21 مارس 2021

نصائح للتعامل مع الزوج «المتنمر»

محررة متعاونة

محررة متعاونة

نصائح للتعامل مع الزوج «المتنمر»

يشتكي بعض السيدات من تنمر الزوج وكثرة إهاناته ومحاولاته اليومية للتقليل من شأنها سواء بينها وبينه أو أمام الآخرين ودون سبب واضح. ويأتي التنمر في صورة جسدية أو صورة نفسية.. لكنه في كل الأحوال يوغر صدر الزوجة ويصيبها بالكسرة والحسرة على الزوج الذي كانت تراه فارس الأحلام المنتظر.

على «جروبات» السيدات في موقع التواصل الاجتماعي قرر عدد من الفتيات والسيدات التنمر على تنمرهن ومواجهته بشدة والبوح بأزماتهن النفسية في كنف رجال يتنمرون عليهن وأطلقن عدداً من «الهشتاجات» للتنويه بالأزمات التي يتعرضن لها بشكل يومي من الحياة مع زوج سليط اللسان، وتنوعت الحكايات والقصص التي ترويها السيدات المعنفات بالكلمات يدعمهن الأخريات بالسطور المحفزة والداعمة لشخصياتهن ليتمكن من مواجهة الزوج المتنمر القاسي الذي لا يرى عيوبه ويسخر وقته في إيذاء زوجته دون شفقة.

طرحت «كل الأسرة» العديد من التساؤلات حول كيفية التعامل مع الزوج المتنمر على عدد من خبراء الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية، وسألتهم: كيف يمكن للزوجة أن تتعامل بشكل أمثل مع الزوج المتنمر الذي يهينها ؟ وهل يمكن لعلاقة زوجية تعاني التنمر أن تستمر طويلاً؟

نصائح للتعامل مع الزوج «المتنمر»

الاحترام المتبادل بين الزوجين يخلق بيئة صالحة للتعايش ويجعل كل طرف مصدر سعادة للآخر

في البداية تؤكد الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس بالقاهرة، أن أهم مقومات استقرار الحياة الزوجية هي الاحترام المتبادل بين الزوجين لأنه يخلق بيئة صالحة للتعايش ويجعل كل طرف مصدر سعادة للآخر ويكون ذلك باستخدام لغة حوار مهذبة للنقاش بعيداً عن أي ألفاظ خارجة أو نابية خلال الخلافات.

وتقول «مسؤولية وضع حدود في المعاملة مع الطرف الآخر تقع على الزوجة منذ فترة الخطبة بحيث يصبح بينهما احترام متبادل بعيداً عن أسلوب الحوار المتدني والألفاظ الجارحة، وعلى الزوجة التي ارتبطت بزوج متنمر أن تتخذ قراراً نهائياً وسريعاً بشأن حياتها وهل تستطيع أن تستمر مع هذا العنف أم ترفض».

وترى الدكتورة عزة فتحي أن التنمر هو شكل من أشكال العنف التي يمارسها الزوج تجاه زوجته من خلال نقدها والتعامل معها بشكل غير سوي، وهنا تكون العلاقة بين الزوج والزوجة يملأ أرجاءها الضغط النفسي والعاطفي وهذه الطريقة إما تكون عن عمد أو دون قصد عندما يوجه لها الزوج بعض الكلمات الساخرة أو الجارحة أو الكلمات التي تعتمد في الأساس على ذم الشريك، ومن ثم يعيش الزوجان في علاقات غير سوية بينهما نتيجة هذا التنمر.

وترفض الدكتورة عزة فتحي تحميل الأزواج وحدهم مسؤولية تفاقم مشكلة التنمر الزواجي في بلادنا العربية والإسلامية، فلابد من دراسة الأسباب الحقيقية التي تدفع الزوج إلى التعامل بتنمر مع زوجته. وقد حملت دراسات اجتماعية كثيرة الزوجات جزءاً كبيراً من المسؤولية، فالزوجة «النكدية» التي تختلق المشاكل مع زوجها، والزوجة «المتسلطة» التي تحاول السيطرة على زوجها وتجريده من مسؤولياته كزوج، والزوجة التي تهمل واجباتها الزوجية ومسؤولياتها الأسرية وترفض الاستجابة للنصائح والتوجيهات، هؤلاء الزوجات وسلوكهن الشاذ مع أزواجهن يتحملن جزءاً كبيراً من المسؤولية خاصة أننا نعيش في عصر كله ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية وينبغي على الزوجة أن تعين زوجها على مواجهة هذه الضغوط وليس مضاعفتها.

