من لحظات الحمل التي تعتز بها الأسرة، خاصة الأم الحامل هي الشعور بركلات الجنين. وعلى الرغم من أن معظم الحوامل لا يستمتعن عادةً بالرّكل، إلا أن «حركات الكاراتيه» هذه تكون مؤثرة عاطفياً، عندما تأتي من إنسان سترى قريباً حركاته أمامك.
حركة الجنين هي وسيلة تفاعل الجنين أثناء نموّه، وحتى القريبون من الحامل يشعرون بالسعادة عند معرفتهم بحركات الجنين. لكن حركات الجنين الثمينة تلك تؤدي أيضاً وظيفة أساسية.
يقول الأطباء إن حركات الجنين تعطينا فكرة عن كيفية أداء الطفل في فترات الحمل، إذ تساعدنا حركات الجنين الجيدة على الشعور بالطمأنينة بأن الأمور على ما يرام، في حين أن انخفاض حركة الجنين قد ينبئنا بأن هناك حاجة إلى تقييم الحمل. فالانخفاض في حركة الجنين غالباً ما يكون بسبب دورة نوم الطفل. ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يكون علامة حمراء.
متى يمكنك البدء بالشعور بحركة الجنين؟
يوضح الأطباء أن الحامل قد تبدأ بالشعور برفرفة صغيرة في وقت مبكّر يصل إلى نحو 16 أسبوعاً، ولكن هناك عوامل مختلفة ستؤثر في الإطار الزمني لحركة الجنين. على سبيل المثال، قد تضطر الأم إلى الانتظار لفترة أطول قليلاً كي تشعر بأول حركة للجنين.
بشكل عام، إذا كان هذا هو الحمل الأول، فقد لا تلاحظين الحركات من الأسبوع 20 إلى 22 من الحمل، وهذا لأن الحركات المبكّرة يمكن أن تحاكي الغازات، أو الأحاسيس الأخرى، وقد يكون من الصعب اكتشافها في المرة الأولى. ومع كل حمل بعد ذلك، قد تشعرين بأن طفلك يتحرك بحلول الأسبوع السادس عشر من الحمل، لأنك أكثر دراية بأنماط وأحاسيس الحركة المبكّرة.
يؤثر وضع المشيمة أيضاً في توقيت حركة الجنين. إذا كان لديك مشيمة أمامية، أي أنها متصلة بالجزء الأمامي من الرحم، فقد يكون من الصعب الشعور بحركات طفلك المبكرة، لأن المشيمة تصبح طبقة إضافية بين طفلك وجدار البطن.
والنساء اللواتي لديهن مشيمة خلفية، أو مشيمة خلف الرحم، وأقرب إلى العمود الفقري، لا يمتلكن هذه الطبقة وقد يشعرن بالحركة في وقت مبكّر.
أنماط حركة الجنين الشائعة، حسب كل مرحلة من الحمل
حركة الجنين في الثلث الأول من الحمل
على الرغم من أن النساء الحوامل لا يشعرن عادة بالرفرفة، أو الركلات، حتى الثلث الثاني من الحمل، إلا أنه في الفترة ما بين 16 إلى 22 أسبوعاً يبدأ الطفل النامي بالحركة، أو في وقت أقرب من تلك المدة.
يبدأ الجنين بالتحرك في الأسبوع السابع تقريباً، لكنه صغير جداً بحيث لا يمكنك الشعور به. في هذه المرحلة، قد تكون هناك حركات صغيرة في الأطراف، أو الرأس، أو الفم.
وسوف يلاحظ الطبيب، والأم هذه الحركات في وقت مبكّر أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، عادة في نحو الأسبوع 8 و 12.
حركة الجنين في الثلث الثاني من الحمل
قد تلاحظين حركات في وقت مبكّر من الثلث الثاني من الحمل، لكن لن تشعرين بأنها السّمة المميّزة بعد.
وفي بعض الأحيان، بدءاً من الأسبوع 16 فصاعداً، قد تشعرين برفرفات خافتة تشبه فقاعات الغاز في الحوض. وستصبح الركلات أقوى في وقت لاحق من الثلث الثاني من الحمل، وأوائل الثلث الثالث من الحمل.
