت العمل على شكل مسرحية استعراضية يشارك فيها الرجل؟
من يخبر القصة على المسرح رجل، وهناك رجل يؤدي معي «ديو» على المسرح، وكذلك هناك ممثل، لكن بمفهوم آخر مختلف وجديد، ربما يصح تسميته خليطاً من مسرحية وحفل غنائي.
العمل مكلف في زمن اقتصادي صعب، هو مغامرة إنتاجية؟
صحيح، لذلك استغرق تحضيره وقتاً طويلاً، ليأتي كما أردناه وكما تخيلناه أنا وطوني كرم كاتب وملحن ألبوم «زمن» والذي له اليد الطولى في تحضير «الشو».
هدفك الأول والأخير من العمل بث روح التفاؤل والأمل؟
هذا إيماني الدائم لأن الصعوبات وجدت في الحياة لنقدر الأشياء الجميلة التي تأتي بعد عناء وتعب.
على الرغم من كل الضغوط التي نعيشها؟
لا شيء يدوم إلى الأبد، صحيح أننا ندفع فاتورة عالية من هجرة الشباب، إلى عدم توفر الأمان والطبابة وفقدان الرخاء وغيرها من القصص الصعبة، لكن لا بد أن يأتي الفرج، وفي أي حال أنا لم أتطرق في هذا الحفل إلى الأمور الحياتية والوطنية؛ بل إلى العلاقات بين المرأة والرجل والحب، لأن الحب هو هروب ومقاومة لهذا الواقع الصعب.
أشعر أننا بحاجة إلى أجواء جديدة تريح نفسياً، وتشكل متنفساً للجمهور
تتحدثين عن الحب في زمن فقد فيه تقريباً، فباسم الحب تحصل بعض الجرائم، هل يمكن أن تصل رسالتك؟
أتمنى ذلك، لأن نفسية الناس تعبت، ولذلك فإن أولويتي في العمل الفني هي الوصول إلى الحالة النفسية لإراحتها من الضغوط التي تعيشها، والتي أفقدت كثيرين التوازن النفسي وجعلت ردود فعلنا قاسية أحياناً حتى مع من نحبهم، لذلك غيرت هذه المرة عن الموضوعات الوطنية التي اعتاد الناس سماعها مني، والتي لا أنكر حنيني إليها، لكني أشعر بأننا بحاجة إلى أجواء جديدة تريح نفسياً، وتشكل متنفساً للجمهور.
هل يمكن القول إن الفنان سفير للفرح والأمل بالفعل؟
بالتأكيد، هو سفير لبلاده في الخارج أولاً فهو ينقل صورتها الجميلة وثقافتها، ومما لا شك فيه بأنه يصل إلى الناس ووجدانهم بطريقة أسرع لأن الموسيقى والغناء لهما تأثير السحر، إضافة إلى الفرح الذي يبثانه في النفوس، لذلك فإن الفنان القادر على بث رسالة معينة سواء من تجربته الخاصة أو من الجو العام، يجب أن لا يتوانى عن ذلك.
هذا الحفل في كازينو لبنان، أي أنه لم يكن متاحاً للجميع، هل يمكن أن يقام لاحقاً في مكان آخر يستوعب جمهوراً كبيراً؟
التجربة في الكازينو كانت مناسبة جداً لناحية الديكور، لأنه مجهز تقنياً أصلاً للأعمال الاستعراضية بتركيبة المسرح، لكن قد ندخل بعض التعديلات لاحقاً إذا قررنا أن ننتقل إلى مكان آخر.
ماذا عن الجولات الخارجية؟
هناك تحضيرات لحفلات في مصر ودبي بعد العرض في لبنان، الذي سنقرر بعده الانتقال به إلى أكثر من دولة عربية.