نصائح للتعامل مع الزوج «المتنمر»

الحب وحده لا يكفي لاستمرار حياة زوجية متجددة

أما الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة، فيحذر هو الآخر من الآثار النفسية السيئة التي يسببها تنمر بعض الأزواج ضد زوجاتهم، ويبين أن هذا التنمر الزوجي الذي يمارسه بعض الأزواج يقطع أواصر المودة والرحمة بينهما ويؤدي إلى الطلاق، وإن لم يحدث طلاق فإنه يخلق نوعاً من أنواع الانفصال الجسدي والروحي وكره الزوجة للمكان وهذا التأثير يختلف من شخصية إلى أخرى.

ويقول الحديدي «الحب وحده لا يكفي لاستمرار حياة زوجية متجددة، بل إن الحب يضيع فوراً بمجرد أن يجرح الطرفان في بعضهما البعض، والاستقرار لا يكون داخل أسرة يهين فيها أحد الطرفين شريك حياته، لذلك يجب على الزوجين أن يضعا منذ البداية أسساً للتعامل منها الانسحاب وقت الغضب وعدم مناقشة الأمور التي تؤدي لإهانة أحدهما الآخر، كما يجب عليهما التدرب منذ فترة الخطوبة على كظم الغيظ وعدم تصعيد المشاكل لتصل إلى هذه المرحلة وألا يتعودان على اتهامات التقصير المتبادلة وإلقاء مسؤوليات كل مشكلة يتعرضان لها على بعضهما البعض، كما أن تصيد الأخطاء يعمل على زيادة الشعور بالفتور العاطفي».

ويشير الحديدي إلى أن تنمر الزوج وإهانته لزوجته وتجريحه لها أحياناً يكون نابعاً من شعوره بالنقص، فقد تكون الزوجة متعلمة حاصلة على شهادات أعلى منه فيبدأ في الإساءة لها والتعامل معها بعنف كي يرضي غروره ويقنع نفسه أنه أفضل منها.

نصائح للتعامل مع الزوج «المتنمر»

للأسف هناك سيدات يتعرضن للإساءة اليومية من الأزواج فلا يتكلمن ولا يشتكين 

ومن جانبها توضح الدكتورة مايسة كمال، استشاري العلاج النفسي والزواجي وخبيرة العلاقات الإنسانية بالقاهرة، أن التنمر بين الزوجين يمكن أن يكون سبباً أساسياً للطلاق، لذلك يجب أن يحرص الطرفان على احترام بعضهما البعض وتجنب الإساءة اللفظية والألفاظ الخارجة.. وتوضح «الحياة الزوجية مليئة بالشجار والمشاكل ويجب أن يحرص الزوجان على صياغة المشكلة بطريقة بسيطة بحيث لا يضطر أي طرف إلى الخروج عن مشاعره مما ينتج عنه التفوه بكلمات مهينة تجرح الطرف الآخر مما يعد خطأ فادحاً يجب على الأزواج الذين يرغبون بالحفاظ على علاقتهم جميلة ومميزة أن يمتنعوا عن الإساءة اللفظية أو الجسدية مهما اشتد الشجار لأن مثل هذه الإساءة لا تغتفر حتى وإن عادت الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى».

وتحذر الدكتورة مايسة كمال الأزواج من التنمر والإهانة والأذى النفسي الذي يمارسونه ضد الزوجات ويسبب لها القهر والدونية، وترى أن هذه السلوكيات الذكورية لا يمكن أن تستقيم معها الحياة الزوجية بل إن لها مضاعفات خطيرة على نفسية المرأة وتجعلها تشعر بعدم الكفاءة فتضطرب صحتها النفسية وتظهر عليها الأمراض النفسية والاضطرابات ومنها حالات الأمراض مثل القولون العصبي والصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم والقيء المستمر وآلام بالجسم.

وتضيف «للأسف هناك سيدات يتعرضن للإساءة اليومية من الأزواج فلا يتكلمن ولا يشتكين وإنما تشعر المرأة حينها بأعراض عضوية بجانب القلق والهلع، أسوأ ما يرتكبه الرجل في حق زوجته إهانتها أمام الأولاد أو الأهل أو الأصدقاء وتسفيه آرائها واتهامها بالتقصير وإجبارها على الاعتذار المتكرر له عن أخطاء لم ترتكبها بالقهر وأن أي جدال أو نقاش لن ينتهي لصالحها».

هل أنتِ سعيدة في زواجك؟

 

مقالات ذات صلة