11 أبريل 2023

كيف ولماذا يصاب الطفل بالسكتة الدماغية؟

محررة ومترجمة متعاونة

محررة ومترجمة متعاونة

كيف ولماذا يصاب الطفل بالسكتة الدماغية؟

في صبيحة نهار جميل، كان بنجامين يلعب كرة القدم مع زملائه بولاية كاليفورنيا الأمريكية، فجأة انهار الطفل ولم يعد قادرا على تحريك احدى ذراعيه ثم بدأ يفقد الوعي. عندما وصل رجال الإسعاف اكتشفوا أنه مصاب بسكتة دماغية! انهار والداه من هول المفاجأة.. فهل يصاب الطفل بسكتة دماغية؟

السكتة الدماغية لدى الأطفال هي حالة نادرة تصيب واحدًا من بين كل 4000 مولود جديد و 2000 طفل أكبر سنًا كل عام، بحسب الأرقام في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال.

السكتة الدماغية عموما هي نوع من اضطراب يصيب الأوعية الدموية (دماغية وعائية)، ويمكن تصنيف السكتات الدماغية على أنها إقفارية (ناتجة عن عدم كفاية تدفق الدم) ونزفية (ناتجة عن نزيف في الدماغ). عندما يصاب أحد الأوعية الدموية في الدماغ، تفقد أنسجة المخ المحيطة بها إمدادات الدم وتعاني من الإصابة أيضًا. وتختلف العلاجات والنتائج طويلة المدى عند الأطفال من نوع إلى آخر.

كما هو الحال مع البالغين، يمكن أن تكون السكتة الدماغية عند الأطفال مهددة للحياة إذا بقيت بدون علاج سريع ومناسب، لذلك تتطلب عناية طبية فورية. فالسكتة الدماغية هي من بين الأسباب العشرة الأولى للوفاة عند الأطفال. كما يمكن أن تتسبب السكتة الدماغية لدى الأطفال أيضًا في إعاقة عصبية، مع خطر الإصابة بضعف إدراكي وحركي دائم على المدى الطويل.

ما هي علامات وأعراض السكتة الدماغية لدى الأطفال؟

عادة ما تبدأ السكتة الدماغية عند الأطفال فجأة. وقد تشمل الأعراض (على سبيل المثال لا الحصر) ما يلي:

  • ضعف أو تنميل في جانب واحد من الجسم.
  • اضطراب الكلام أو صعوبة في النطق.
  • صعوبة في التوازن أو المشي.
  • مشاكل في البصر مثل ازدواج أو فقدان الرؤية.
  • سبات أو خمول مفاجئ.
  • نوبة (حركة إيقاعية غير عادية لأحد جانبي الجسم أو كليهما).

أسباب خطر الإصابة بسكتة دماغية عند الأطفال

تختلف أسباب السكتة الدماغية عند الأطفال عنها عند البالغين. وتشمل عوامل الخطر ما يلي:

  • مرض في القلب.
  • مشاكل في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ.
  • اضطرابات تخثر الدم.
  • داء الكريات المنجلية.

كيف ولماذا يصاب الطفل بالسكتة الدماغية؟

تشخيص السكتة الدماغية عند الأطفال

عندما يعاني الطفل من أعراض قد تشير إلى سكتة دماغية، فمن الضروري للغاية أن يجري طبيب الأطفال أو طبيب الأعصاب تقييما سريعا وشاملا من أجل بدء العلاج بسرعة وتقليل مخاطر المشاكل طويلة الأمد.

تعد دراسة الصور الشعاعية للدماغ والأوعية الدموية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT)، ضرورية للتشخيص.

قد تشمل الاختبارات الإضافية لمعرفة سبب السكتة الدماغية ما يلي:

  • تصوير الأوعية بالقسطرة (يتم إدخال أنبوب رفيع ومرن في الأوعية الدموية، ويتم حقن التباين، وتستخدم الأشعة السينية لالتقاط صور للشرايين والأوردة في الدماغ).
  • مخطط صدى القلب (الموجات فوق الصوتية للقلب).
  • اختبارات الدم لتحديد اضطرابات التخثر.

