ولدت هند عبد الحليم، ابنة نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، أحمد عبد الحليم، بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقضت طفولتها ما بين مصر والإمارات، وكونت صداقات الطفولة والشباب من أهل البلدين الشقيقين.
هوت كرة القدم ومارستها، لكن طغى حبها للفن على حبها لكرة القدم، فدرست التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لتشارك بعدها في عدد كبير من الأعمال المسرحية مثل «مطلوب» و«يوم أن قتلوا الغناء» و«هنا انتيجون» التي حصلت عن دورها فيها على جائزة أفضل ممثلة مسرحية من المهرجان القومي للمسرح، وكذلك المسلسلات التلفزيونية المميزة مثل «حكايات بنات»، ومسلسلات «الا أنا» و«ورا كل باب»، و«كل ما نفترق» والجزء الثاني من «الأب الروحي»، ومسلسل «الشارع اللي ورانا»، واستطاعت أن تلفت الأنظار بعد تألقها في تجسيد شخصية «سلمى» في مسلسل «أزمة منتصف العمر»، حيث تخلت عن مكياجها وتصفيف شعرها وظهرت متوحدة مع شخصية «سلمى» كما بذلت جهداً كبيراً في أداء عدد من المشاهد الصعبة.. حول دورها والمسلسل، وأعمالها الفنية، كان معها هذا اللقاء.
بداية كيف ردود الفعل على شخصية «سلمى» في «أزمة منتصف العمر»؟
رائعة ولم أكن أتوقع أن أجد كل هذه ردود الأفعال الرائعة، وتأثيرها في المشاهد بشكل جميل جداً، وتعاطف البعض معها، واختلاف البعض الآخر معها، ما يؤكد أن الجمهور على درجة عالية من الوعي الفني والمتابعة الدقيقة لكل ما يشاهده، وأنا أتحدث هنا عن جمهور الشباب، بصراحة ردود فعل أكثر من رائعة.. ولا أخفي سراً عندما أقول إن هذا أكثر ما يحتاج إليه الفنان، ليعرف أين يسير، ويكمل مشواره الفني بشكل جيد.
كيف كان تحضيرك للشخصية، خاصة أنها غير سوية وتعاني الإدمان؟
في البداية جلست مع المخرج كريم العدل وتحدثنا عن تفاصيل الشخصية وعن رأي وتصور كل منا لها، وحددنا مظهرها وشكل وطريقة ملابسها، ودرست الشخصية بجميع جوانبها الاجتماعية والنفسية، واستعنت أيضاً بكتب عن الإدمان، وما التأثيرات التي تنتج عن تعاطي ذلك النوع من المخدرات، وأيضاً شاهدت أفلاماً وثائقية عن الإدمان والمدمنين.
إلى أي مدى وقعت في حالة من التعاطف مع الشخصية؟
تعاطفت معها جداً ودائماً أقف في صفها لأنني عشت الشخصية، وأغضب عندما أجد شخصاً يتحدث عنها بشكل سيئ.
هل التقيت في الحياة شخصية مثلها وقعت في حب رجل وأدمنته؟
لا ليس بهذا الشكل، لكن تركيبة شخصية «سلمى» وصفاتها ممكن أن توجد في أشخاص حقيقيين، إذا ما خاضوا التجربة نفسها، وقد ينتهي بهم الأمر مثل شخصية «سلمى» ويتعلقون بشخص أو شيء بإدمان.
ما أصعب مشاهدك في مسلسل «أزمة منتصف العمر»؟
المسلسل بأكمله صعب جداً، وأنا تقمصت شخصية «سلمى» وعشت بها فترة من الوقت لدرجة أنني كنت أعيش وأتصرف بمشاعرها، وكانت المشاهد واللحظات الصعبة تؤثر في أعصابي وترهقني جداً، لكن أعتقد أصعب المشاهد بالنسبة لي كان مشهد المواجهة بين «سلمى» و«عمر» ومشهد حديثها عن إدمانها له في المصحة.
كيف كانت كواليس العمل؟
من أجمل الكواليس التي عشتها، وكنا دائماً نجتمع ونأكل ونتحدث ونلعب جميعاً، وكان يوجد شعور بالراحة في مكان التصوير، وجميعنا كنا نحاول مساعدة بعضنا البعض، لإخراج أفضل ما لدى كل منا، وحقيقي اكتسبت أصدقاء جدد وعائلة جديدة من العمل.