حركة الجنين في الثلث الثالث من الحمل
طوال الثلث الثالث من الحمل، ستشعرين بمزيج من الركلات، واللكمات، والتمدد، والشعور بأن شيء يتدحرج. وعلى الرغم من أن الركلات أصبحت أقوى، فقد تلاحظين أن طفلك لا يتحرك بالطريقة نفسها التي تكونين فيها في موعد ولادتك المتوقع. وعادة، هذا لا يدعو للقلق، وهناك سبب وجيه لذلك، وهو أن الطفل ينمو كما هو متوقع. ويشير الأطباء إلى أن الحركات تنخفض في أواخر الثلث الثالث من الحمل لأن المساحة تكون ضيقة.
ولكن ضعي في اعتبارك أن تغيّرات الحركة لا تعني انخفاض تكرارها وشدّتها. وإذا كنت قلقة بشأن انخفاض حركة الجنين، فمن الأفضل مراجعة الحالة مع الطبيب لمزيد من الاطمئنان.
كيف تشجعين جنينك على الحركة؟
يشاركنا الخبراء بعض الطرق الناجحة لتشجيع حركة الجنين:
1- ركّزي على حركة الجنين
في نهاية المطاف، قد تعتادين على حركات الجنين، لأنك ستعتادين على «ضربات الكاراتيه» مرات عدّة في الساعة، فكلما طالت مدة حملك، كلما اعتدت على هذا الشعور، وقد تتجاهلين الركلات والوكزات، من دون أن تدركي ذلك.
إذا كنت لا تشعرين بحركة طفلك، أو تشعرين بحركة أقل مما اعتدت عليه، فإن أول شيء يوصي به الأطباء هو الجلوس في مكان هادئ، والتركيز على الحركة، وبمجرد أن تكوني في مكان لطيف وهادئ، خذي نفساً عميقاً وركّزي على طفلك.
2 - حاولي شرب شيء ما
المشروبات الباردة والسكّرية، مثل الصودا، يمكن أن تحفز الظهر في طور النمو على الحركة. ولكن احذري، لا ينصح أن تتناول الحامل المصابة بسكري الحمل الأطعمة والمشروبات السكرية، كجزء من تدابير السيطرة على الحالة. والخبر السار هنا هو أنه ليس بالضرورة أن يكون المشروب سكّريا، فحتى الماء البارد له تأثير سريع بشكل مدهش.
3- تناولي وجبة خفيفة
إذا كان شرب شيء ما لا يجدي نفعاً، أو إذا كنتِ مصابة بسكّري الحمل وتحدّين من تناول السكر، فإن تناول وجبة خفيفة قد يوقظ الجنين النائم.
ويبيّن الخبراء أن تناول وجبة خفيفة فكرة جيدة، وفي الحقيقة يجب ألا تكون وجبة حلوة المذاق.. يمكن أن تكون وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة، والبروتين، والمكسّرات هنا تفي بالغرض.
4- تحرّكي
هل ترغبين في جعل طفلك يركل بقوة؟ جرّبي بعض الحركات اللطيفة بنفسك.
يمكنك أيضاً محاولة النهوض والتجول. قد تساعد حركتك الإضافية على إيقاظ الطفل النائم، وزيادة حركته.
5- غيّري المكان
قد لا تحتاجين حتى إلى القيام بدورة تجول لتشجيع حركة الجنين. يمكن أن تكون الحركة لطيفة وبسيطة مثل التدحرج.
حاولي الاستلقاء على جانبك الأيسر، ما يساعد على تحريك الرحم بعيداً عن الأوعية الدموية الرئيسية. لا بأس من التحرك من جانب إلى آخر لمعرفة ما إذا كان هناك وضع يساعدك على الشعور بحركات الجنين.
6- المَسِي بطنك
حاولي أن تلعبي لعبة صغيرة مع طفلك الصغير الذي ينمو في داخلك. ادفعي بطنك بلطف، فهذا يمكن أن يشجع الحركة أيضاً. وفي بعض الأحيان، يمكنك بسهولة أن تشعري بقدم تندفع للخارج، ودفعها يؤدي إلى استجابة منعكسة.
7- شغّلي موسيقى
قد يكون لديك خطط لغناء التهويدات الكلاسيكية لجنينك أثناء نومه. وخلال فترة الحمل، يمكن للموسيقى أن توقظه وتجعله يقوم برقصة سعيدة وهو في الداخل.
وفي وقت مبكر، يستطيع الطفل سماع أشياء مثل نبضات قلبك، أو قرقرة معدتك فقط، ولكن في الثلث الثالث من الحمل يمكنه سماع الأصوات من الخارج.
اقرئي أيضاً:
- 10 علامات تعني أنك حامل
- نصائح وتحذيرات للمرأة الحامل عند قيادة السيارة
