بعد مرور عامين تقريباً على ظهور الجائحة، لم يتضح حتى الآن بشكل مؤكد أنها ربما تختفي قريباً، لذلك أصبحت الجرعة المعززة مطلوبة بدرجة كبيرة.. وكما هي الحال في كل جديد، تثُار مخاوف حول وضع النساء الحوامل والمرضعات وحتى من يخططن للحمل.
تتخوف المرأة الحامل من أن لقاحات «كوفيد-19» ربما تتسبب لها أو لطفلها في مشاكل صحية، أو ربما تهدد الحمل حيث تجعلها عرضة للإجهاض أو ولادة جنين ميت، وبالرغم من أن هذه المخاوف لها مبرراتها إلا أن الدراسات الأخيرة أظهرت أن العكس هو الصحيح وأن اللقاح ربما يفيد الطفل من حيث تأهيل جهازه المناعي حتى يقاوم المرض.
حماية مبكرة للطفل
بحسب دراسة منشورة حديثاً فإن تلقي المرأة الحامل لجرعات اللقاح كاملة يمكن أن يقي الحاجة لحجز الطفل بالمستشفى نتيجة الإصابة بـ«كوفيد- 19»، وهو أمر شائع وسط الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، ووجد الباحثون أيضًا أن الحماية كانت أعلى بشكل ملحوظ للرضع الذين تلقت أمهاتهم اللقاح في وقت لاحق من الحمل وليس في وقت مبكر، ولكن لا يفضل تأخير تلقي اللقاح لهذا السبب لأن احتمال الإصابة كبير.
لا يسبب الإجهاض
في وقت سابق، قال المتخصصون إن تلقي اللقاح أصبح ضرورة ملحة للجميع خاصة بعد انتشار متغير دلتا وكذلك المتغير أوميكرون الذي لا يقل شدة عنه، وفيما يتعلق بمخاوف الإجهاض أجرت بعض الجهات العالمية تحليلاً للبيانات التي تم الحصول عليها من سجلات الحوامل اللاتي تلقين اللقاح، وذلك لتقييم مدى آمنيته عند تلقيه في وقت مبكر من الحمل، ولم يتضح وجود أي خطر متزايد للإجهاض بين ما يقرب من 2500 من الحوامل اللائي تلقين لقاح (الرنا المرسال) قبل 20 أسبوعًا من الحمل، ومن هذا النوع من اللقاحات: فايزر وبيونتك وموديرنا.
يحدث الإجهاض عادةً في حوالي 11 إلى 16 بالمئة من حالات الحمل، ووجدت دراسة أن معدلات الإجهاض بعد تلقي اللقاح كانت حوالي 13 بالمئة، أي ضمن المعدل المتوقع للإجهاض بصورة عامة. على النقيض من ذلك تبين من تلك البيانات أن النساء الحوامل المصابات بفيروس «كورونا» معرضات بشكل أكبر لمضاعفات الحمل، كتسمم الحمل والولادة المبكرة. يعتبر تطعيم الأم الحامل مهماً للغاية في تقليل احتمالية التقاطها للعدوى وإصابتها بـ«كوفيد- 19» الذي قد يكون حاداً لذلك يكون اللقاح منقذاً للحياة.
أهمية الرضاعة الطبيعية
يمكن أيضاً لمن يرضعن أطفالهن الرضاعة الطبيعية أخذ اللقاح، بل ويُوصين بذلك حتى لا يتعرضن للعدوى وينقلنها إلى أطفالهن الرضع، وأظهرت التقارير الحديثة أن من تلقين من المرضعات لقاح الرنا المرسال أصبحت لديهن أحساماً مضادة في حليب الثدي ما يشكل وقاية للطفل الرضيع.
الآثار الجانبية للجرعة المعززة
النساء الحوامل ليس من المرجح أن يشعرن بآثار جانبية أكثر من غيرهن عند تلقي الجرعات الأساسية أو الجرعة المعززة، وهي آثار شائعة خاصة بعد الجرعة الثانية للقاحات التي تتطلب جرعتين. لم تبلغ النساء الحوامل عن آثار جانبية مختلفة عن الآخرين عقب تلقي لقاحات الرنا المرسال.
بالنسبة لمن يخططن للحمل خلال بضعة أشهر أو في السنوات القادمة فليس عليهن التخوف لأنه لا يوجد دليل على أن اللقاح يسبب أي نوع من العقم على الإطلاق.
تحث اللقاحات جهاز المناعة في الجسم على صنع أجسام مضادة لفيروس «كورونا»، يمكن أن تبدأ في العمل عندما تصادف الفيروس، والمرأة الحامل التي تتلقى اللقاح تصنع أجسامًا مضادة تعبر المشيمة وتدخل مجرى دم الطفل وتوفر بعض الحماية له بعد الولادة. هذا هو السبب في جعل الحوامل يخضعن لبعض اللقاحات، كلقاح السعال الديكي على سبيل المثال، في بداية الأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل، لحماية الأطفال حديثي الولادة الضعفاء لاحقًا من السعال الديكي.
أهمية الجرعة المعززة للحوامل؟
تشير الدلائل إلى أن اللقاحات تعمل بشكل جيد على المدى الطويل في الوقاية من الأمراض الشديدة، ولكن هناك بعض العلامات على أن الحماية تتضاءل بعد عدة أشهر.
فمع مرور الوقت يتضاءل مفعول اللقاحات داخل الجسم، لذا من خلال تلقي الجرعة المعززة فإن المرأة الحامل تُحسِّن مناعة نفسها والجنين، وكذلك المرأة المرضع حيث تبين أن الأجسام المضادة الناجمة عن اللقاح تتواجد بحليب الثدي. أيضاً المرأة التي تخطط للحمل عليها ألا تهمل جانب اللقاح ودعمه بالجرعة المعززة.