كما قد يحتاج الطفل إلى رؤية أخصائيين آخرين للمساعدة في تحديد سبب السكتة الدماغية، بما في ذلك أطباء العناية المركزة وأخصائيي أمراض الدم (متخصصون في اضطرابات الدم) وأطباء الأعصاب وجراحي الأعصاب وأخصائيي الأشعة التداخلية وأطباء إعادة التأهيل (المتخصصون في إعادة التأهيل لاستعادة الوظيفة بعد السكتة الدماغية).

علاج السكتة الدماغية لدى الأطفال

في المراحل المبكرة من السكتة الدماغية لدى الطفل، يركز الأطباء على دعم تدفق الدم إلى الدماغ. قد يكون العلاج مزيجًا مما يلي:

العلاج الطبي: قد يتلقى طفلك الأسبرين أو غيره من مضادات التخثر والفيتامينات الخاصة. يمكن علاج الأطفال المصابين بمرض الخلايا المنجلية والسكتة الدماغية باستخدام هيدروكسي يوريا أو علاج نقل الدم أو كليهما. إذا تسببت السكتة الدماغية في حدوث نوبات، فقد يحتاج طفلك أيضًا إلى دواء مضاد للنوبات.

لم تتم الموافقة بعد على أدوية "تكسير الجلطات" المستخدمة بنجاح في البالغين، لاستخدامها في الأطفال، ولكن يمكن أخذها في الاعتبار في مواقف معينة.

التصوير الشعاعي العصبي التدخلي: إذا كان لدى طفلك وصلات غير طبيعية في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ (التشوه الشرياني الوريدي) أو الأوعية الدموية ذات الجدران الضعيفة التي يمكن أن تنتفخ وتتمزق (تمدد الأوعية الدموية)، فقد يضع الطبيب قسطرة داخل الأوعية الدموية المصابة للمساعدة في إصلاح المنطقة غير الطبيعية. في بعض الحالات، يمكن استخدام قسطرة لإزالة الجلطات الكبيرة في الأوعية الدموية للمساعدة في استعادة تدفق الدم الأساسي إلى الدماغ. تتم إجراءات الأشعة العصبية التداخلية باستخدام قسطرة يتم إدخالها في وعاء دموي في الذراع أو الساق وتوجيهها إلى الأوعية الدموية في الدماغ.

الجراحة: قد يكون الإجراء الجراحي مناسبًا لأنواع معينة من السكتة الدماغية واضطرابات الأوعية الدموية الدماغية الأخرى. يعتمد نوع الجراحة المطلوبة على سبب السكتة الدماغية. قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالة قطعة من العظم (قطع القحف، لتخفيف الضغط عن الدماغ) في حالات تورم الدماغ الشديد. تشمل بعض العمليات الجراحية الأخرى للسكتة الدماغية إغلاق الأوعية الدموية غير الطبيعية، وإزالة مناطق غير طبيعية من الدماغ وإعادة توجيه الأوعية الدموية للمساعدة في توفير إمدادات الدم إلى المناطق المصابة.

كيف ولماذا يصاب الطفل بالسكتة الدماغية؟

التعافي من السكتة الدماغية عند الأطفال

متابعة حالة الطفل أمر مهم للغاية. وبمجرد استقرار طفلك، سيعمل الفريق الطبي مع الأهل لوضع خطة مستمرة لتقييم وظائف الطفل الشاملة وتحسين الشفاء.

ولكن بناء على مكان حدوث السكتة الدماغية في الدماغ، قد يواجه الطفل صعوبات في المشي أو الرؤية أو التحدث أو القراءة، وأحيانًا يتأثر جانب واحد من الجسم أكثر من الآخر. كما قد تسبب السكتة الدماغية اضطرابًا في النوبات أو يكون لها تأثير على تفكير الطفل أو عواطفه.

بشكل عام، يتمتع دماغ الطفل النامي بفرصة أفضل للتعافي من السكتة الدماغية من دماغ الشخص البالغ. ونكرر أنه يمكن أن يقلل التشخيص والعلاج الفوريان من مخاطر المشاكل الدائمة، ويمكن أن يساعد إعادة التأهيل المبكر في تحقيق أقصى قدر من التعافي.

 

مقالات ذات صلة