كيف كان التعاون بين الزملاء في العمل مثل كريم فهمي، عمرو السعيد، ركين سعد، والمخرج كريم العدل؟
أكثر من رائع.. وأنا سعيدة جداً بتعاوني مع المخرج كريم العدل، حيث أعطاني مساحة كبيرة لإخراج مشاعري كممثلة كما عايشتها مع الشخصية بدون قيود، وظهر ذلك في مشهد المواجهة مع كريم فهمي، كما وضع لي أشياء يمكن أن أقوم بكسرها في حال رغبة الشخصية في كسر شيء ما، وكريم ممثل رائع وكان دائماً يساعدني في تقديم أفضل ما لدي، كذلك عمر السعيد شخص "جدع" جداً وتشعر أنه سيقف معك ويساندك في أي موقف صعب، أيضاً ركين سعد أحبها جداً ونحن أصدقاء وفي الكواليس كنت أجتمع معها ونصور فيديوهات للتخفيف من حمل أيام التصوير.
مسلسل "أزمة منتصف العمر" قدم قضايا موجودة وحقيقية في المجتمع
ما رأيك في الهجوم على المسلسل والاتهامات بأنه ضد قيم المجتمع؟
بالتأكيد أنا أحترم كل الآراء، ولا يوجد عمل فني مهما كانت قيمته أو النجوم الذين يعملون فيه عليه إجماع، فلا بد من أن تجد من يختلف معه بنسبة طبعاً، وفي النهاية المسلسل قدم قضايا موجودة وحقيقية في المجتمع، وأرى أن كل هذا في صالح العمل.
أين تضعين مسلسل «أزمة منتصف العمر» بين أعمالك الفنية، وهل يمكن أن تؤثر في اختياراتك الفنية مستقبلاً؟
أضعه في مكانة متميزة جداً في مشواري الفني، لأن العمل مميز جداً، وأنا قدمت شخصية مهمة ومؤثرة، لذلك قبل التصوير قررت أن أفرغ نفسي لشخصية «سلمى» بالكامل ولا أقوم بتأدية أي شخصية أخرى بجانبها، وأنا سعيدة بأن الشخصية أعجبت الجمهور، لذلك سأفضل عدم تقديم شخصية مماثلة لها في المستقبل، وسأميل أكثر لتقديم شخصيات متنوعة.
حصلت على جائزة أفضل ممثلة من المهرجان القومي للمسرح عام 2015، وشاركت في عدد من العروض المسرحية الناجحة، فلماذا ابتعدت عن المسرح بعدها؟
هناك جزء مهم وحقيقة لا يصح أن نغفلها، وهي أن الفنان، خصوصاً في بدايته، في أغلب الأحيان يكون مسيراً وليس مخيراً، بمعنى أنه يريد أن يتواجد وينتشر فيقبل أفضل ما يعرض عليه، وهنا يأتي دور المخرجين وشركات الإنتاج، هي من توجهه من خلال الأعمال التي تعرض عليه، لكن بالتأكيد أنا عاشقة للمسرح، وأعتبر أن المسرح هو الحياة، وأرغب بشدة في العودة مرة أخرى وتقديم أعمال مسرحية، ولن أتردد إذا ما عرض علي عملاً مناسباً.
أيها يشبعك فنياً أكثر.. أدوارك في السينما أم التلفزيون أم المسرح؟
لا أعتقد أنه يوجد ما يشبعني أكثر من الآخر، لأنه لكل منها ما يميزه ويشبع جانباً مختلفاً بداخلي كفنانة، لكن هناك فوارق في استقبال الجمهور للأعمال، وأعتقد أهمها مشاهدة الفنان لرد الفعل مباشرة على خشبة المسرح.
ولدت في دولة الإمارات العربية المتحدة، كيف كانت طفولتك فيها ومكانتها في قلبك؟
طفولة رائعة ومميزة جداً، ودولة الإمارات بالتأكيد لها مكانة خاصة وكبيرة في قلبي، وأعتبرها بصدق وطني الثاني، وليس مجرد كلام، والدليل أن لي العديد من الأصدقاء وذكريات الطفولة معهم، وعشت بها أجمل أيامي.
والدك هو الكابتن أحمد عبد الحليم، وبدأت حياتك بلعب كرة القدم، لماذا تراجعت عن هذه الخطوة؟
بالفعل كنت ألعب كرة القدم، لكن ليس بشكل احترافي، وذلك يعود لنجومية والدي واهتمامنا بالكرة، لكني لم أستمر لأنني وجدت نفسي في التمثيل، وكان قراري بدارسته دراسة أكاديمية.
* القاهرة: أشرف توفيق
