نعم، أنت ولا أحد غيرك يمكنه أن يداوي جسمك حين يشكو من الألم. «كن طبيب نفسك» قالها أبقراط أوأبو الطب الحديث، وهو طبيب وفيلسوف يوناني (460 ق. م - 370 ق. م)، ويقولها أطباء كثيرون في زمننا. ولكن هل يمكن لأي إنسان أن يكون طبيب نفسه؟ وهل هناك نصائح تجعلنا لا نطرق عيادة الطبيب إلا في الحالات التي تستعصي علينا؟ نعم، فنحن أدرى بلغة أجسامنا من الأطباء!
قوِّ جهازك المناعي
كلنا نرغب بأن نكون بصحة جيدة، ولكن المشكلة أننا قد لا نملك الوقت ولا المعلومات الكافية لنتمكن من الاعتناء بأجسامنا. والأطباء الذين لا غنى لنا عنهم في أوقات الشدة هم الذين يدعوننا للوقاية من الأمراض، فالأشخاص الذين يملكون جهازاً مناعياً قوياً هم الذين لا يدخلون عيادة الطبيب إلا نادراً. وإذا علمنا أن الشيخوخة تبدأ في سن السادسة والعشرين فسنعرف قيمة العناية بالجهاز المناعي منذ الصغر، خصوصاً أنه لا يوجد أدوية لعلاج مناعة مفقودة!
عالج ذاتك بعيداً عن الأطباء
«ليس هناك ما هو أفضل من العلاج الذاتي»، هو عنوان كتاب جديد للطبيب الفرنسي فريديريك سالمان المتخصص بأمراض القلب والتغذية، ينصح فيه كل إنسان بالاعتناء بنفسه قبل أن يقرع جرس الإنذار ويصبح الذهاب إلى الطبيب ضرورة. وتبدأ العناية بالصحة والوقاية من الأمراض، بمراقبة الجسم والإصغاء لاحتياجاته وتربيته على ألا يعطى ما يضره!
قواعد الوقاية
وتكون الوقاية من الأمراض والعناية بالجهاز المناعي بالسيطرة على الوزن، والاهتمام بالنظافة الشخصية ونوعية المأكولات، ومحاولة التغلب على الشيخوخة بممارسة الرياضة المناسبة والاهتمام بالغذاء الصحي. وأيضاً بالابتعاد عن التوتر والقلق، والحصول على ساعات نوم كافية.
ويقول الدكتور سالمان إن مناعة الجسم تتراجع مع التقدم في العمر، لذا لا يستطيع كبار السن محاربة الأمراض كما يحاربها من هم أصغر سناً. من أجل ذلك، على كل شخص العمل على تقوية جهازه المناعي قبل أن يصاب بمرض يضطره للذهاب إلى الطبيب.
ويضيف الدكتور سالمان أن ممارسة الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة يومياً وبدون انقطاع تخفف من التعرض للإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 40%. وأن الجسم يستطيع مواجهة الفيروسات بقوة أكبر كلما زادت مناعته بحيث يكون مستعداً لأي حرب تشنها الفيروسات عليه.
الحلوى بشروط!
ويدعو الدكتور سالمان إلى العمل على المحافظة على الوزن الصحي لأن ذلك يخفف من التعرض للأمراض بنسبة 85%، وهو يعطي نصائح لفقدان الوزن بطرق مثيرة للعجب، فيقول إن هناك دراسة أمريكية تفيد بأن الإنسان يستطيع فقدان الوزن الزائد بتناول حلوى الكيك! فهذه الحلوى ترفع نسبة هرمون الليبتين المسؤول عن الشعور بالشبع. ومن يتناول الحلوى عموماً لا يعاني الشعور بالحرمان الذي يعانيه من يفرض على نفسه حمية قليلة السعرات. ولكن، مهلاً، لا يظن أحدنا أن تقوية المناعة تكون بتناول الحلوى! فالدكتور سالمان يحذر من تناول الحلوى الغنية بالسعرات الحرارية والمغمورة بالكريما والشوكولاتة!
