11 مايو 2023

نبيلة مكرم: هدفنا إزالة الوصم عن المريض النفسي

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

نبيلة مكرم: هدفنا إزالة الوصم عن المريض النفسي

تعرضها في طفولتها للتنمر بسبب طول قامتها مقارنة بأقرانها في المدرسة، وإصابة أحد أبنائها بمرض نفسي شديد التعقيد والخطورة، دفع السفيرة ووزيرة الهجرة وشؤون المصرين بالخارج سابقاً نبيلة مكرم لتأسيس مؤسسة «فاهم» للدعم النفسي، كأول مؤسسة أهلية تهدف إلى زيادة الوعي النفسي للطفل والأسرة العربية.

نبيلة مكرم: هدفنا إزالة الوصم عن المريض النفسي

نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية في الوطن العربي

خلال مشاركة مؤسسة فاهم في الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، والذي يعقد في إمارة الشارقة حالياً، بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حاورت «كل الأسرة» السفيرة نبيلة مكرم التي تترأس مجلس أمناء المؤسسة، حيث تحدثت للمجلة عن أهمية دعم الصحة النفسية للأطفال، وضرورة توعية الآباء والأمهات بالتحديات النفسية للأبناء وكيفية التعامل معها، وتقول «نسعى من خلال «فاهم» لنشر الوعي بأهمية الصحة النفسية في الوطن العربي، وإزالة الوصم عن المريض النفسي، أملاً في تحقيق السلام والاستقرار النفسي للأطفال في المقام الأول لبناء مجتمعات سليمة وصحية، من خلال تعزيز دور الأسرة لتفهم واستيعاب المشاكل التي يمر بها الطفل، وإقناعهم بأن عليهم تقبل فكرة إصابة أحد أفراد الأسرة باضطرابات نفسية، وعليهم مرافقته للطبيب النفسي للاطمئنان إلى صحته النفسية، من دون الشعور بالخجل، بل عليهم أن يرافقوا هذا الفرد طوال رحلة علاجه النفسي، والتكاتف مع الطبيب المعالج، بدلاً من دفن رؤوسهم في التراب هرباً من نظرة المجتمع التي اعتبرت المرض النفسي عاراً على صاحبه، وعلينا الاعتراف أن الظروف القاسية التي مر بها العالم في السنوات الأخيرة، وأبرزها جائحة كرونا خلفت الكثير من المخاوف التي ترسخت في العقل الباطن للأطفال والكبار كذلك».

نبيلة مكرم: هدفنا إزالة الوصم عن المريض النفسي

لا تتهاونوا مع المشاكل النفسية التي يواجهها الأطفال

أما بالنسبة للمفاهيم السائدة حول العلاج النفسي، لفتت السفيرة نبيلة مكرم في حديثها لاعتقاد الناس أن زيارة الطبيب النفسي مكلفة مادياً وغير مجدية، «لا ننكر أن غالبية أفراد المجتمع غير مرحبين بفكرة زيارة الطبيب النفسي، وهناك من يرى أنها تحتاج إلى ميزانية مالية كي يتمكنوا من زيارته، ولكنهم لا يعلموا أن المرض النفسي قد يتسبب في أمراض صحية وعضوية أكبر، يستلزم علاجها أكثر بكثير من الأموال التي كانوا سيوجهونها للعلاج النفسي.

وعلى صعيد آخر هنالك العديد من المراكز المتخصصة للصحة النفسية، وبرامج وجلسات تخصصها الدول بالتعاون مع المدارس والأهالي، من أجل التوعية والعلاج النفسي، وعليهم البحث عن تلك المراكز، وعدم التهاون مع الضغوط النفسية التي يواجهها الأطفال والشباب في مراحل عمرية مختلفة، وأن يراقبوا سلوك أطفالهم خصوصاً الذين يتعرضون للتنمر في المدارس والجامعات والنوادي وحتى من الأقارب».

نبيلة مكرم: هدفنا إزالة الوصم عن المريض النفسي

شخصية "رامي فاهم جداً" تتصدر مطبوعات المؤسسة

وحول مشاركة المؤسسة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، تشرح مكرم «دعوتنا للمشاركة في مهرجان قرائي مخصص للأطفال، جاءت تأكيداً لرؤية وحرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لأهمية تناول قضايا الصحة النفسية خلال المهرجان، ويعتبر انطلاقة قوية لفعاليات المؤسسة وأنشطتها في كافة أنحاء الوطن العربي، وتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية، ومعاونة أفراد الأسرة العربية على التعامل بشكل صحيح مع هذه القضية المهمة، وذلك عبر إطلاق مجموعة من الأنشطة التوعوية والتعليمية والترفيهية، وتنظيم ورش للحكي وندوات تثقيفية بمشاركة متخصصين وخبراء على مدار أيام المهرجان، إضافة لتوزيع كتب مجانية متخصصة في الصحة النفسية بالتعاون مع دور النشر المتميزة».

وتواصل «فقد قدم الدكتور عبد الناصر عمر، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، وعضو مجلس أمناء مؤسسة «فاهم»، ندوة بعنوان «استيعاب وتفهم التحديات النفسية للأطفال»، وأسعدنا مشاركة الحضور بتجاربهم مع العلاج النفسي، وكيف واجهوا رفض أسرهم وعائلاتهم، الأمر الذي أصابهم بالإحباط، فهدفنا كما ذكرت سابقاً توعية الأم تحديداً بحكم قربها من الأبناء، وقدرتها على التقرب من الأطفال ومساندتهم وتقبل شكواهم، حتى وإن شعروا بأنها بسيطة ولا تستحق إعطاء الأمور أكثر من اللازم».

نبيلة مكرم: هدفنا إزالة الوصم عن المريض النفسي

وعلى هامش المهرجان قدمنا كذلك ندوة تثقيفية للتعريف بأهمية الصحة النفسية والتوعية بمخاطر المرض النفسي، في مقر الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، بدعوة من الفريق محمد أحمد المري، المدير العام للإدارة، وبمشاركة عدد من المسؤولين والموظفين الإماراتيين.

 

مقالات ذات صلة